الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

لاجئ فلسطيني ينشأ مدرسة إلكترونية لتعليم الهولندية للاجئين

للحرب وجهان، وجهٌ أسودٌ قاتم من ظلمٍ وتشريد.. ووجهٌ آخر يكشف في كثير من الأحيان عن كنوزٍ شابة خسِرها الوطن

 

ذاكَ الذي أبدع خارج حدود الوطن الذي وُلِد وترعرع فيه، وجد في فضاء الخارج نجوماً أنارت عتمته ليكتشف الطريق.

 

ولعلّ الحرب السورية رغم ما سببته من أذىً وتشريد ومآسٍ على مئات الآلاف من السوريين والفلسطينيين، إلاّ أنّها في ذات الوقت كانت بداية الألف ميل لشبابٍ كُثُر ممن رسموا في الغربة إرادةً صلبةً للحياة.

 

من بين هؤلاء الشباب، الشاب الفلسطيني أحمد عمار أبو راشد، اللاجئ من سوريا إلى مدينة روتردام الهولندية، فما هي قصته؟

 

بعد وصول أحمد وزوجته ووالدته إلى هولندا عام 2016، بدأ بعدها حياته كالطفل المولود حديثاً لا يعرف أيّ شيء، ويريد أن يتعلّم كل شيء.

 

بحث مليًّا عن فرصته في هذا البلد الجديد، ليبدأ بعدها بدراسة اللغة الهولندية بإحدى الكليات في المدينة، ليجد في نظام التعليم الذي كان الجميع يشتكي منه، تعقيداً كبيراً خاصةً مع كونهم لاجئين جدد.

 

وبعد ظروفٍ عدة، وصعوباتٍ مرّ بها أحمد في تلك البلاد، خطرت في ذهنه فكرة إنشاء مدرسةٍ خاصة به لتعليم اللاجئين اللغة الهولندية، وطرق الاندماج في سوق العمل الهولندي.

 

يقول أبو راشد : "بدأتُ فعلياً بالبحث عن الأوراق المطلوبة كافة، وتوجّهتُ إلى صديقٍ لي ليكون شريكي في هذا المشروع بسبب خبرته في البلد، وطلبنا الترخيص من وزارة التعليم، وبعد كثيرٍ من التعقيدات تمّت الموافقة على طلبنا، على أن يكون لدينا عقد مع مدرّس معترف به من وزارة التعليم، فكان لنا ذلك.. وأخذنا الترخيص".

 

ورغم الكثير من المحبّطين، استطاع أحمد الذي درس بكلية التربية في جامعة دمشق، وصديقه، إطلاق مدرستهم عبر موقعٍ إلكترونيّ تحت اسم "Taal Talent Online"، ليبدؤوا بالترويج للموقع التعليمي، وليلقى صدىً كبيراً بين اللاجئين، بفعل أساليبه الجديدة التي تلائم حاجاتهم. فقدّما الدورات الأولى المبسّطة والمكثفة في تعليم طرق الاندماج بسوق العمل الهولندي كونها مادةً أساسيةً في تعلّم اللغة.

 

ويضيف أحمد : "خلال أول ثلاثة أشهر من بدئنا، كان لدينا أكثر من 1200 طالب، والآن نعمل على تطوير المدرسة وتطوير منهاجٍ وكتبٍ خاصة بها".

 

ومع كل تلك التجارب الناجحة التي قدّمها اللاجئون في بلاد المهجر، يدفعنا ذلك لنتساءل عن الفرص التي حُرِم منها آلاف الشباب في أوطاننا العربية ليبرزوا كالأقمار في مجتمعاتهم.

 

  المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.