مهرجان السجادة الحمراء يعيد إحياء السينما في غزة
ما إن افترشت تلك السجادة الحمراء على أرض جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة حتى تهافت الناس إلى رؤية أحلامهم على الشاشة البسيطة، أفلام تحاكي واقعهم بشكله المرير وروحه المبدعة التي أنجبتها معاناة تفوق احتمال النفس البشرية
مهرجان السجادة الحمراء للأفلام في دورته الرابعة والذي حمل اسم " بكفي" ،حالة فنية تستقبلها غزة سنويا، تضم أفلام أنتجها مجموعة من الشباب والشابات، المتحدين لظروفهم لإنتاج صورة إبداعية قادرة أن تسرد الواقع المعاش يوميا.
ويشارك في المهرجان عدد لا بأس به من شركات الإنتاج المحلية والعربية والدولية ،منها مهرجان كرامة وشبكة أنهار في الأردن ومؤسسة أفلام ذات قيمة " بولندا،ومجموعة من الشركات المحلية كمركز غزة للفنون وشركة عين ميديا.
ويقول سعود أبو رمضان ،احد المسؤولين عن تنظيم المهرجان "أن المهرجان يشارك فيه أكثر من خمسين فيلم لأفلام حقوق الإنسان وسيتم عرضها في غزة والضفة بالتزامن، بالإضافة لبعض الدول العربية كالمغرب وليبيا وتونس.
ويضيف أن " من خلال المهرجان نستطيع إيصال رسائل مختلفة من قلب غزة ومن قلب المهرجان لقيادتنا الفلسطينية وللعالم أجمع ،لنقول لهم يكفي حصارا ويكفي انقساما ويكفي معاناة لشعب الفلسطيني."
ويعبر أبو رمضان عن أمله في إعادة مفهوم السينما لدى الشعب الفلسطيني في غزة كما كانت قبل اكثر من 30 عام تحتضن دور سينما ومسرح، وأن ومن حق المبدعين الفلسطينيين أن يجدوا ملاذا أمانا لعرض أعمالهم الفنية ونقل رسائلهم وصورهم المدفونة.
"بين معبرين" فيلم الافتتاح بالمهرجان، لم يكن فيلما عاديا لسببين الأول أن مخرجه ياسر مرتجى ارتقى شهيدا أثناء عمله في مسيرة العودة الكبرى ولم يرى خلاصة حلمه ،والثاني أنه حاكى اكبر حالات الظلم التي يعيشها الناس في غزة بين معبري رفح و بيت حانون "إيرز" والأحلام التي تهاوت على بواباتهم الكبيرة الضيقة.
المسرح والسينما وجهان للفن واحد وهما المحكمة العليا التي تعرض القضية الفلسطينية وخاصة الغزية بكل شفافية ،فعرضت فرقة أيام المسرح عرض فني يحاكي المشاعر المختلطة التي يمر بها الشباب في غزة من خوف وقهر ومستقبل مشوه،بأداء انسيابي قدمته مجموعة من الفتيات الصغار.
وتقول صابرين شعث،مصممة عرض حجر الشمس المسرحي " أن العرض يعبر عن طائر العنقاء وهو إحدى الرموز التي تجمع بين الحقيقة والخيال ،وهو يشبه غزة بكل ظروفها لأنها في كل مرة تتعرض لدمار والحرب تعود قوية كمان كانت بإطلالة مميزة".
وأردفت " لقد اخترت الأطفال لتقديم العرض لما فيه رسالة قوية للعالم أن أصغر فئة عمرية في غزة لديهم الوعي الكامل والإدراك بما يحدث حولها هنا،وأنها عاشت ظروف أكبر من عمرها ولكنها تتحداها ببراءتها".
مهرجان السجادة الحمراء ألقى رسائله للعالم وينتظر من يستجيب له، وأمتار السجادة لن تلتف على نفسها حتى تمتد إلى أبعد من غزة وتجول العالم بأقدام كل من دافع وأنتج فن وثقافة تحترم الإنسانية وفتح الطريق لأهل البلد المحاصر إلى الحرية والإخوة والسلام.
المصدر: غزة بوست
اكتب تعليقك