الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > الإرهاب الإسرائيلي

مدرسة بورين الثانوية.. دراسة على خطوط النار

كساحة حرب، بدت مدرسة بورين الثانوية المختلطة، جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، صباح الخميس (28-12)، عندما هاجمها عشرات المستوطنين، تحت حماية قوات الاحتلال، في مشهد بات يتكرر باستمرار

طلبة المدرسة الذين كانوا يؤدون امتحان نهاية الفصل الأول، فوجئوا بنحو 20 مستوطنا من مستوطني "يتسهار" وقد اقتحموا ملعب المدرسة، وشرعوا في إلقاء الحجارة باتجاه الغرف الصفية.

وعلى الفور، تصدى الطلبة للمستوطنين، وردوا عليهم حجارتهم التي تسببت بتحطيم زجاج ثلاث سيارات للمدرسين، ليطلق جنود الاحتلال وابلا من قنابل الغاز داخل المدرسة.

وقال مدير المدرسة إبراهيم عمران لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "كان همّنا المحافظة على سلامة الطلبة، فأخليْناهم بشكل تدريجي، وحضر الأهالي، واشتبكوا مع الاحتلال والمستوطنين".

وأكد أن الاعتداء وقع تحت بصر الجنود الذين يتمركزون في برج المراقبة الدائم، الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن المدرسة.

انتهت المواجهات بعد نحو ساعتين، لكنها أسفرت عن إصابة طالبين بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط، أحدهما عولج ميدانيا، ونقل الآخر للمستشفى بسبب اختراق الرصاصة فخذه الأيمن، كما أصيب عدد كبير من الطلبة بحالات اختناق وإغماء، خاصة بين الطالبات، كما نتج عن الاعتداء إفساد الامتحان، وتأجيله إلى يوم آخر.

ويقول عمران: "لولا وجود سياج وبوابات محكمة الإغلاق، لدخل المستوطنون والجنود إلى مباني المدرسة، الأمر الذي لا يمكن التكهّن بنتائجه".

تاريخ عريق

وتعدّ مدرسة بورين من المدارس العريقة في منطقة جنوب نابلس، ويزيد عمرها عن 90 عاما، فقد أنشئت عام 1927، وبدأت بغرفة واحدة، ثم تطورت إلى أن وصلت إلى مبنيين متجاورين، يدرس بهما حاليا 220 طالبا وطالبة، من الصف الخامس الأساسي وحتى الثاني عشر العلمي "التوجيهي".

وتبلغ مساحة مباني المدرسة وساحتها وملعب كرة القدم والأراضي التابعة لها 55 دونما، ما يجعلها من أكبر المدارس مساحة في منطقة جنوب نابلس.

في مرمى النيران

وتقع المدرسة في المنطقة المصنفة (C)، وإلى الجنوب منها يمر الشارع الالتفافي المؤدي إلى مستوطنة "يتسهار" الجاثمة على أراضي عدد من قرى جنوب نابلس.

وبسبب موقعها، تعيش حالة احتكاك دائم ما بين الاحتلال والمستوطنين من جهة، وطلاب المدرسة من جهة أخرى.

ويقول عمران: "تتعرض المدرسة باستمرار وعلى نحو متكرر لانتهاكات متعددة، بما فيها محاولات الاقتحام، وإطلاق القنابل بداخلها.

وقبل بداية العام الدراسي الحالي، عمدت إدارة المدرسة إلى إقامة سياج عالٍ وبوابات، لتفصل المدرسة عن ملعب كرة القدم، حفاظا على سلامة الطلبة.

ويشير "عمران" بأسف إلى حال الطلبة الذين يقضون حصة الرياضة في ساحة المدرسة بدل الملعب، حفاظا على سلامتهم، بسبب نزول المستوطنين ووجود الجيش بشكل دائم في برج المراقبة.

ويقول: "الطلاب يعيشون مضغوطين ومحبوسين بما يشبه السجن، ويرون الملعب أمامهم، لكنهم لا يستطيعون اللعب فيه".

ولفت إلى أن المستوطنين أقاموا مكبًّا للنفايات على بعد مئات الأمتار فقط، ليخدم جميع المستوطنات بالمنطقة.

اعتداءات متكررة

الاعتداء الجديد على المدرسة لم يكن الأول من نوعه، فعلى مدار عشرات السنين كانت المدرسة هدفا لاعتداءات المستوطنين، وفي الانتفاضة الأولى تعرضت للإحراق على يد المستوطنين، حيث أشعلوا إطارات مطاطية بداخلها.

ويشير "عمران" إلى أن إدارة المدرسة أقامت عام 1994 سياجا يحيط بكامل أراضي المدرسة، لكن المستوطنين أزالوه في اليوم التالي، ويضيف: "كنا نزرع أراضي المدرسة بمختلف الأشجار، ثم يقتلعها المستوطنون مباشرة".

كما يستغل الاحتلال وجود المدرسة في منطقة (C) ليقف حائلا دون أي تطور في مبانيها، ويقول عمران: "نحن بحاجة إلى التوسع وبناء ثلاث غرف صفية، لكن البناء ممنوع نهائيا، وكل ما نستطيع فعله هو ترميم المدرسة".

وحصلت المدرسة الصيف الماضي على مشروع ترميم من وزارة التربية، شمل إقامة مظلات أمام الغرف الصفية وعلى طول الساحة، وسياجا في الجهة الجنوبية.

ويشير إلى أن وزير التربية زارهم العام الماضي ومعه السفير الصيني، والذي كان متشجعا لتمويل إقامة مدرسة زراعية تخدم المنطقة، وقدموا له المخططات اللازمة، لكن المشروع تحطم على صخرة الاحتلال.

وأضاف: "زارنا السفير الهولندي قبل عامين، واصطحبناه في جولة في الملعب، وخلال الجولة جاءه اتصال من ضابط صهيوني في "بيت إيل"، طلب منه عدم تقديم أي وعد للمدرسة، لأنهم لن يسمحوا به".

 

المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.