أهالي الأسرى تقلقهم أجهزة التشويش ويطلبون المساندة
لا يتوقف أهالي الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة المضربين عن الطعام منهم، عن إطلاق مناشداتهم في كل اتجاه من أجل حماية أبنائهم من أجهزة السرطان المحتوم، والتي تسمى "أجهزة التشويش" التي دشنتها قوات الاحتلال الصهيونية داخل السجون.
الأسير محمد أبو حمام (21 عاماً) لم تعلم عائلته عن نقله إلى المشفى إلا عبر الصدفة، وأكّدت والدته أم شادي حمام، أنّها كانت تتحدث مع مكتب هيئة الصليب الأحمر الدولي حول أوضاعه، "وأخبروني أنه نقل إلى مستشفى سجن الرملة في حالة صحية متدهورة".
وتوضح أنهم أبلغوها أن نجلها وصل إلى المستشفى في حالة إغماء، وهو ما زاد من قلقها وخوفها عليه، كما أنه ما زال مصرا على الإضراب لليوم الحادي عشر على التوالي في ظل استمرار تعنت الاحتلال.
وتشير إلى أن نجلها كان في سجن ريمون وأعلن إضرابه من هناك مع مجموعة من الأسرى رفضا لأجهزة التشويش، ومطالبة بتطبيق بنود الاتفاق، ثم قمعهم الاحتلال ونقلهم إلى عزل سجن نفحة قبل أن ينقل الأسير محمد إلى المستشفى وعددا آخر من الأسرى ممن تدهورت حالتهم الصحية.
وبينت أن الاحتلال عقد جلسة محاكمة لنجلها الأسبوع الماضي وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، علما بأنه معتقل منذ عامين بتاريخ السابع والعشرين من تشرين الثاني من عام 2017.
وتضيف: "رأيناه في المحكمة وكان يومها مضربا منذ أربعة أيام، ورغم ذلك أخرجوه في البوسطة منذ الخميس وحتى صباح الأحد ولم يراعوا وضعه الصحي، لكنه رغم ذلك كانت معنوياته عالية، وقال لنا لا تخافوا أنا بخير ومصر على الإضراب مع إخواني الأسرى، ولكننا كنا قلقين عليه ولاحظنا عليه التعب والضعف والهزال، فآثار الإضراب كانت واضحة عليه".
وتشير أم شادي إلى أن نجلها كان أضرب مرة لأيام قليلة حين تم وضع أجهزة التشويش في سجن ريمون قبل أشهر، لكنها المرة الأولى التي يخوض فيها إضرابا عن الطعام مستمرا لكل هذه الأيام.
وتتابع: "قلقنا بالغ عليه ونشعر بأن هناك تقصير في دعم الأسرى المضربين والذين لا يجدون سندا في الشارع ولا لدى الجهات الرسمية، وأوضاعنا في البيت مشوشة في ظل تعنت الاحتلال وتجاهله لمطالبهم".
ورغم خوض أكثر من 140 أسيرا لهذه المعركة من جديد، إلا أن عائلاتهم تشكو قلة الاهتمام الإعلامي والرسمي والشعبي، كما عبّرت عن قلقها البالغ تجاه ما قد يحل بهم في ظل تعنت الاحتلال ورفضه التجاوب مع مطلبهم.
وعبّرت عائلة الأسير المضرب عن الطعام محمود نصار من قرية مادما جنوب نابلس، عن حزنها بأن دعم الأسرى المضربين لم يعد أولوية لدى الشارع ولا الجهات الرسمية.
وينقل مكتب إعلام الأسرى عن والد الأسير، أنّ الجهود المبذولة حاليا من الأسرى المضربين ضخمة وذات أهمية كبرى لا تقل عن الجهود التي بذلوها في إضراب الكرامة الثاني حين طالبوا بإزالة أجهزة التشويش.
ويوضح بأنه في بداية الإضراب كان نجله محمود من الأسرى الذين امتنعوا عن شرب الماء لبضعة أيام قبل أن تتدهور أوضاعهم الصحية وينقلوا إلى المستشفيات، ولكنهم الآن مستمرون في إضرابهم عن الطعام وسط تكتم الاحتلال حول أوضاعهم الصحية وأماكن وظروف عزلهم.
ويضيف: "الاحتلال يريد أن يكسر هذا الإضراب من أجل إبقاء أجهزة التشويش، وكي يقول للأسرى إن طريق الإضراب غير مجد، ولكن حسبما نعلم طبيعة أبنائنا فهم يصممون على تحقيق هدفهم".
وبيّن أن أهالي الأسرى يشعرون بالقلق الشديد على مصير أبنائهم وبمدى القهر نتيجة الصمت المريب تجاه قضيتهم.
وتعد عائلات الأسرى أن الإضراب الحالي ذو أهمية كبرى في تثبيت بنود اتفاق إضراب الكرامة الثاني الذي خاضه مئات الأسرى قبل عدة أشهر.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك