السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

لماذا يمتنع الأسرى الفلسطينيون عن الطعام بسجون "إسرائيل"

بموازاة المفاوضات الحثيثة مع مديرية سجون الاحتلال، يتأهب مئات الأسرى لخوض غمار معركة الكرامة الثانية وسلاحهم فيها الأمعاء الخاوية؛ لانتزاع حقوقهم المسلوبة

معركة الكرامة الثانية، كان يفترض أن تبدأ اليوم الأحد بمشاركة 30 من قادة الأسرى بالإضراب الذي يحمل اسم "الفدائي" قبل أن يعلن تأجيله في ضوء تطور المفاوضات مع مديرية السجون على طريق تحقيق مطالب الأسرى، تقرر تأجيل البدء في خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام.

مطالب الأسرى

ويرفع الأسرى في المعركة 4 مطالب أساسية هي:

المطلب الأول: تمكينهم من التواصل مع أهلهم وذويهم كباقي الأسرى في سجون العالم، وتحديدًا الأسرى الإسرائيليين، ومن بينهم على سبيل المثال أكبر قاتل في "إسرائيل"، وهو قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين المدعو (يغال عامير)، وذلك من خلال تركيب الهاتف العمومي المنتشر في السجون الإسرائيلية.

المطلب الثاني: رفع أجهزة التشويش على الهواتف النقالة (المهربة) بسبب رفض الإدارة السماح للأسرى بهاتف عمومي، فأجهزة التشويش تمنع الاتصالات، وهي تضر بالصحة وتلغي -أو تكاد- عمل أجهزة الراديو والتلفزيون داخل غرف الأسرى.

المطلب الثالث: إعادة زيارات الأهالي إلى طبيعتها؛ أي السماح لأهالي أسرى حماس من غزة بزيارة ذويهم كباقي الأسرى، والسماح بزيارة أهالي الضفة الغربية جميعاً مرتين بالشهر.

يشار إلى أن قرار منع أسرى غزة هو قرار المستوى السياسي في "إسرائيل".

المطلب الرابع: إلغاء الإجراءات والعقوبات السابقة كافة، وهي نوعان: عقوبات قديمة وعقوبات جديدة، أما العقوبات القديمة نسبيًّا فقد اتخذها المستوى السياسي ضد أسرى حماس وهي:

1- زيارات الأهالي آنفة الذكر.

2- إلغاء بث 7 محطات تلفزيونية من أصل 12 محطة مسموحًا فيها لكل أقسام فتح والفصائل.

3- عدم السماح لأسرى حماس بإدخال أموال للكانتينا كباقي الفصائل؛ أي السماح لهم بإدخال 800 شيكل فقط بدلاً من 1200 شيكل.


إلغاء العقوبات

أما العقوبات الجديدة؛ فقد اتخذت بقرار من المستوى المهني، أي مصلحة السجون الإسرائيلية وأهمها:

تقليص كل شروط الحياة إلى الصفر أو الحد الأدنى، فالأسرى يطالبون بإعادة نظام الفورات كما كان في بداية شهر فبراير في هذه السنة.

وكذلك نظام الغسيل ونظام الحلاقة ونظام الكانتينا، إضافة إلى فرض الإدارة غرامات باهظة جدًّا خاصة على قسم 1 في رامون وقسم 4 في النقب.

كما يؤكد الأسرى مطالبتهم بعلاج زملائهم الذين تعرضوا للاعتداءات والضرب المبرح وإصابات خطيرة في قسم 4-النقب على إثر عمليات القمع الواسعة لهم بتاريخ 24-3-2019 وكذلك أسرى قسم رامون بعد القمع بتاريخ 18-3-2019، وبالمجمل علاج ما يقارب 160-180 أسيرا فلسطينيًّا جريحًا.

وفي معركة إسناد الأسرى، هناك جهد كبير وجبار يمارس من غزة مع الوسيط المصري، والجميع يتابع عن كثب ما يحدث داخل السجون، وفق الناطق باسم مركز إعلام الأسرى.

 

شهداء معركة الأمعاء الخاوية

والإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بـ "معركة الأمعاء الخاوية"، هي امتناع المعتقل عن تناول جميع أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح، وهي خطوة نادراً ما يلجأ إليها الأسرى.

وتعد الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها الأسرى لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة – جسدية ونفسية- على الأسرى وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم، بدءا بالشهيد عبد القادر أبو الفحم الذي استشهد بتاريخ 11/7/1970، خلال إضراب سجن عسقلان، وهو بذلك أول شهداء الحركة الأسيرة خلال الإضراب عن الطعام، ومروراً بالشهيدين: راسم حلاوة وعلي الجعفري، واللذين استشهدا بتاريخ 24/7/1980 خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد على إثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بتاريخ 14/10/1992 في إضراب سجن عسقلان.

ولا يلجأ الأسرى الفلسطينيون عادة إلى مثل هذه الخطوة إلا بعد نفاد جميع الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الاحتلالية، واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين، حيث إن الأسرى يعدُّون الإضراب المفتوح عن الطعام، وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها، كما تعدُّ أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على إدارة المعتقل والسلطات الإسرائيلية والرأي العام لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة، كما أنها تبقى أولاً وأخيراً معركة إرادة وتصميم.

ولقد جرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، في سجن نابلس في أوائل عام 1968، حيث خاض المعتقلون إضراباً عن الطعام استمر ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها على يد الجنود الإسرائيليين، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية. ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.