"تلفريك القدس"..مشروع إسرائيلي يبتلع مزيداً من أراضي المدينة
على وقع تتابع خطوات تنفيذ مشروع
لاسيما أنه من أضخم المشاريع التي تعكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إتمامها بشكل متسارع، ساعيةً لفرض واقع جديد في المدينة المقدسة.
وحسب رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، فإن مخطط مسار التلفريك يتغير وسيضاف عليه تطورات أخرى أهمها أنه سيمر في قلب بلدة سلوان وليس فقط في أطرافها، الأمر الذي يعني مصادرة المزيد من الأراضـي والبيوت العربية، وفق المركز الإعلامي لشؤون القدس والمسجد الأقصى.
وتشرف ما تسمى بـ"سلطة تطوير القدس" ووزارتي القدس والسياحة الإسرائيليتين وبلدية الاحتلال في القدس على تنفيذ مخطط إقامة قطار جوي (تلفريك) بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، وهو مشروع يندرج ضمن سلسلة المخططات التهويدية التي تعكف عليها سلطات الاحتلال.
و عد مجلس إفتاء القدس أن المشروع يشكل أكبر مخطط استيطاني لخنق البلدة القديمة، ومن شأنه إحكام ضغطه وحصاره للمسجد الأقصى، مشدداً على أن هذا المخطط في حال تنفيذه سيزيد الخناق والضغط على مدينة الـقـدس والمسجد الأقصى المبارك، داعياً إلى إلغائه فوراً وفي البحث عن تفاصيل أكثر تحدثت "الرسالة" إلى خضر سالمة رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القدس الذي أكد أن هناك مصادقة نهائية على مشروع التلفريك من قبل الاحتلال، مبيناً أن المشروع مطروح منذ سنتين.
وتابع قوله: "يبدأ المشروع من حائط البراق مروراً بالقصور الأموية وبمحاذاة حي سلوان أو ما يطلق عليه الاحتلال "مدينة داود"، لافتاً إلى أنه يسهل عملية وصول الإسرائيليين إلى منطقة حائط البراق، مؤكداً أنه يوصل منطقة الطور بجبل الزيتون ويصلها بما يسمى "حائط المبكى"، معتبراً إياه جزءاً من الإجراءات التهويدية كونه يفرض واقعاً من جانب واحد.
وأوضـــح سالمة أن هــذا المشروع متناقض مع القرارات الدولية التي تنص على وجوب عدم تغيير معالم المدينة القديمة، منبهاً أن الاحتلال يدعي أنه بذلك يقوم على تشجيع السياحة في البلدة القديمة.
وأضـــاف أن المشروع سيكون بمحاذاة الأقصى المبارك وفوق مقبرة باب الأسباط والقصور الأموية التي سبق أن سيطر عليها الاحتلال، مؤكداً أن هناك محطات انطلاق ووقـوف للتلفريك ليست ظاهرة في المخططات الاستيطانية، محذراً من أن كل هذه المخططات ستكون على حساب مناطق معينة، متوقعاً أن يقوم الاحتلال بعمليات هدم عند التنفيذ وسيعمل على بناء الأعمدة والمحطات على حساب المباني السكنية خاصة في منطقة الطور ومنطقة جبل الزيتون، وتابع أن مثل هذا المشروع سيحتاج لمئات الدونمات من الأراضي، وأن تلك المنطقة كلها مناطق وقف ومناطق أثرية منها كنيسة الجثمانية الخاصة بالمسيحيين الروس".
وفي ذات السياق، وعن الأراضي التي ستصادر في سبيل البدء بتنفيذ المشروع يؤكد هاني العيساوي المختص في قضايا الاستيطان، أن "التلفريك" يهدف لنقل "السياح" من منطقة جبل الزيتون إلى حائط البراق مروراً بكنيسة الجثمانية، مؤكداً أن هذا الخط سيؤدي إلى مصادرة أراضي مهمة في منطقة عين سلوان على الرغم من عدم وضوح المخططات، على حد قول العيساوي، الذي أوضح أن هناك عدة مبان تعود لسكان عرب باتت مهددة بالهدم، وقال: "هناك بالفعل ثمانين منزل تلقوا أوامر هدم لصالح مشروع التليفريك".
وأضاف العيساوي في مكالمته مع الرسالة: "أن المشروع هو بالأساس حديقة توراتية تخدم اليهود، وهـو خط معلق في الــهــواء"، موضحاً أن وجود محطات وأعمدة في الطرق تتطلب مزيداً من الأراضي.
ويضيف: "هناك في الواقع حديقة فوق جبل الزيتون تم الإعلان عنها منذ فترة تحت مسمى "حديقة وطنية" لتكون محطة رئيسية للتلفريك"، مضيفاً أن "هناك حديقة أخـرى تم الإعلان عنها مسبقاً في المقابل موجودة في منطقة ما يسمى حائط المبكى"، مبيناً أن الجزء المتبقي هو منطقة سلوان التي أكد الاحتلال أن التلفريك سيمر من خلالها، وسيكون مترتباً على ذلك وجود محطة في منطقة سلوان، والثمن على حد تعبير العيساوي هو مصادرة الأراضي وهدم البيوت في عين سلوان كخطوة استيطانية أخيرة لإتمام المشروع.
رشا فرحات
المصدر: صحيفة الرسالة
اكتب تعليقك