حسام الرزة.. صلابة في الإضراب حتى كسر الاعتقال أو نيل الشهادة
بقلقٍ يُتوّجُهُ صبر كبير.. تتابع عائلة المعتقل الستيني حسام محسن الرزة حالته الصحية، لإضرابه المستمر عن الطعام منذ 19 آذار/ مارس الماضي احتجاجًا على استمرار اعتقاله الإداري منذ عام تقريبًا، وقد أكدت زوجته أم محسن، أن زوجها يتمتع بصلابة كبيرة، وإضرابه لن يكسر إلا بإنهاء اعتقاله الإداري أو ارتقائه شهيدًا
وقالت أم محسن، زوجة المعتقل حسام الرزة (62 عامًا) لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن الاحتلال اعتقل زوجها في (17-4-2018) خلال عودته من مدينة رام الله، وحوله للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، وبعد انتهائها، مدّد الاحتلال اعتقاله ثانية، ولمدة 5 أشهر، رغم تلقيه وعودًا من الاحتلال أن التمديد الثاني سيكون الأخير، لكنه تفاجأ بتمديد اعتقاله للمرة الثالثة ولمدة 4 أشهر، فما كان منه إلا إعلان إضرابه المفتوح عن الطعام، حتى نيل حريته".
وأكدت أم محسن التي زارها مراسلنا في منزلها بمنطقة المخفية بمدينة نابلس، أن زوجها يتصف بالصلابة والعناد، ولن ينهي إضرابه إلا بكسر اعتقاله الإداري أو الشهادة، لكنها لم تُخف خشيتها على حياته، مشيرة إلى أنه يعاني من ضغط في الدم، وضعف في عضلة القلب، والتهابات في المعدة، والتهابات في عظمة رجله اليسرى، وقد نقص وزنه حوالي 15 كيلوغرامًا، وهناك خشية على حياته.
ضغط لكسر إضرابه
وأشار محسن (النجل للأسير حسام) إلى أن الاحتلال سعى منذ بداية إضراب والده إلى هزيمته ووقف الإضراب، لكنه اصطدم بصلابة إرادة الوالد، مضيفًا: "لذلك نقله الاحتلال منذ أيام إضرابه الأولى من سجن ريمون، إلى عزل ريمون، ومن ثم نقله إلى عزل سجن إيشل، ولا يزال في العزل حتى الآن، وتمارس إدارة السجون بحقه العديد من العقوبات، فقد صادرت ملابسه، واقتحمت زنزانته عدة مرات بشكل يومي بدعوى التفتيش حتى أربع مرات يوميًّا، وإجباره وإخراجه منها طوال مدة التفتيش التي تدوم حتى ساعة كاملة، وإجباره على البقاء في غرفة انتظار ذات نوافذ مفتوحة أثناء البرد".
وأكد محسن في حديثه لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن والده الأسير حسام احتج على هذه الانتهاكات برفضه ارتداء الزي الموحد للأسرى، فأعادت إدارة السجن ملابسه المصادرة، وتحديد تفتيش الزنزانة بمرة واحدة في اليوم، مضيفاً: "رغم ذلك، لا يزال الأسير حسام الرزة يخضع لظروف عزل صعبة ومهينة، إضافة إلى تناقص وزنه جراء إضرابه المستمر عن الطعام؛ فقد منذ بدء إضرابه حوالي 21 كيلوغرامًا، ولم يعد قادرا على الوقوف، وهو يتعرّض لإهمال طبي متعمد ومماطلة في تقديم العلاج".
وأشار محسن الرزة، إلى أنه: "وبعد فشل الاحتلال بكل أشكال الضغط على الوالد، تفاجأنا في تاريخ (24-3-2019) باستخدام الاحتلال طريقة جديدة للضغط على والدي، وذلك باعتقال شقيقي بدر (31 عامًا)، بعد مداهمة المنزل، رغم كون بدر لم يمض على خروجه من سجون الاحتلال سوى شهرين فقط، من اعتقال دام عاماً كاملاً".
عائلة مقاومة
يعدُّ حسام الرزة من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمحافظة نابلس، وقد تعرض لـ 33 عملية اعتقال في سجون الاحتلال وكان اعتقاله الأول في العام 1976 ولمدة خمس سنوات، وبلغ مجموع اعتقالاته 18 عاماً، سبعة أعوام منها على خلفية قضايا مقاومته الاحتلال، فيما أمضى أحد عشر عاماً في الاعتقال الإداري، كما أن ولديه محسن وبدر أسيران محرران من سجون الاحتلال؛ حيث اعتقل محسن لثلاث سنوات، فيما اعتقل بدر مرتين الأولى عامين ونصف العام في الاعتقال الإداري والمرة الثانية لعام كامل، وهو الآن أسير في سجون الاحتلال، كما أن للأسير المضرب عن الطعام، حسام الرزة شقيقًا شهيدًا، هو أيمن الرزة، والذي ارتقى في الانتفاضة الأولى في (19-11-1989)، وأينما يممت وجهك في أركان المنزل، ستجد إما صورة لشهيد أو صورة لأسير، وأغلبها لقيادات من الجبهة الشعبية التي ينتمي إليها حسام وأبناؤه.
استنكار حقوقي
وعدّت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان: "حالة حسام الرزة دليلاً على ما تمثله سياسة الاعتقال الإداري من انتهاك للكرامة الإنسانية للأسرى، تطبقها سلطات الاحتلال بشكل ممنهج يخرق كل ما نصت عليه قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بالأسرى ومعاملة المدنيين الواقعين تحت الاحتلال"، محملة سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة حسام الرزة وسلامته.
وطالبت مؤسسة الضمير: "المجتمع الدولي والدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف بالتدخل والضغط على دولة الاحتلال من أجل الإفراج عن حسام الرزة وجميع المعتقلين الإداريين، وإنهاء سياسة الاعتقال التعسفي والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك