السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

وسط تنديد دولي.. "إسرائيل" تواصل تحركاتها لهدم الخان الأحمر

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، إجراءاتها الرامية إلى هدم "الخان الأحمر" شرقي مدينة القدس المحتلة، وتهجير السكان البدو من المنطقة.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أعلنت الخان الأحمر "منطقة عسكرية مغلقة" ومنعت الوصول له؛ سواء بالمركبات أو مشيًا على الأقدام، وقامت بتحرير مخالفات لعدد من الصحفيين والنشطاء بالقرب من المنطقة.

واعتقلت قوات الاحتلال، صباح اليوم، ثلاثة نشطاء أجانب من المتضامنين مع فلسطينيي تجمع "الخان الأحمر" البدوي شرقي القدس المحتلة.

وصرّح المواطن داود جهالين، بأن قوات الاحتلال اقتحمت أكثر من مرة تجمع الخان الأحمر البدوي، وشرعت آلياته بشق طرق جديدة، كي تتمكن الجرافات من الدخول والبدء في هدم التجمع في أية لحظة.

وأضاف جهالين لـ "قدس برس"، أن قوات الاحتلال تُحاول إبعاد جميع المتضامنين الفلسطينيين والأجانب عن التجمع، حيث اعتقلت ثلاثة منهم، كما منعت الصحفيين من الوصول إلى المكان.

وأكد أن "الشرطة الإسرائيلية تُخالف كلّ من يحاول الوصول إلى التجمع، كما تُخالف المركبات المحيطة به، بحجة أنه منطقة عسكرية مغلقة، ومن يُخالف القوانين سيعرّض نفسه للاعتقال والمساءلة".

وأشار إلى أن عددًا من قناصل الدول؛ بلجيكا، السويد، كندا، فرنسا، إسبانيا، وصلوا إلى محيط منطقة الخان الأحمر، إلّا أن قوات الاحتلال منعتهم من التقدّم بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.

ونوه إلى أن عملية هدم المنازل "لم تبدأ بعد، إّلا أن الجرافات الإسرائيلية ما زالت منذ يوم أمس تعمل على شق الطرق وفتحها لتتمكن آليات أخرى من الوصول والاقتحام وتنفيذ عملية الهدم التي من المقرّر أن تبدأ في أية لحظة مفاجئة".

وكتبت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الخميس، أن مجموعة من الدول الأوروبية انضمت إلى النضال ضد قرار إسرائيل هدم تجمع الخان الأحمر البدوي، شرق مدينة القدس.

وذكرت الصحيفة العبرية، أن دول بريطانيا وفرنسا وإيرلندا أدانت هذه الخطوة، كما أنه من المتوقع أن تنضم إليها دول أخرى.

وقال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، إن بلاده احتجت لدى إسرائيل حول هذه الخطوة. وطالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إسرائيل بالامتناع عن "أي خطوة تهدف إلى توسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة أو ترسيخها".

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي انضم أيضًا إلى إدانة القرار، حيث جاء في بيان للاتحاد "أن عمليات الهدم هذه، إلى جانب مخطط إقامة مستوطنة إسرائيلية جديدة على نفس الأرض، تزيد من التهديدات التي تواجه إمكانية حل الدولتين، وتقوض احتمالات تحقيق سلام دائم".

وانضم مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف إلى إدانة هدم "الخان الأحمر" البدوي.

وبيّن الوزير البريطاني أليستر بيرت، خلال نقاش برلماني، أن مندوبة بريطانية كانت موجودة في القرية عندما بدأت الجرافات بالعمل تمهيدًا لإخلائها. متابعًا: "نتأسف وندين هذه الخطوة التي تقوض احتمالات حل الدولتين في المستقبل".

وأكد نواب آخرون تحدثوا في الاجتماع أنهم ينظرون إلى إسرائيل على أنها شريك مهم وأنهم يدعمون حقها في الدفاع عن النفس، لكنهم قلقون من التحركات الأخيرة في غياب عملية سلام مع الفلسطينيين.

وقال آخرون إن على بريطانيا أن تعترف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد ردًا على إخلاء الخان الأحمر وعدم رغبة بنيامين نتنياهو، وفقًا لهم، الاعتراف بالقانون الدولي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، إن باريس تدين بدء العمل استعدادًا للهدم وتعرب عن قلقها العميق إزاء هذا الوضع.

وقالت: "القرى تقع في منطقة حيوية لاستمرارية الدولة الفلسطينية المستقبلية، وكذلك لإمكانية حل الدولتين الذي تقوضه السلطات الإسرائيلية بقرار تدميرها، وأن هذا الهدم يتعارض مع القانون الإنساني الدولي".

وأدان وزير الخارجية الإيرلندي، سيمون كفاني، القرار وقال إن "إخلاء العائلات وتدمير منازلهم يترك صدى عميقا في تاريخ إيرلندا وهذا العمل ليس مناسبًا لإسرائيل”.

 

ويعيش أكثر من 180 فلسطينيًا في تجمع "الخان الأحمر"، الذي قررت المحكمة الإسرائيلية العليا هدمه في أيار/ مايو الماضي، بحجة أنه بني دون الحصول على التراخيص اللازمة.

 

ويعد "الخان الأحمر" واحدًا من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة الغربية يواجه خطر الترحيل القسري بسبب خطط إعادة التوطين الإسرائيلية، وجراء الضغوط التي تمارس على المقيمين فيها كي يغادروها.

 

وتقع هذه التجمعات ضمن "المنطقة ج" بموجب اتفاقات أوسلو، التي وقعتها سلطات الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية في 1993.

 

واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال أمس، أسفرت عن إصابة 35 متضامناً نُقل أربعة منهم للمشافي، في حين اعتُقل 11 آخرون من بينهم شابة من التجمع ذاته.

 

 

المصدر: وكالة قدس برس للأنباء 

 

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.