السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

اختتم مؤتمر "السلام بعيد المنال" أعماله يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018 في جامعة ساوباولو- البرازيل

نظمت ميدل إيست مونيتور بالاشتراك مع العديد من الجهات في أمريكا اللاتينية وأوروبا مؤتمراً في الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية أوسلو

عُقد المؤتمر على مدار يومي 22-23 من شهر أكتوبر, والذي تناول اتفاقية أوسلو كمحورِ رئيسيٍّ للحوار, والآثار التي نتجت عنها على صعيد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

حضر المؤتمر ممثلين عن المنظمات الفلسطينية في أوروبا و أمريكا اللاتينية , و من بين المشاركين كان "منتدى العمل المشترك" و "معهد جامعة ساوباولو للعلاقات الدولية" و"معهد الثقافة العربية" و"مركز الدراسات العربية في جامعة ساوباولو".

 

 وقد رأى المشاركون  أن اتفاقيات أوسلو مثَّلت خطأً فادحاً تم ارتكابه بحق الشعب الفلسطيني , ولكنها حققت بالفعل النجاح الكبير الذي خططت له الولايات المتحدة و إسرائيل.

 

حيث تم توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي تعترف إسرائيل بها ممثلاً شرعياً و وحيداً للشعب الفلسطيني , وقد تمت الاتفاقية في الولايات المتحدة الأمريكية بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ومثل الطرف الإسرائيلي وزير الخارجية في حينها شيمون بيريز, وعن الجانب الفلسطيني كان الرئيس ياسر عرفات.

 

افتتح المؤتمر أعماله بحضور ثلة من أبرز أساتذة جامعة ساوباولو, الدكتور باولو سيرجيو بنييروس , أستاذ العلوم السياسية والباحث في دراسات حول العنف, والدكتورة جنينا أونوكي مديرة معهد جامعة ساوباولو للعلاقات الدولية, والدكتور الباحث في العلاقات الدولية فيليسيانو غيمارايس , و الدكتور باولو مارتينز نائب مدير كلية الفلسفة , والدكتورة صفاء جبران رئيسة قسم الدراسات الشرقية, بالإضافة إلى حضور الدبلوماسي هونروزو بيتر ديفيد وزير العلاقات الخارجية الحالي في غرناطة. وقد ناقشوا هزيمة العراق في حرب الخليج عام 1991 ، وانهيار الاتحاد السوفييتي في العام ذاته ، و كيف تم عزل منظمة التحرير الفلسطينية حينها بشكلٍ كبير وذلك بسبب علاقاتها مع العراق خلال الحرب, حيث فقدت المنظمة الدعم المالي من الخليج وأفلست ، مما دعا الولايات المتحدة لإظهار هيمنتها الإقليمية كجزء من (النظام العالمي الجديد) الذي خطط له الرئيس جورج بوش , مع الحديث عن المبادئ التوجيهية التي نص عليها مؤتمر مدريد في عام 1991 ، وإقناع إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية بالدخول في سلسلة من الصفقات المباشرة والسرية والتي أدت فيما بعد  إلى حدوث اتفاقية أوسلو.

 

كما وناقش الصحفي الباحث والكاتب البريطاني بن وايت الأبعاد الاستراتيجية لاتفاقية أوسلو. وتحدث مدير العلاقات الدولية لكلية الفلسفة الدكتور كمال مرزوق أستاذ في مركز الدراسات العربية في جامعة تشيلي عن أوسلو كخطاب أعاد تحديد توازن القوى الإقليمي بعد عام 1991. والدكتورة سوزانا مانجانا  المختصة بالدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الكاثوليكية في الأورغواي التي تحدثت عن الاتصالات السرية بين مدريد و أوسلو والتنازلات التي حصلت في عام 1988. و الدكتور رافائيل هيبير مؤسس ومدير منتدى العمل المشترك. والناشط الإسرائيلي يوري هاسز الذي ولد ونشأ في إسرائيل , وحينما بلغ الرابعة عشرة من عمره هاجرت عائلته إلى البرازيل بهدف الاستقرار, لقد كان وجود يوري على طاولة المؤتمر الفلسطيني أمراً غير معتاد , فهو إسرائيلي يدعم القضية الفلسطينية وينظم مسيرات ضد السياسات العدوانية الإسرائيلية والحصار والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. يوري يدعم السلام على حد تعبيره , مؤكداً أن " إسرائيل تعتبر قوة عظمى مقارنةً بالطرف الفلسطيني وهو مالا يخفى على أحد. إلا أن حوار السلام يجب أن يستمر وأن لا يموت لأنه السبيل الوحيد للوصول إلى نهاية ترضي جميع الأطراف, ولأن عودة فلسطين كما كانت قبل السيطرة الإسرائيلية أمر شبه مستحيل وسيكلف الكثير من الأبرياء حياتهم".

 

كما وتناولوا موضوع  منظمة التحرير الفلسطينية حين رأت اتفاقيات أوسلو كوسيلة لتقرير المصير في الأراضي المحتلة عام 1967 ، والتي كانت بالنسبة للإسرائيليين وسيلة تحويل للسيطرة العسكرية المباشرة , وأدت إلى جعل منظمة التحرير الفلسطينية ضامن غير مباشر لأمن إسرائيل في الأراضي المحتلة ، وظيفتها إلغاء أي شكل من أشكال مقاومة الاحتلال ، حيث لم تكن القوى متكافئة , وإسرائيل كانت الجانب الأقوى ، مما أتاح لها فرض سرعة واتجاه الأحداث وفقا لمصالحها.

 

وفيما بعد ناقش الكاتب والدكتور مارسيلو بوزيتو أستاذ في جامعة سانتو أندريه في ساوباولو ومنسق المجلس الأكاديمي لمعهد البرازيل-فلسطين (إبراسبال) كيف تأثر الفلاحون والعمال في المناطق الريفية باتفاقيات أوسلو. وناقش الدكتور محمد حبيب أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة ولاية كامبيناس كيف تمت إدارة السكان بموجب الاتفاقية. والصحفي والكاتب العربي-الأمريكي رمزي بارود الذي تحدث عن مسرحية بناء الدولة وحياة الفلسطينيين في ظل النظام القانوني المزدوج في اتفاقية أوسلو. والدكتورة والكاتبة الفلسطينية البرازيلية ثريا مصلح في جامعة ساوباولو, ومنسقة في جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني التي تحدثت عن اللاجئين الفلسطينيين وتطورهم خلال البحث عن الحلول المناسبة بين سياسات منظمة التحرير الفلسطينية في التسعينات والحركات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية. حيث أن العملية استندت إلى مصطلح "الأرض مقابل السلام" ، وأصبح واضحاً أن إسرائيل لم تكن مستعدة للانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967, و لم تُشِر أي من الوثائق إلى إسرائيل كقوة احتلال , ولا حتى أشارت إلى تطبيق القانون الإنساني الدولي على الأراضي الفلسطينية ، ولكن في نهاية المطاف فإن اتفاقية أوسلو وُجِدت فقط من أجل خدمة المصالح الإسرائيلية.    

 

كما وتم نقاش السياق السياسي والجيوستراتيجي لاتفاقية أوسلو , و أنه بدلاً عن قيادة الأطراف نحو السلام فقد قامت الاتفاقية بدمغ علامات التمييز في الأراضي المحتلة ، وظل النظام نظاماً قانونياً مزدوجاً للشعبين ، حيث القوانين العسكرية المتعلقة بالمواطنين الفلسطينيين والقوانين الإسرائيلية للمستوطنين اليهود , هذا ما ناقشه الدكتور داوود عبد الله مدير ميدل إيست مونيتور, وباحث في مركز العودة الفلسطيني, كما وتحدث فيما  بعد عن مسيرة العودة الكبرى وعن حلم العودة الذي لا يموت رغم كل المحاولات التي تسعى إلى قتله , والدكتورة كارين أبوزيد المختصة بالدراسات الإسلامية في جامعة كندا, التي تحدثت عن تهميش قضية اللاجئين وعدم وضوح الأمر فيما يتعلق بقرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض. والدكتور سالم ناصر المختص بالقانون الدولي في مؤسسة جيتوليو فارغاس وأستاذ  في جامعة ساوباولو والرئيس السابق لمعهد الثقافة العربية في ساوباولو, تحدث كيف تمت تجزئة الأراضي الفلسطينية إلى مناطق جغرافية ، وكيف قيدت اتفاقية أوسلو حرية الفلسطينيين وتحركاتهم ومنعتهم من الوصول إلى أراضيهم , ومنعتهم أيضاً حق الرعاية الصحية والتعليم والتجارة , فأعاقت بذلك النمو الاقتصادي ، وأن هذه نتيجة طبيعية يصل إليها الشعب الفلسطيني بعد سنوات من اتفاقية أوسلو ، التي سلبتهم حقوقهم وباعت وطنهم. ودكتورة التاريخ في جامعة ساوباولو أرليني كليميشا , والدكتور الباحث في السياسات الدولية يوسلان سيلفيرو من جامعة هافانا الذي تحدث عن صفقة القرن التي أعلنها ترامب و كيف كان رد أمريكا اللاتينية.

 

 

وأما عن مستقبل الاتفاقية فهل سيؤول إلى السلام أم إلى التمييز العنصري ؟

فقد تحدث في ذلك الدكتور ألفارو فاسكونسيلوس مدير معهد دراسات أمن الاتحاد الأوروبي كما وتحدث عن دور المجتمع الدولي في حل القضية الإسرائيلية-الفلسطينية , والدكتور عزام التميمي الأكاديمي الفلسطيني البريطاني رئيس قناة تلفزيون الحوار, قال أن السبب وراء بقاء إسرائيل هو الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة التي تحكم العالم العربي, تلك الأنظمة التي تحرم الفلسطينيين حتى من زيارة أقاربهم حيث تمنعهم من دخول بلادها, وإن الحل هو التخلص من هذه الأنظمة الفاسدة أولاً وبالتالي التخلص من إسرائيل, وقال : " أنا أعي التاريخ الذي صنف اليهود كضحايا, ولكننا لم نكن نحنُ سبب مأساتهم بل هي القوانين الصهيونية ذاتها التي سمحت لهم بسلب منزل والدتي وأرض والدي"  , و عفيف صافية السفير الفلسطيني في روسيا, و الناشط الحقوقي الكاتب ميكو بيليد اليهودي المولود في القدس وهو متحدث عالمي يدافع عن حقوق الفلسطينيين ويدعم حركة مقاطعة إسرائيل, تحدث عن رؤى المجتمع الإسرائيلي حول تسوية النزاع في المنطقة.

 

وقد حضر معهد البرازيل-فلسطين (إبراسبال) المؤتمر ممثلاً برئيسه الدكتور أحمد شحادة , وسكرتيره العام ماركوس تينوريو , والبروفيسورة بيرينيسي بينتو عضوة في المجلس الأكاديمي للمعهد, والصحفية لوسيا رودريغيس.

وفي مقابلة صحفية خاصة لمعهد البرازيل-فلسطين (إبراسبال) مع رئيس المجلس الإداري لمنتدى القدس للعلاقات الدولية والقانونية السيد محمد صوالحة , قال : "إنَّ هذا المؤتمر مهمٌ جداً لأنه بعد 25 سنة من عقد اتفاقية أوسلو من المناسب أن يتم الحديث عن تقييم الاتفاقية من قِبل السياسيين والأكاديميين وهو ما يجري الآن على طاولة المؤتمر", وأضاف صوالحة : " أعتقد أن اتفاقية أوسلو أثرت بشكل كبير جداً على الشعب الفلسطيني وعلى حقوق الشعب الفلسطيني وعلى وضع فلسطين في العالم,  وعلى تأييد دول العالم وشعوبها للقضية الفلسطينية, و أنا شخصياً أعتقد أن اتفاقية أوسلو كانت مسيئة جداً للشعب الفلسطيني, خسر الشعب الفلسطيني الكثير من المؤيدين له في العالم, وإن إقامة مثل هذه المؤتمرات في ساوباولو- البرازيل مهم جداً لأن الشعب البرازيلي والجماهير في أمريكا اللاتينية لها علاقة متميزة مع الشعب الفلسطيني, وبالتالي فمن المهم أن يكون رأيهم حاضراً وأن يكونوا متابعين لتفاصيل القضية الفلسطينية والشأن الفلسطيني".

"نحن اليوم في فلسطين نعاني معاناة كبيرة بسبب العديد من القضايا الرئيسية, كالقدس واللاجئين والدولة, حيث يتم استهداف القدس وتتم مصادرة أراضيها وفصلها عن الضفة الغربية, واللاجئين يتم توطينهم, ويتم استهداف الأونروا, وبالتالي هناك وضع صعب ينبغي أن يعرفه العالم وتعرفه الشعوب الصديقة التي تعتقد أننا حققنا الاستقلال, نحن لم نحقق الاستقلال, نحن لانزال شعب تحت الاحتلال".

وأما حول ما يجب على الشعب الفلسطيني فعله في الوقت الراهن فقال صوالحة : " الآن للأسف فإن اتفاقية أوسلو أصبحت واقع , والسلطة الفلسطينية عملياً  تواجه الشعب الفلسطيني وتمنعه من ممارسة حقه في المقاومة, والمطلوب الأن هو أن تتوحد قوى الشعب الفلسطيني على برنامج نضالي واحد يتفق الجميع عليه , وفي نفس الوقت بحاجة إلى دعم شعوب العالم التي كانت دائماً مؤيدة للشعب الفلسطيني مثل الشعب البرازيلي".

 

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.