في الضفة رجال صناديد أحرار
الناظر لما حدث يوم الأحد 17/3/2019 من عملية في سلفيت نفذها بطل من الضفة الغربية المحتلة يري فيها الكثير من العبر والدروس والدلائل، فعندما تكون معية الله تكون المعجزات وتتحقق كثير من الأهداف والأماني لم تكن في الحسبان
خرج البطل من بيته يحمل سكينا يريد أن ينفذ عملية طعن لمستوطن أو جندي من جنود الاحتلال كونه يرفض هذا الإرهاب الذي تعرض له الشعب الفلسطيني وهذا الاعتداء المتواصل والانتهاك للمقدسات، خرج متوكلا على الله للانتقام لدينه ولشعبه بعد أن حدد وجهته ومكان توجهه، أنظروا بالله عليكم ما الذي حدث؛ يطعن بسكينه جنديا أو مستوطنا، وإلى جواره عدد من الجنود المدججين بالأسلحة يهجم عليهم بسكينه فيصيب أحدهم، ويستولي على سلاحه ويقتله، ويستولي على سيارة ويستقلها ويطلق النار، ويقتل ويصيب، ويواصل المسير ويطلق النار، ويصيب ثم يترك السيارة، ويترجل بسلاحه ويدخل حيث أراد الله له أن يدخل، ويلاحقه جنود الاحتلال ويشتبك معهم ومن حوله من الأبطال ليختفي، ويفشل المحتل بكل ما يملك من قدرة وإمكانيات من التمكن من البطل.
لم تنته العملية بعد، ولا زال البطل مختفيا والعدو يواصل اقتحامه لمنازل المواطنين واعتقالهم، ويعربد في محاولة يائسة للوصول إلى منفذ العملية المزدوجة والبطولية، في محاولة لرد الاعتبار ومعالجة الغضب والحالة النفسية التي عليها الاحتلال.
شكلت العملية البطولية إرباكا شديدا لدى أجهزة الاحتلال الصهيوني وكانت مفاجأة له، مفاجأة لم يكن يتوقعها وظن أنه في مأمن وأن ما يقوم به زرع اليأس في نفوس الفلسطينيين، وما عادوا يفكرون في الضفة بالمقاومة، بفضل ما لديهم من قوة وأجهزة أمن قوية وفاعلة ولكن جاءهم قدر الله بشكل عاجل فكانت العملية البطولية التي شفت غليل الفلسطينيين في كل مكان.
عملية سلفيت نوعية بكل المقاييس، وهي تؤكد أن الشعب الفلسطيني مع المقاومة دفاعا عن النفس وعن الشعب وعن المقدس، هذا المقدس الذي يسعى الاحتلال تدنيسه والسيطرة عليه وحرمان أصحابه منه ولكن الله مع من يدافع عن دينه، فكانت العملية موفقة بكل القياسات العسكرية والسياسية، وحملت رسائل متعددة للجميع أن هذا الاحتلال إلى زوال، وأن المقاومة طريق النصر، وأن سلاح المقاومة موجه إلى العدو الصهيوني لأنه هو العدو الوحيد للشعب الفلسطيني رغم محاولات البعض اعتباره جارا وصديقا وحبيبا يتعاون معه ضد شعبه، ويساعده في ملاحقة المقاومة، ويسعى أن يعيش شبابة في أمن وأمان رغم أنهم مغتصبون مجرمون.
اكدت عملية سلفيت أن الضفة الغربية فيها رجال أشداء، وأنها مخزون للمقاومة والمقاومين، وأن فيها الخير الكثير، ولن تكون كما يريدها الاحتلال، وأنها ستبقى مدافعة وسدا منيعا في وجه الاحتلال.
تحية للضفة الغربية، تحية لرجالها المؤمنين بالحق، تحية لنسائها وحرائرها التي أعدت أبطالها كي يكونوا صناديد، تحية لشيوخها الذين ما حادوا عن الطريق رغم كل ما يتعرضون له، تحية لأطفال الضفة المخزون الاستراتيجي للتحرير، تحية للشعب الفلسطيني الحر في كل مكان، تحية لكل المؤمنين بحق الشعب الفلسطيني في أرضه وحقه في مقاومته ودفاعه عن مقدساته من عرب ومسلمين وأحرار العالم، ونحن وأنتم ننتظر مزيدا من المقاومة مزيدا من الحب لفلسطين وأهلها.
مصطفى الصواف
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك