الأربعاء, 24 أبريل 2024

اللغة المحددة: العربية

الوقائي رفض الإفراج عنه رغم صدور قرار قضائي

إبرهيم شلهوب .. طالب متميز ضحية الاعتقال السياسي بسجون السلطة

للمرة الثالثة قبل الامتحانات الجامعية وجد الطالب إبراهيم شلهوب نفسه عرضة للاعتقال السياسي، في سجون السلطة؛ وهذه المرة عبر الاحتيال ودون مذكرة قانونية، وسط إصرار من الأمن الوقائي على اعتقاله رغم صدور قرار قضائي بالإفراج عنه.

ولم تكن عائلة الطالب في جامعة النجاح إبراهيم شلهوب تتوقع أن عشرات العناصر الأمنية التي اقتحمت منزلهم بالزي المدني بدعوى أنهم من الشرطة، هم في حقيقة الأمر من جهاز الأمن الوقائي.

وادعت العناصر الأمنية أنها جاءت: بسب حادث سير نفذه نجل العائلة البكر إبراهيم، وبعد أن انكشف كذبهم اعتقلوه دون أي إذن قانوني، لتتساءل العائلة مستهجنةً: أي قانون يحكم هذه البلد؟!

كذب وتجاوز للقانون:

ويشير والد إبراهيم أيوب شلهوب في حديثه عن تفاصيل ما حدث، لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "عند الساعة الـ 12 والنصف من ليلة الجمعة 4/4/2019، اقتحم منزلنا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم، عشرات العناصر من رجال الأمن، وادعوا أنهم من الشرطة، وقالوا: إن إبراهيم اقترف حادث سير، ودهس فتاة وهرب، فقلت لهم: مستحيل أن يفعل إبراهيم شيئا من هذا القبيل، دون أن يخبرني".

وأضاف: "بدؤوا تفتيش المنزل بكل تفاصيله، فاعترضت عليهم لعدم وجود أي ورقة قانونية تسمح لهم بتفتيش المنزل، وأنه وإن صح كلامكم: ما علاقة تفتيش المنزل بالحادث؟!! وقلت لهم أنتم لستم من الشرطة، ولم تأتوا كما زعمتم بسبب حادث سير، فتبسّم بعضهم، وتبين أنهم من الأمن الوقائي".

ويضيف والد إبراهيم: "خلال التفتيش صادروا أجهزة جوالات (هواتف محمولة) لأبنائي، وصادروا مبلغ 3500 شيكل كانت مجهزة ليدفعها إبراهيم قسطا للسيارة، وصادروا أيضا جهازي لابتوب، ولم يحرزوها بورقة قانونية كما هو متعارف عليه، واعتقلوا إبراهيم دون أي تهمة قانونية، أو ورقة من النيابة لاعتقاله".

ويضيف والد إبراهيم: إنه وبعد أسبوع على اعتقال إبراهيم أصدرت محكمة الصلح في طولكرم قراراً بالإفراج عن نجلها بعد عدم وجود أي تهمة قانونية توجه له، لكن جهاز الأمن الوقائي رفض تنفيذ القرار حتى إعداد هذه السطور"، ويتساءل الوالد: "أي قانون يحكم هذه البلدة طالما بقيام الأجهزة الأمنية تجاوز القضاء واستمرار اعتقال نجلنا؟!!".

إعاقة لدراسته:

ويتحدث الوالد بألم أن أبناءه وعلى رأسهم إبراهيم معروفون في البلدة بأدبهم ومحافظتهم على الصلاة، وتفوقهم الدراسي، متسائلا: "لماذا تتعمد الأجهزة الأمنية اعتقال إبراهيم قبيل كل امتحانات فصلية له في دراسته الجامعية؟".

وذكر أن هذا الاعتقال الثالث لإبراهيم، في دراسته بكلية الهندسة المدنية، ويضيف بأسف: "نحن الآن على أبواب الامتحانات الثانية في الفصل، ما يعني ضياع الامتحانات عليه وتأخر تخرجه، وإعاقة تقدمه الأكاديمي".

ويقول والد ابراهيم مستغرباً: "حصل إبراهيم على معدل 96% في الثانوية العامة، وهو متفوق في دراسته، ويجب عليهم أن يتيحوا المجال له وأمثاله للتقدم والتفوق، لخدمة هذا الوطن، لا إعاقة تقدمهم وعرقلة دراستهم بهذه الاعتقالات التي تتم فقط على خلفية العمل النقابي والانتماء السياسي".

أما والدة إبراهيم فتقول متخوفة على مستقبل نجلها: "يكفي إلى هنا، فهذا يضيع دراسته ويؤثر على مستقبله، بل ويفقده معنوياته وهمته للدراسة، وسيعيش بترقب مع كل امتحان خشية اعتقاله"، وتضيف مناشدة أصحاب القرار: "دعونا نكمل مشوارنا ونصل لهدفنا، فتكاليف الدراسة الجامعية باهظة على أهل البيت، وبات الواحد يعيش دون اطمئنان على حركته وحريته في هذه البلدة، ألا يكفينا ما نعاني من الاحتلال؟!!".

العمل النقابي مُلاحق:

ويشير المحاضر الجامعي والصحفي يزيد خضر في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إلى "أن الجامعات يجب أن تبقى منارات علم ومسرحا لتدافع الأفكار وتخريج القيادات الأدبية والسياسية والفنية، وما يحدث في جامعاتنا من تقييد للعمل الطلابي والحركة الطلابية القصدُ منه تحويل الجامعات إلى مجرد مؤسسات تلقين للعلم ليس أكثر كما يحدث في المدارس، وهذا يقتل الإبداع عند الطالب ويقتل روح التفاني، لخدمة المواطن وخدمة العلم".

ويضيف خضر، وهو خال إبراهيم: "نحن درسنا في الجامعات العربية، وكنا نأخذ على هذه الجامعات أنها تحولت لمقرات للأجهزة الأمنية بمنع الطلبة من ممارسة نشاطاتهما واستباحتها من الكتل الطلابية المؤيدة لسياسة الدولة، والآن جامعاتنا الفلسطينية وللأسف تحذو حذو هذه الجامعات بنفس السياسة"، شارحاً: "فالأجهزة الأمنية تتدخل بكل تفاصيل عمل الجامعات ونشاطات الطلاب، وهذا في الحقيقة، يؤدي لقتل الإبداع والعمل والنقابي".

وأضاف "إما أن يلغى العمل الطلابي وتمثيل الطلاب في الجامعات، ويتم العمل لخدمة الطلاب فقط من عمادة شؤون الطلبة، أو السماح لعمل طلابي حقيقي ديمقراطي دون تدخل من أحد".

ويشرح متهكماً: "أما أن تجرى انتخابات ومجالس طلبة ومن ثم يلاحق الطلاب لأنهم يمثلون شريحة ما، فهذه مصيبة وعمل مجاف للصواب" مؤكدا أن "ممارسة القمع والاعتقال بهذه الطريقة أساءت للجامعات، وحتى للبشر، ونحن تحت الاحتلال يجب أن نترفع عن مثل هذه الممارسات".

 

المصدر:  المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.