أمريكا تسرق أرضًا فلسطينية بالقدس لإقامة مبنى سفارتها
على أرض خاصة لمجموعة عائلات فلسطينية، من المتوقع أن تقيم أمريكا سفارتها في القدس المحتلة، بعد 28 عاما على استأجارها الأرض من سلطات الاحتلال
الأرض استأجارتها أمريكا من سلطات الاحتلال مقابل دولار واحد ولمدة 99 عاما من خلال عقد قابل للتجديد، وهو ما كشفه الباحث وليد الخالدي في كتابه “أرض السفارة الأميركية في القدس… الملكية العربية والمأزق الأميركي”.
إن 70% من مساحة الأرض ملكية خاصة لـ76 لاجئاً فلسطينياً من المالكين الأصليين للأرض، أما الجزء الباقي من الأرض فهي وقف إسلامي صادره الاحتلال عام 1948، مشيراً إلى أن عدد الورثة لهذه الأرض حسب قانون الإرث الإسلامي، يصل إلى ألف وريث.
ويشير الكتاب أن تخطيط أمريكا لإقامة سفارتها على هذه الأرض، ينتهك 4 جوانب رئيسة من مفاوضات الحل الدائم، هي: القدس، المستعمرات، اللاجئون، ومساحة الدولة الفلسطينية المرتقبة.
عائلة الفتياني إحدى العائلات المالكة للأرض التي من المتوقع أن تقام عليها السفارة الأمريكية، والمحرومة منها منذ عام 1917، إذ أجبرها الانتداب البريطاني على توقيع عقد إجار للأرض التي تبلغ مساحتها 33 دونما التي استخدمها كمعسكر لجيشه “معسكر اللنبي”.
داوود الفتياني أحد أفراد العائلة، قال لـ قدس الإخبارية، إن العائلة ما زالت تحتفظ حتى الآن بعقد الإيجار الذي جرى توقيعه بين تُهام الخليلي وجدته حسنية الفتياني من جهة، والانتداب البريطاني من جهة أخرى بشخصية حملت اسم “كامب ديفيد”، مشيرا إلى أن العقد يوثق المدة الزمنية للإيجار والمبلغ مقابل ذلك.
وأضاف، أن الاحتلال أعلن وضع يده على الأرض عند احتلال القدس عام 1948، إذ حل محل الانتداب البريطاني، وصنف حينها الأرض ضمن ما يسميه “أملاك الغائبين” لتسهيل التصرف بالأرض الواقعة في حي البقعة الفوقة غربي المدينة.
ويروي الفتياني أن العائلة ومنذ عام 1989 وفور أول إعلان أمريكي لنية نقل السفارة الأمريكية عليها، بدأت في عدة خطوات قانونية من خلال المحامي الدولي أنيس القاسم، وقد نجحت العائلة بإبجار أمريكا على وقف الخطوات الساعية لنقل سفارتها على هذه الأرض بشكل مؤقت، “الأمر ليس بجديد.. نحن كعائلة وطيلة السنوات القادمة كنا نتوقع حدوث هذا الأمر”.
وأكد الفتياني على أن هذه الأرض هي قطعة كبيرة تشترك في ملكيتها عدد كبير من العائلات الفلسطينية المهجرة، لافتاً إلى أن العائلة تملك من هذه الأرض 33 دونما.
وبين أن الأرض فارغة لا يوجد عليها بناء الآن، ولكن بالقرب منها بدأ بناء اسرائيلي جديد، إذا أن العمل في حفرياته متواصل.
المختص في شؤون الاستيطان بمدينة القدس خليل التفكجي ينفي أن تقام السفارة الأمريكية في منطقة البقعة، وخاصة أن أفراد من عائلة الخالدي يحملون الجنسية الأمريكية توجهوا إلى القضاء الأمريكي وانتزعوا قرار بعدم إقامة السفارة الأمريكية في هذا المكان.
وبين التفكجي في حديث إعلامي، أن الاحتلال حينها نقل موقع السفارة إلى مكان آخر يقع بالقرب من منطقة الحرام غربي القدس، حيث أقيمت القنصلية الأمريكية الضخمة والتي كان محاولة لإقامة سفارة، مشيرا إلى أن القنصلية تقع على أرض لا خلاف على ملكيتها، كما أن لا تقع في الأراضي المحتلة عام 1967.
ولفت إلى أن اختيار موقع القنصلية في هذا الموقع جرى لسهولة تغيير اسمها بالمستقبل إلى سفارة، “تكوين هذه القنصلية يمكن أن تتوسع بشكل كبير وتقام أبنية جديدة وخاصة أن المساحات المحيطة بها واسعة”، لافتاً إلى أن المساحة المحيطة بالقنصلية تبلغ عشر دونمات إلا أن إمكانية توسيعها متوقع أن يكون أكبر بكثير من ذلك.
المصدر: شبكة قدس الإخبارية
اكتب تعليقك