أبو ثريا وعهد والجندي .. الأيقونة
شكلت صور الطفل الأسير فوزي الجنيدي من الخليل، وصورة الشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا من غزة، والطفلة الأسيرة عهد التميمي، أيقونة ثلاثية لانتفاضة حرية القدس التي اندلعت رفضاً لإعلان أمريكا القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني
وغزت تلك الصور وسائل الإعلام العالمية والمحلية وانتشرت بشكل غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أفقد الاحتلال صوابه، وجعلهم نماذج للأحرار في العالم الرافضين للاحتلال وممارساته الإجرامية، والدعم الأمريكي المفتوح له.
وما زالت الصور الثلاث تنتشر بكثرة، حيث تضمنت الصورة الأولى الفتى فوزي الجنيدي من الخليل حين شارك ٢٣ جنديا صهيونيا في ضربه واعتقاله وتغطية عيونه، والتي انتشرت في كل العالم، وأصبحت رمزاً للمقاومة الشعبية.
والصورة الثانية للشهيد إبراهيم أبو ثريا من غزة ، خسر أطرافه السفلى في قصف "إسرائيلي" على غزة ، وقتله قناص "إسرائيلي" على جدار الحصار، فصار رمزاً عالميا، ومطالبات بالتحقيق في قتله على المستوى الدولي ما زالت تتوالى لفضح جرائم الاحتلال.
والصورة الثالثة، للطفلة عهد التميمي التي طردت جنود الاحتلال من باحة منزلها بسواعد غضة ووجه بريء ، فاجتمعت هيئة أركان الاحتلال لاعتقالها، وراح الاحتلال يشن حملة إعلامية مضادة ليبرر اعتقالها أمام العالم.
تصرف بربري
ويرى نشطاء على مواقع التواصل، أن الصور الثلاث أفقدت الاحتلال صوابه، وراح يكذب الصور ويدعي ويزعم أنها مفبركة، وأن المقعد الشهيد أبو ثريا لم تقتله قوات الاحتلال، وأن الطفلة عهد والطفل فوزي قاما بالاعتداء على جنوده.
ولشدة ما أوقعت صورة الطفلة عهد في الاحتلال من كشف حقيقة إجرامه، راح الكاتب الصهيوني "بن كاسبت" في صحيفة "جيروزالم بوست" يطالب باغتصابها في غرفة مظلمة هي وكل نساء عائلة التميمي في قرية النبي صالح شمال رام الله، بعيداً عن الصور والكاميرات، فيما ذهب كتاب صهاينة آخرون للقول أن ما قامت به عهد كان أشد ضرراً على دولة الاحتلال من المظاهرات وإلقاء الحجارة.
الكاتب اليساري في دولة الاحتلال "جدعون" ليفي كتب عن اغتيال المقعد أبو ثريا في صحيفة "هآرتس" قائلاً: "تم تجاهل عملية قتل الشاب أبو ثريا في "إسرائيل" بشكل كامل.
وأضاف: "من السهل أن تتخيل ما سيحدث إذا قتل الفلسطينيون "إسرائيلياً" على كرسي متحرك، ولكن حين يتصرف الجيش بشكل بربري، فإن "إسرائيل" تبقى صامتة ولا تظهر أي اهتمام، لا صدمة، لا عار، لا رحمة، لا اعتذار، لا تكفير عن النفس أو تعبير عن الحزن، حتى أن محاكمة المسئولين عن هذا القتل الإجرامي هو أمر سيوصف بطبيعة الحال بأنه هلوسة".
قوة الصورة
وعن إعاقة الشهيد أبو ثريا يقول الناشط الصحفي والأسير المحرر أحمد بيتاوي: "يوجد فرق كبير بين من جعل إعاقته الجسدية حجة للتسول والعجز ومدعاة للشفقة في نفوس الناس، وبين من جعلها دافعاً لتحدي الظروف والتميز والإبداع في شيء ما".
وتابع: "الإعاقة نفسها، وكيفية التعامل معها تختلف من شخص لآخر".
وترى الكاتبة الصحفية لمى خاطر من الخليل أن الصور لها أهمية بالغة، ومن هنا يصبح دور الإعلام التعبوي أن يحسن التقاط الرسالة الأهم من كل أيقونة، فكل واحدة لها رسالة في اتجاه مختلف عن غيره في تفاصيله ومعانيه.
جرائم حرب
وعن قوة الصور الثلاث يقول الكاتب الصحفي خالد معالي: "الكل يتذكر خلال انتفاضة الأقصى صورة الشهيد الطفل محمد الدرة الذي احتمى بوالده وقتله رصاص الاحتلال، حيث كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" وقتها عن صورته وهو ملقى أرضا مقتولاً بسبب رصاص الاحتلال، وكيف "أن هذه الصورة قد سببت ضرراً عظيماً في تشويه صورة دولة الكيان حتى هذه الساعة".
وأضافت "الآن الصور الثلاث وغيرها من صور الانتفاضة؛ فضحت وكشفت حقيقة الاحتلال وما يمارسه بحق الشعب الفلسطيني من جرائم ترقى لدرجة جرائم حرب وضد الإنسانية، خاصة ضد الأطفال والمقعدين".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك