الحية: نطالب السعودية أن لا تصطف في موقع تجريم المقاومة
ألقى القيادي في حركة حماس الدكتور خليل الحية باللائمة على المملكة العربية السعودية في قضية الخلاف الأخير الذي ظهر بين حركته وسلطات الرياض، على خلفية اعتقال عشرات الفلسطينيين بينهم مؤيدون للحركة وممثلها على مدار سنوات طويلة الدكتور محمد الخضري، وتمنى أن يعود حكام المملكة إلى عهد “الأسلاف السابقين” الذين كانوا يقدمون الدعم للمقاومة.
وفي رده على سؤال لـ”القدس العربي”، خلال لقاء عقده بحضور عدد من الصحافيين في غزة حول العلاقة مع المملكة خاصة بعد اعتقال ممثل الحركة مؤخرا، وإن كانت هذه العلاقة وصلت لحد “القطيعة”، قال: “لن نقول أن العلاقة وصلت لحد القطيعة”.
وأضاف: “إذا ما وجهت لنا السعودية دعوة للزيارة، سنذهب ونتناقش بما يخدم القضية الفلسطينية، وأن العلاقات بين الأطراف لا تبنى على الأماني بل على الاحترام”، مؤكدا أن حماس لا تعادي أي دولة عربية.
وطلب من السعودية أن “تعود لزمن الأسلاف السابقين، الذين كانوا يدعمون المقاومة والشعب الفلسطيني، ولا تصطف في موقع من يجرم المقاومة”.
وشدد الحية لـ”القدس العربي” على أن أيا من المعتقلين الفلسطينيين لدى المملكة لم يمسوا بأمنها وأن الحركة طالبت عبر الوسطاء الذين تدخلوا سابقا، بأن يتم محاكمة من تثبت عليه تهمة المس بأمن السعودية، أو أن تقوم سلطات الرياض بترحيلهم، إن كانوا يمثلون عبئا عليها.
وأكد أن من بين المعتقلين من كان يقوم بجمع تبرعات للفلسطينيين أو لصالح مؤسسات خيرية، أو يقوم بجمع لحوم الأضاحي.
وأشار الحية إلى أن حديث حماس العلني عن المعتقلين وعددهم بالعشرات، وفي مقدمتهم الدكتور الخضري ممثل الحركة في الرياض، جاء بعد صمت طويل دام لأشهر، شهد تحركات عدة لوسطاء في محاولة لإنهاء الأزمة، ومنهم مصر وبعض اللبنانيين.
كما أشار إلى إيقاف السلطات السعودية في عام 2017 عضو المكتب السياسي لحماس نزار عوض الله بعد أدائه فريضة الحج، وأن الحركة وسطت وقتها تركيا لحل الأزمة التي انتهت بإطلاق سراحه من المطار.
في المقابل أشاد الحية بـ”العلاقة القوية” ما بين حركة حماس وقطر، وقال إن الحديث عن وجود خلافات مع قطر هي “أمنيات بعض الناس”، مشيرا إلى أن العلاقات مع الدوحة “مميزة”.
وأشاد بالعلاقة بين حماس وإيران وحزب الله، مشددا على أن إيران داعم أساسي للمقاومة، لافتا إلى أن العلاقة معهما “كسرت الخلاف السني الشيعي بالمنطقة”.
ووصف العلاقة بين الحركة ومصر بالممتازة، بعد تجاوز الخلافات السابقة، مشيدا بما تقدمه مصر من دعم للقضية الفلسطينية، مجددا دعم حماس لمبادرة الفصائل الثمانية لإنهاء الانقسام، وأن حماس جاهزة لإجراء انتخابات عامة وشاملة.
ونفى أن تكون مبادرة الفصائل هذه قدمت من قبل حركة حماس، كما أعلنت حركة فتح في وقت سابق، واتهمها بـ”التهرب من استحقاقات المصالحة”، ودعا فتح لقبول المبادرة، من أجل إنهاء الاقسام.
وقال الحية إن “مسيرات العودة” أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وحققت بعض مطالب الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، وفضحت الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة. وأن إحدى ثمار المسيرات هو المشفى الميداني الذي تجري التجهيزات لنصبه شمال قطاع غزة، لافتا إلى أنه تابع لمؤسسة خيرية أمريكية ولا علاقة لها بالدولة.
إلى ذلك تطرق الحية إلى ما تشهده الساحة السياسية في إسرائيل، من إجراء انتخابات برلمانية مرتين هذا العام، وعدم القدرة على تشكيل الأحزاب الإسرائيلية حكومة جديدة، وقال إن ذلك يدل على أن إسرائيل “”كيان هش”.
المصدر: القدس العربي
اكتب تعليقك