الأربعاء, 24 أبريل 2024

اللغة المحددة: العربية

هل ينقذ نتنياهو مستقبله فوق دماء غزة

يجدد بنيامين نتنياهو حديثه عن الهدوء بغزة وفوهة بندقيته تقطر دمًا.. ميلاد عدوان جديد على غزة ليس أضغاث أحلام؛ فالجمود السياسي وتدحرج الميدان من الممكن أن يحمل ما لا تحمد عقباه

يلوّح نتنياهو بين حين وآخر بهراوة العدوان على غزة وسط حالة تسخين ميداني متذبذبة ومشهد سياسي متطوّر نحو جنوب لبنان، وملف إيران جعل من غزة دوماً الحلقة الأضعف.

وكان نتنياهو قال في تصريحات قبل أيام: "الجيش ينتظر مني ضوءاً أخضر لتنفيذ عملية عسكرية في غزة ستؤلم حماس إذا لم تلتزم بالتهدئة".

توقيت التهديد له دلالة كبيرة؛ فنتنياهو أمام خصوم متقاربين معه في آخر استطلاعات الرأي، وسجل دسم من الإخفاق في ترميم قوة الردع ما قد يدفعه لارتكاب فعل ما.

السلم والحرب

لا زالت غزة تتنفس في المنطقة الرمادية دون أن ترى نورًا في آخر النفق.. آلامها كبيرة وحصارها عميق وأنصارها قلّة، أدواتهم متواضعة أمام عدوان الاحتلال المدعوم أمريكيًّا.

قبل أيام بادر جنود الاحتلال النار بإطلاق النار على  الشاب محمود أحمد صبري الأدهم (28 عامًا)، أحد أعضاء كتائب القسام قرب الحدود قبيل زيارة للوفد الأمني المصري الذي زار غزة والضفة للتباحث حول ضبط الهدوء والمصالحة.

ويرى رامي أبو زبيدة، الباحث في الشأن العسكري، أن مستقبل (نتنياهو) السياسي متأرجح، وأن آخر استطلاع للرأي يشير إلى تقارب نسبته مع أقطاب الوسط خاصة بعد عودة إيهود باراك للمشهد من جديد.

ولم تعد تصريحات نتنياهو مقنعة لسكان مستوطنات غلاف غزة في ظل تواصل تآكل قوة الردع ووعوده بترميمها مع حضور ذي صلة بأزمات الخليج العربي وملف إيران له كأولوية.

ويضيف أبو زبيدة: "قد لا يقدم على مواجهة شاملة مع غزة، لكن يلجأ في عمل أمني صامت يخص الأسرى أو إيران أو حتى غزة لرفع أسهمه الانتخابية.. نتنياهو ضابط له سجل أمني، وارتباط في وحدة سيرت متكال، وعمليات مثل محاولة اغتيال مشغل واغتيال الزواري وعملية أنصارية".

ولا يخلو المشهد اليومي في حدود وبحر غزة من عمليات إطلاق نار وتجريف للأراضي، أبرزها حادثة استشهاد الشاب الأدهم قبل أيام، والتي بررها الاحتلال بأنها (غير مقصودة).

أجهزة أمن الاحتلال أيضاً قد ترنو لتحسين صورتها بإنجاز عملية أمنية حسب تقدير الباحث أبو زبيدة بعد نشر مزيد من الأخبار عن فشلها في عملية خان يونس التي أطاحت بضابط كبير وأكدت فشل قدراتها.

ويؤكد يوسف شرقاوي المحلل السياسي أن نتنياهو بحاجة إلى حرب خاطفة لإيران كما دمّر (بيغن) مفاعل تموز في العراق، وربما يلجأ لقصف خاطف في جنوب لبنان أو غزة.

ويتابع: "هناك صفات مشتركة بين بيغن ونتنياهو، نتنياهو يسعى الآن لمواجهة المزايدات السياسية عليه، وهناك احتمال تصعيد في 3 مناطق تبقى غزة أسهلها بالنسبة له لأن الكل تخلّى عنها".

اختبار متكرر

مساء كل جمعة تكون غزة في اختبار ميداني مع الذات؛ فلا هي قادرة على الاستمرار في لعق جراح حصارها، ولا هي قادرة على المثول صامتة أمام عدوان الاحتلال المتكرر.

وتتواصل معاناة الحياة اليومية في غزة مع تصاعد تبعات الحصار وتنكّر الاحتلال لتفاهمات التهدئة المبرمة مسبقاً، وسط مشهد سياسي متعثّر على صعيد التسوية ومستقبل العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويشبّه الباحث أبو زبيدة ميدان غزة بالرمال المتحركة، وتطوراته الميدانية بأنها تخرج كثيراً عن نطاق التوقع حين يمارس الاحتلال القتل على الحدود فتضطر المقاومة للدفاع.

الاحتلال زاد في الأيام القليلة الماضية من وتيرة قصف نقاط المراقبة الحدودية وعلى قوارب الصيادين، وتوّج عدوانه باغتيال مقاوم على الحدود بشكل مفاجئ.

ولا يقلل المحلل شرقاوي من تهديدات (نتنياهو)، فكثيرون يشبهون إنجازاته بإنجازات (بيغن) أو يزيد، لذا سيحاول الاستماتة في الحفاظ على موقعه ولو على حساب دماء غزة مراراً.

ويتبع: "يحاول نتنياهو تذويب القضية الفلسطينية عامةً، ويستفيد من تراجع دعم العرب لغزة التي أضحت خياراتها محدودة، وهو يعزز خطة تذويب قضية الفلسطيني بنفسه ممسكاً بكافة خيوط اللعبة".

وبين تهديدات (نتنياهو)، وانسداد الأفق السياسي، تعيش غزة فوق برميل بارود قد ينفجر بعدوان خاطف أو تدحرج ميداني متصاعد يصل بها إلى المحظور.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.