ورشة البحرين.. كلاكيت أمريكي يتجرع الفشل في كل مرة
فشلت الإدارة الأمريكية على مرّ السنين بـ"إجبار" الفلسطينيين على التخلي عن القضايا الجوهرية لقضيتهم الوطنية، ومارست ذلك عبر مبادرات اقتصادية مختلفة بـ"الرشوة" أو القوة
وورشة البحرين المزمع عقدها في 25 و26 يونيو/حزيران الجاري في المنامة، بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة معظم الدول العربية، نسخة جديدة من "السلام الاقتصادي" الذي تنبته واشنطن قبل عقد من الزمان.
وقد حاولت قبل ذلك واشنطن إجبار الفلسطينيين القبول بـ"حلول" تنتقص الحد الأدنى لحقوقهم السياسية، من خلال اتفاقيات ومجالات سياسية متنوعة، لكنها فشلت.
معيار النجاح والفشل
ويرى المحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن مشاركة دول عربية في ورشة البحرين، دليل أنها ليست مستقلة أو متحررة. مؤكدًا: "معيار نجاح أو فشل أي مشروع، هو موقف الشعب الفلسطيني الرافض لهذه الورشة ولصفقة القرن".
وقال أبو شمالة لـ"قدس برس"، إن صفقة القرن ليست المؤامرة الأولى على القضية الفلسطينية "ولن تكون الأخيرة".
وأردف: "دلت الأحداث منذ وعد بلفور، قبل أكثر من قرن من الزمان، وفك الانتداب حتى هذا اليوم، والمؤامرات متواصلة، والتي يكسرها دومًا وجود الشعب الفلسطيني على الأرض وتمسكه بحقوقه".
وأضاف: "مشاركة الدول العربية، يؤكد أنها ما عادت دول مستقلة ولا متحررة، وأنها لا تمتلك الرفض أو التأثير على القرارات الأمريكية والإسرائيلية، وتلبيتها لدعوة ورشة البحرين دليل ضعف".
واعتبر أنه لا جديد في ورشة البحرين، سوى هذا الصندوق المالي الذي سيحرص على أن يطبق إجراءات اقتصادية في غزة والضفة الغربية، تخدم الاحتلال من جهة، وتباعد ما بين شطري الوطن من جهة أخرى.
وحدة الموقف الفلسطيني
وبيّن أبو شمالة: "نحن أمام مرحلة جديدة كانت تستوجب أن توحد الموقف الفلسطيني، فإذا كان الفلسطينيون لا يستطيعون توحيد موقفهم الميداني في ظل ورشة البحرين وصفقة القرن، فما المطلوب للقضية الفلسطينية كي تتوحد بعد ذلك".
وتابع: "دون عمل ميداني على الأرض يوجع الاحتلال ويقلب المعادلة، كل التصريحات الكلامية لن تؤثر في صفقة القرن".
واستطرد: "نحن أمام حقائق على الأرض تعتمد على السياسية الإسرائيلية، والتي تقوم على حل القضية الفلسطينية من خلال تطبيع العلاقة مع الدول العربية.. هذا هو المنطق الإسرائيلي ورؤيته للحل".
ووصف رفض السلطة لـ "صفقة القرن" بأنه "شكلي"، معتبرًا أن الرفض الرسمي شيء، والمنتظر للنتائج شيء آخر.
واستدرك: "المنتظر للنتائج هو شريك، والمشاريع المنتظرة في الضفة الغربية لا تمتلك السلطة رفضها. ومن صمت على تمرير البعد السياسي لصفقة القرن على مدار عامين، شريك فيها".
ومن المقرر أن تشارك كل من: مصر، ولبنان، والأردن، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وعُمان، والعراق، والمغرب، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"، في حين لن تشارك كل من: سورية، وليبيا، وقطر، والسلطة الفلسطينية، والكويت، وتركيا، والجزائر، رغم توجيه دعوات لها.
الخطط الاقتصادية فشلت
بدوره، أوضح الخبير الاقتصادي ماهر الطبّاع أنه من أبرز المبادرات التي تم طرحها خلال السنوات السابقة، وبالتحديد خلال عام 2013 خطة كيري الاقتصادية.
وذكر الطباع في مقال له، أن تلك الخطة كانت تشتمل على مساعدات بقيمة 4 مليار دولار تقدم خلال ثلاث سنوات، "لكنها فشلت فشلًا ذريعًا، لأنها كانت بعيدة كل البعد عن الواقع الفلسطيني، وتجاهلت جوهر القضية؛ الحل السياسي".
وشدد على أن "أي مبادرات أو خطط اقتصادية تطرح في الوقت والوضع الراهن سوف تبقى حبرًا على ورق، وذلك دون الوصول إلى حل سياسي جذري للقضية الفلسطينية".
الورشة ولدت ميتة
واعتبر أن عقد ورشة البحرين يتناقض مع السياسة الأمريكية تجاه السلطة الفلسطينية والمتمثلة في قطع المساعدات وإغلاق العديد من المؤسسات الأمريكية العاملة في فلسطين.
وأضاف: "هذه الورشة كتب لها الفشل الذريع قبل انطلاقها وولدت ميتة، حيث أنه تم الإعلان والدعوة لها دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن ورشة المنامة الاقتصادية لقيت رفضًا رسميًا من القيادة الفلسطينية، والفصائل الوطنية والإسلامية والقطاع الخاص المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد، بالإضافة إلى رفض شعبي جامع.
ورأى الطبّاع أن ورشة البحرين تمهد الطريق لتطبيق صفقة القرن، والتي تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات كبرى لـ "إسرائيل"، والقفز عن الحقوق الوطنية المشروعة دوليًا وتصفية القضية.
ودعا إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على مواجهة تحديات المرحلة الحالية السياسية والاقتصادية، ومواجهة الخطط والمؤامرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وينعقد مؤتمر المنامة في العاصمة البحرينية يومي 25 و26 يونيو/حزيران الجاري، تحت عنوان "ورشة الإزدهار من أجل السلام"، وذلك في أول إجراء عملي لخطة التسوية الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
المصدر: قدس برس
اكتب تعليقك