بسام السايح "ظل متمسكاً بمسيرة الجهاد والمقاومة"
مشعل: المقاومة خيارنا وسنمنح الأسرى الحرية كاملةً
نعى رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأستاذ خالد مشعل الشهيد الأسير البطل بسام السايح الذي ارتقى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال الصهيوني.
وقال مشعل خلال بيت عزاء أقيم في العاصمة القطرية الدوحة بحضور العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية مساء الثلاثاء: "رحم الله شهيدنا العزيز الكبير بسام السايح الذي لقي ربه صامتاً محتسباً صبوراً، هذا الرجل إنسان عظيم، تتفجر منه كل العبر والدلالات، أن ينتصر الإنسان على علته، وأن يتجاوز عذره الشرعي بمرضه، ومع ذلك يظل يحمل رسالة شعبه وقضيته، ورسالة دينه وأمته، ويظل قابضاً على الزناد ومتمسكاً بمسيرة الجهاد والمقاومة، وأن يخطط ويدبر وينفذ، وأن يواجه الموت غيرةً على وطنه وشعبه، وانتقاماً من الصهاينة المحتلين".
وأضاف مشعل: "البطل بسام السايح نموذج متكرر له سوابقه ولواحقه، وله نماذج عظيمة في تاريخنا الفلسطيني وفي تاريخ أمتنا؛ ولكن مثل هذا النموذج يستحق أن نحتفي به وأن نلتقي من أجله وليس مجرد عزاء، ولكننا نتعلم الدرس منه، والافتخار بهذا النموذج وأن نترحم عليه، وأن نؤكد على الطريق، وأن نخلفه في أهله وأحبابه من بعده خيرا، بالأمس تحدثت مع زوجته الكريمة، ووجدتها صابرة محتسبة، ورأيناها في الفيديو بهذا الدأب والحرص على زوجها".
واستدرك رئيس حماس السابق بالقول: "نسأل الله أن يلهم أهله وأحبابه وذويه جميل الصبر والسلوان وأن يجعل مقامه في عليين، وأن يجعل بركة شهادته ودمائه في إطلاق روح المقاومة وتجديدها واستمرارها على أرضنا المباركة، وأن يجعلها لعنة على الصهاينة المحتلين، وأن يجعل كل ما قدمه بسام السايح في ميزان حسناته ومضاعفةً عند ربه خالدة عند شعبه وقومه، وأن يظل نبراساً وقدوة للأجيال اللاحقة".
وأوضح مشعل أن الأسير الشهيد السايح نال مع شرف الجهاد شرف الاحتساب والصبر وراء القضبان، وضحى بحريته من أجل دينه ووطنه، وصبر في سجنه بهذا العمر المتقدم، وهو ليس شاباً صغيراً، وقد أصر على هذه المسيرة المباركة، وقد جمع المجد والفضل والأجر من كل أطرافه، من الرباط على أرض الوطن، والجهاد، والأسر في السجون، والمرض، والتفوق على العلة والعذر، والاحتساب، ثم الإضراب، والإصرار، وجاهد بما يملك وما كان يملك وخاض الإضراب عن الطعام، ثم يلقى ربه بهذه الميتة العظيمة الشريفة، سائلاً الله عز وجل له الرحمة.
وأكد مشعل أن هذه النماذج أمثال "السايح" تُحيي القلوب والعقول، وتعزز المعنى العميق في نفوس أبناء فلسطين وأبناء الأمة الذي يلتفون حول قضيتنا الفلسطينية وندرك شرف الجهاد من أجل فلسطين، مشيراً إلى أن الأسرى هم أعرف الناس أكثر من غيرهم بألم الأسر وخاصة عندما يستطيل في السجن، فمنهم من له 25 عاماً أو يزيد، والمتواصلة غير المتفرقة.
وشدد مشعل على أن موضوع الأسرى حاضر في العقول والقلوب وفي أجندات ومجالس البحث وقرارات قيادة حماس، وجهود أبطال المقاومة وعلى رأسهم كتائب الشهيد عز الدين القسام الذين يبذلون الجهود الكبيرة في الإعداد والتدريب، وأيضاً في الجهود السياسية والإعلامية والجماهيرية، مبيناً أن أنه لا يصح إلا أن نبذل ما عندنا حتى نجبر المحتل الصهيوني على إطلاق سراحهم "وأن نمنحهم الحرية بإذن الله".
وقال مشعل: "الأسرى الأبطال منحونا البطولة والدفاع عن الوطن ورفعوا رأسنا؛ ونحن بدورنا سنمنحهم الحرية، وهي مسؤولية الحركة وقيادتها والكوادر وكل الأحرار، وأن يجتهد الجميع، وهذا بعض واجبهم وحقهم علينا، ونسأل الله أن يمكننا من أن نكون إلى جانبهم دائماً؛ ونسأل الله لهم الخلاص العاجل والحرية الكاملة وأن يعودوا إلى أحضان أسرهم وشعبهم ووطنهم، هذا الطريق المبارك الذي أكرمنا الله به علينا أن نكون على مستواه في كل تفاصيل حياتنا".
وحول تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو بضم غور الأردن، علق مشعل: "نتنياهو بوقاحته وقد شعر أن الأرض استوت له بما يراه من سند دولي واختراق إقليمي وما تعيشه أمتنا من أوضاع مؤلمة؛ ويبشر نتنياهو بمشاريعه بالهيمنة على الضفة الغربية وزرعها بمزيد من المستوطنات في الغور وفي غيرها من الأماكن وأن يجعل أرض فلسطين ودماء شعبنا ومقدساته مادة انتخابية في ظل هذا الهوان العربي والإسلامي، وفي ظل أن بعض أبناء شعبنا يحول بين أهل الضفة الغربية والمقاومة ويلاحقهم؛ نؤكد على أن المقاومة كانت وستبقى خيارنا واستراتيجيتنا الأساسية ولن نحيد عنها، ومتمسكون على هذا الطريق".
وأكد رئيس حماس السابق أنه في هذه المراحل الصعبة يجب أن نقرر ماذا سنفعل؛ ومن واجبنا أن نخلص أرضنا وشعبنا من الاحتلال الغاشم، ونستعيد حقوقنا ونطهر قدسنا وأقصانا؛ وأن نمهد الطريق لعودة شعبنا إلى أرض الوطن ونعيش أحرارا".
وختم مشعل بالقول: "نحن أبناء مشروع، ومجرد الانتماء لهذا المشروع لا يكفي، وهو شرف نعتز به؛ ولكنه مسؤولية، وبعد الانتماء والعضوية والالتحاق والانتساب علينا دائماً أن نملأ صفحاتنا بمزيد من الأعمال، ولا يمر يوم ولا أسبوع ولا عام إلا ولنا بصمات وإضافة، ولا نعد أن الانتماء للمشروع والعضوية هي عطاؤنا، بل هذا مجرد مدخل وعلينا أن نجدد العهد أولاً، وأن نضاعف جهودناً ثانياً ونبدع كما أبدع الذين من قبلنا ونتغلب على كل العوائق، وأن نتفوق على أوضاعنا وأنفسنا وعلى طاقتنا؛ وأن نري الله منا كل خير ونغرس هذا الطريق بمزيد من الدماء والأرواح والجهود المباركة".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك