كسر حصار غزة.. عنوان مبادرة شبابية مستقلة في الأردن
اثنا عشر عاما والحصار على مدينة غزة مستمر دون توقف، ثلاثة حروب خلال تلك الأعوام خلفت الدمار والحرمان، وأدت إلى استشهاد الآلاف وإصابة عشرات الآلاف، حالة لا تزال تزرع الخوف المختلط بالصبر والصمود
في خضم هذا البحر المتلاطم من المعاناة، انطلقت المبادرة الشبابية المستقلة في الأردن تحت شعار "أردنيون لكسر الحصار عن غزة"، والتي جاءت في ظل الصمت العربي المخزي، وفي محاولة لتخفيف المعاناة على غزة ولو بالكلمة.
الأستاذة سارة سويلم، إحدى مؤسسي المبادرة بينت أن الهدف من المبادرة هو التخفيف من الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 سنة تقريباً، إضافة إلى دعم القطاع الصحي، وتنفيذ مشاريع تمويلية للحد من البطالة والفقر.
وقالت سويلم: "المبادرة مستقلة لا تنتمي لأي حزب أو فصيل أو دائرة، ونرحب بأي مؤسسة أو حزب يدعمها".
وتأمل سويلم أن تنجح المبادرة وتحقق ولو جزءاً بسيطاً من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مضيفة "الطريق صعبة، لكن ليس هناك مستحيل، وأملي كبير بالله وبالشعوب الحرّة في دعم مثل هذه المبادرات للتخفيف عن أهلنا في القطاع".
وحول الندوة التي استضافتها الحركة الإسلامية السبت الماضي، بينت سويلم أن الحركة تدعم أي مبادرة تعمل لأجل فلسطين، وأنها سباقة دائما لدعم مثل هذه المبادرات المنادية بحقوق الشعب الفلسطيني.
ومن الرؤى المستقبلية للمبادرة، كما بينت سويلم، أن تنتقل إلى خارج حدود الأردن؛ لأن غزة بحاجة إلى أحرار العالم أجمع.
من ناحية أخرى، بين أستاذ العلوم السياسية أحمد نوفل أن أي مبادرة أو حشد أو استنهاض شعبي فلسطيني عربي لرفع الحصار عن غزة، هو لصالح فلسطين وقطاع غزة.
وأوضح نوفل "مثل هذه المبادرات تثبت أن فلسطينيي الشتات يدعمون صمود أهل فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة، في ظل الظروف الراهنة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية للتصفية من خلال صفقة القرن، أو عن طريق الممارسات الصهيونية القمعية ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف نوفل أنه آن الأوان لتشكيل ضغط عربي لتخفيف الحصار العربي الصهيوني عن قطاع غزة والذي استمر لأكثر من 10 أعوام، ورفع الأصوات الداعمة لصمودهم من الداخل الفلسطيني والخارج، وهو أقل شيء يمكن أن نقدمه.
وبين نوفل أن كشف جرائم الاحتلال الصهيوني أمام الرأي العالمي والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان، هو أقل ما يمكن أن نعمل به، "وعلينا أن نستمر في قرع الطبول لرفع الحصار الغاشم عن قطاع غزة من خلال فضح العدو والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني الذي يعاني الأمرين".
وبيّن أن العدوان الأخير على قطاع غزة، وصمود أهلها وصد العدوان عن طريق المقاومة، أعاد القضية إلى الواجهة بعد أن غابت لفترة، نتيجة الظروف العربية السائدة.
النائب أحمد الرقب قال : "هذه مبادرة مهمة، وتزداد أهميتها نتيجة الحصار على قطاع غزة الذي يستمر لأكثر من 12 عاماً، والذي أثر على جميع النواحي الحياتية من اقتصاد وتعليم وصحة".
وأوضح الرقب أن مجتمع غزة فتي، وأن شبابه ذكي مثقف متعلم، وهم بحاجة إلى العمل والرعاية والتعليم، إلا أن الحصار يمنع الشاب الغزي من الحصول على أبسط حقوقه من تعليم وعمل، والتي كفلتها المواثيق الدولية والشرائع السماوية.
وذكر الرقب أن من أسباب اختيار غزة لفرض الحصار الغاشم عليها، هو احتضانها للمقاومة، والتي تشكل خطراً على المشروع الصهيوني، وأن الحصار جاء لكسر الإرادة الفلسطينية للتخلي عن المقاومة، إلا أنّ استمرار الحصار من العدو والصديق أدى إلى تسطير بطولات سيخلدها التاريخ.
وأكد الرقب أن مثل هذه المبادرات يجب أن تعمل على نقل معاناة أهل غزة، وفضح الممارسات الصهيونية أمام الرأي العام العالمي، إضافة إلى دعم صمودهم ماديًّا ومعنويًّا.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك