الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

طبيب فلسطيني يزرع صمامًا تاجيًّا لسعودي دون جراحة

في عملية نادرة ومميزة أجراها الدكتور الفلسطيني عماد عبد الحفيظ الحداد، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى الأردن، زرع صماماً تاجياً لمريض سعودي دون جراحة، وهي سابقة طبية نادرة يتم إجراؤها عبر القسطرة

الصمام التاجي هو الأعقد والأدق ما بين الصمامات الأربعة لقلب الإنسان، وفي الغالب يتم زراعة الصمام التاجي داخل القلب وبالجراحة، لكن هذه العملية الأولى في العالم والتي تمت دون جراحة وبالقسطرة فقط.

 

وكان الدكتور الحداد، الذي ولد في مدينة الخليل ودرس الثانوية العامة في مدرسة الحسين بن علي في نفس المدينة، فيما دخل دراسة الطب في الجامعة الأردنية، وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، تخصص في جراحة القلب والأوعية الدموية، وأصبح مستشارًا لأمراض القلب في أكثر من مركز طبي ومستشفى وجامعة، وأجرى مئات العمليات النادرة والمميزة في العديد من المستشفيات.

 

وقد أجرى الحداد عملية زراعة صمام بواسطة القسطرة العلاجية لأول مرة عام 2009 وكانت زراعة للصمام "الأبهري" لمريض من مدينة الخليل. فيما تمت عملية زراعة الصمام التاجي مؤخراً لمريض سعودي، واستغرقت العملية ساعتين، وقد غادر المريض المستشفى بعد يومين بحالة صحية جيدة.

 

مسيرة علمية

 

وقال الدكتور الحدادعن مسيرته العلمية: "درست الطب العام في الجامعة الأردنية، وأكملت تخصصي كطبيب باطني في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة ومستشفياتها ومراكزها الطبية، ثم توسعت دائرة تخصصي فحصلت على شهادة التخصص في القلب والأوعية الدموية، وذلك من مراكز طبية متقدمة في الولايات المتحدة، وعملت ميدانيًّا في أمريكا وأصبحت رئيسًا لقسم القلب والأوعية الدموية في جامعة جونزهوبنكز؛ حيث اكتسبت من هذا المركز خبرات مميزة في التدخلات العلاجية الطبية الخاصة بالقلب والمعقدة وحققنا ولله الحمد العديد من النجاحات".

 

وأشار الحداد ألى أن الكثير من الدراسات تؤكد أن أمراض القلب والشرايين وتصلبها هي السبب الرئيس في ارتفاع نسبة الوفيات في العالم، مؤكدًا أن هذه الشرايين عندما تفقد ليونتها وقدرتها على الانقباض والانبساط بسبب ترسب الدهون المؤكسدة، ما يؤدي إلى تضييقها ثم انسدادها والتصاق الصفائح الدموية وكريات الدم بجدران تلك الشرايين والأوعية، يؤدي ذلك إلى منع أو التقليل من تدفق الدم والأكسجين عبرها، وهذا بدوره يؤدي إلى تصلب الشرايين، أما إذا أغلقت تمامًا، فإن ذلك يسبب وفاة الإنسان، أو يؤدي لتجلطات في القلب ومن ثم إضعاف عضلة القلب وضعف في أداء الصمامات، كما قال.

 

وأضاف أن الوعي الصحي والتثقيف الغذائي والرياضي قد يخفف من أعراض القلب المميتة، مشيرًا إلى أن استمرار التوتر الشرياني يشكل العبء الأكبر على الأطباء وأخصائيي القلب بسبب ارتفاع ضغط الدم وانتشار أمراض السكري وارتفاع نسب الدهنيات في الدم والبدانة وإدمان التدخين، كل ذلك يزيد من نسب مرضى القلب.

 

ولفت إلى أن أصحاب الأعمار المتوسطة ما بين 45-55 في العالم العربي والأردن وفلسطين، هم من تثبت الفحوصات أنهم مصابون بأمراض تصلب شرايين القلب، أما في الغرب فإن المعيار يختلف؛ حيث يصاب بأمراض القلب والشرايين أصحاب الأعمار التي بين 60-70 عامًا، وذلك بسبب توفر الثقافة الصحية والرعاية الطبية الأولية والابتعاد عن المسببات لأمراض القلب.

 

إنجازات طبية

 

وعن إنجازاته الطبية المميزة، قال الدكتور الحداد: "بدأت بزراعة الصمامات الأبهرية لعشرات المرضى عبر القسطرة وليس بالجراحة منذ عام 2008م، ويعتبر البعض أن هذه خطوات جنونية، لكن بفضل الله نجحنا رغم أنه طوال السنين الماضية لا يعرف الطب زرع الصمامات إلا عبر الجراحة فقط".

 

وتابع: "تمكنت من زراعة الصمام الأبهري الصناعي دون جراحة؛ حيث نقوم بإدخال الصمام الصناعي بعد تركيبه على البالون عبر فتحة صغيرة في شريان الفخذ وبعدها يتم فتح البالون الحامل للصمام ليزرع في موقعه خلال وقت قصير، وبعدها يغادر المريض المستشفى خلال 24 ساعة، ونلجأ لهذه العمليات تجنبًا للجراحة؛ فالعديد من مرضى القلب وخاصة أصحاب الجلطات تكون عضلات قلوبهم ضعيفة، الأمر الذي يؤدي إلى قصور في أداء القلب، لذلك إجراء عملية قلب مفتوح لهم تكون في غاية الخطورة، أما زراعة الصمام بالقسطرة، فقد شكلت نجاحاتها ما نسبته 95% إضافة إلى تقصير نسبة الإقامة داخل المستشفى".

 

ويضيف الحداد أنه، وخلال أيام مضت، تمكن من زراعة صمام تاجي لمريض سعودي، وهي الأولى من نوعها، وتكللت بالنجاح، عادّاً أن الصمام التاجي معقد، وتحتاج زراعته إلى براعة وتقنية عالية؛ حيث تم إدخال الصمام عبر وريد الفخذ إلى أذين القلب الأيمن، ومن ثم إلى الأذين الأيسر، عبر إنشاء ثقب صغير بينهما، ومن ثم زراعته، وقد نجحت العملية وغادر المريض المستشفى.

 

واختتم الدكتور الحداد حديثة بالقول: "نعمل جاهدين على إجراء دراسات لعلاج أمراض القلب دون جراحة والبحث عن تقنيات معاصرة تخدم الإنسان ولا تعرض حياته للخطر، وهذا بدوره يعتبر أقل كلفة على المريض وتخفف عليه فترات الإقامة في غرف المستشفيات". 

 

  المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

 

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.