يوميات الأسرى في رمضان.. شهادة المحرر ثامر سباعنة
وصف الأسير المحرر ثامر سباعنة طقوس ويوميات رمضان لدى الأسرى في سجون الاحتلال، وأهم الاستعدادات التي يقومون بها قبل الشهر الفضيل وأثناءه ونهايته
واستهل سباعنة حديثه عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك بالقول: "في الأسر تتشابه كلّ الشّهور إلّا شهر رمضان المبارك؛ فله طعم آخر عند الأسرى، وله استعداداته التي تختلف عن باقي الأشهر، إذ يتمّ الاستعداد له عند الأسرى قبل حلوله بأسابيع، فيطلبون الحاجيات الرّئيسيّة من أهلهم لإدخالها خلال الزّيارة، غير أن إدارة السّجن الصّهيونية لا تسمح بإدخال عدد كبير من تلك الحاجيات إمعانًا في التّضييق عليهم".
وأكمل: "يبدأ الأسرى بتخزين الحاجيات الرئيسية لشهر رمضان وخاصّة التّمور التي تصل إليهم أحيانًا عن طريق وزارة الأسرى، أو عن طريق شرائها من "الكانتينا" الخاصّة بهم، ويبقون بانتظار الإعلان عن بدء الشّهر المعظّم عبر التّلفاز والرّاديو، وما أن تُعلن بداية الشّهر حتّى يتبادلوا التّهاني والتبريكات فرحًا بقدومه. فرحٌ يخالطه حزن دفين مردّه بُعد الأهل والأحباب".
وتابع سباعنة: "منذ صباح اليوم الأول ينتشر الأسرى في ساحات القسم أو الغرف أو الخيمة بنشاط وعمل دؤوب تحضيرًا لإعداد الحلقات الرمضانية في قراءة القرآن والذكر والدعاء، وحين يشتد القيظ بعد صلاة الظهر، يعمّ الهدوء أرجاء المكان حتى تنال أجسادهم قسطاً من الراحة؛ فهنا مجموعة قد غطّت في القيلولة، وأخرى تتابع التلفاز، وثالثة تقرأ الكتب، وتستمر استراحة العابد المجاهد تلك حتّى صلاة العصر".
وعن الأجواء الإيمانية قال: "في المساء ومع اقتراب موعد الإفطار يتجمّع الأسرى في حلقات الذّكر والدّعاء من جديد، بينما ينشط الإخوة المسؤولون عن الطبخ لإعداد الطعام وخاصة "الشوربة" التي تعتبر الوجبة الافتتاحيّة في الإفطار، ويبدأ بعض الأسرى في توزيع التمور على البقيّة، ومع صوت المؤذن يسارع الجميع في تناول حبات التمر وطبق الشوربة المُعدّة لهم، ثم يؤدون صلاة المغرب جماعة، وبعدها تبدأ وجبة الإفطار".
وأضاف: "مع اقتراب موعد صلاة التّراويح يُحضّر الأسرى الدروس والمواعظ، بالإضافة إلى المسابقات الدينية الهادفة، وبعد الصّلاة يكونون أحرارًا كُلٌّ حسب قدرته في قيام الليل أو قراءة القرآن والكتب الهادفة، حيث يتسابق المتسابقون في التقرب إلى الله بالطاعات؛ فهذا ختم القرآن أربع مرّات وذاك عشرًا، وأسير آخر يقوم ربع اللّيل وآخر نصفه وذاك كله، طمعًا في الثواب والأجر ورضا رب العالمين".
وأشار سباعنة إلى أن الأسرى ينشطون لإسعاد بعضهم بعضًا، قائلا: "ينشط الأسرى في هذا الشهر المبارك ليُسعِدوا بعضهم البعض ويحاولوا التعويض عن الأهل والأحبة، فالمشرفون على المطبخ يُعدون أفضل الطعام -حسب المتوفر- ويقومون بإعداد الحلوى البسيطة جدًّا بشكل يومي، وفي الغالب فإنّ تلك الحلوى مكونة من الخبز البائت والتمر واللبن، ويُسارع بعض الأسرى لإعداد المسابقات والمسرحيات الترفيهية حتّى يُدخلوا الفرح إلى قلوب إخوانهم، أما من يملكون الصوت الجميل فإنّهم لا يتوانون عن النشيد والغناء وإقامة الأمسيات والسهرات الروحانية".
وأردف: "مع اقتراب انتهاء رمضان، يبدأ الأسرى في الاستعداد لعيد الفطر السعيد، وغايتهم واحدة وهي إسعاد الجميع، وفي حدود الإمكانيّات المتاحة يجهّز أحدهم الحلويات البسيطة، ويسارع ثانٍ لعمل الزينة بما يتوفر من أوراق الجرائد أو المجلات، وثالث يعمل على تجهيز الخيمة أو الغرفة، ويبدع أسير رابع في رسم الرسوم الجميلة أو يخط بطاقات التهنئة لباقي الأسرى، وفي صباح العيد وإثر أداء الصلاة يصطف كل الأسرى في حلقة كبيرة يتبادلون السلام والتهاني وتوزيع الحلوى والتمور".
وتطرق سباعنة إلى ممارسات إدارة السجون الهادفة إلى تنغيص حياة الأسرى في رمضان وقال: "تنتهز إدارة الاحتلال في كافّة السجون هذا الشهر للضغط على الأسرى وإذلالهم، فهي على علم بما يمثله شهر رمضان لهم، لذلك تقوم بالضغط عليهم بطرق مختلفة: فتمنع دخول "الكانتينا" قبل رمضان وخلال أيامه المباركة، وتقوم بمضايقة الأسرى أثناء تناول وجبة السحور، وتقطع الكهرباء عنهم بالإضافة إلى منعهم من أداء صلاة التراويح جماعة في السّاحة في معظم السّجون".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك