ليمون قلقيلية.. ابتهاج بالموسم وتشبث بالأرض
يبتهج المزارع علي القدومي -من بلدة جيوس شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية- هذه الأيام وهو يقطف ثمان الليمون من بيارته الواقعة خلف جدار الفصل العنصري في قلقيلية أسوة بعشرات المزارعين الذين يعتاشون من بيارات الحمضيات
وتعدّ قلقيلية موطن الحمضيات في الضفة الغربية، وأخذت اللقب بعد أن كانت يافا موطن حمضيات فلسطين قبل نكبة عام 1948 علما أن المنطقتين متصلتان جغرافيا لولا جدار الفصل العنصري.
وينشط المزارعون في هذه الأيام في العمل على قطف ثمار الليمون؛ تمهيدا لتصديره للأردن وفق اتفاقية تصدير تعفي الأردن من خلالها بعض المنتجات الزراعية الفلسطينية من الضرائب ومنها الليمون؛ ما شجع على فتح آفاق التصدير للمنتج الزراعي الفلسطيني، والتي لولاها لتكبد المزارعون خسائر فادحة.
عوائق الاحتلال
يشير القدومي لمراسلنا إلى أن إشكالات عديدة تواجه أصحاب بيارات الحمضيات ومنها الليمون، وهي أن عددا كبيرا من البيارات يقع في أراضي قلقيلية خلف جدار الفصل العنصري مع ما يمثله ذلك من إشكالات ومعاناة مرتبطة بدخولها من خلال بوابات جدار الفصل العنصري التي يشرف عليها جيش الاحتلال وتفتح وتغلق في أوقات معينة.
وأشار إلى أن إشكالات أخرى تم تجاوزها مؤخرا، وهي مرتبطة بوعورة الطرق الزراعية المؤدية للبيارات ما يترتب عليه صعوبة في دخول الشاحنات لتحميل المحصول حيث تم تهيئة بعض الطرق؛ ما سهل قليلا من المتاعب المرتبطة بالنقل.
ومن مئات البيارات تزرَع أكثر من (3000) دونم منها بالليمون وتنتج المحافظة ما مجموعه سبعة آلاف طن ليمون سنويا يذهب غالبيته للتصدير للأردن والكويت.
ويشير المزارع علي اسليم لمراسلنا إلى أن زراعة الليمون مرت بحالات مد وجزر في قلقيلية؛ حيث تراجعت في السنوات الأخيرة نتيجة بحث مزارعي قلقيلية عن محاصيل ذات جدوى اقتصادية أعلى؛ ومنها الجوافة والأفوكادو، والتي تشتهر بها قلقيلية حيث تعدّ ربحيتها أعلى من الليمون.
بلد البيارات
وأضاف أن زراعة الجوافة والأفوكادو أثرت ليس على الليمون فقط ولكن أيضا على مختلف الحمضيات من برتقال وكلمنتينا وغيرهما، حيث كان في قلقيلية نحو 15 ألف دونم حمضيات تحول أكثر من نصفها إلى الجوافة، ولكن رغم ذلك فإن مساحات كبيرة ما تزال مزروعة ببيارات الحمضيات.
ويشير المهندس الزراعي مازن عواد لمراسلنا إلى أن زراعة الحمضيات في قلقيلية تتركز في المنطقة الغربية من المحافظة، والتي تطفو على حوض المياه الجوفي، ما جعل المحافظة مؤهلة للمحاصيل الزراعية التي تحتاج كميات كبيرة من المياه.
وأضاف أن وفرة المياه في قلقيلية مقارنة بباقي المحافظات التي تعاني شحا في المياه إضافة إلى خصوبة أراضيها جعلها سلة فلسطين من الحمضيات والجوافة، منبّها إلى أنه ورغم تراجع زراعة الحمضيات إلا أن أصنافا منها عادت لتزرع من جديد لتنافس منتج الاحتلال ومنها برتقال أبو صرة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك