السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

مخاوف فلسطينية من إعادة الأسير عربيد للتحقيق القاسي على أيدي «الشاباك» بزعم تحسن وضعه الصحي

تسود الأوساط الفلسطينية المختصة بمتابعة ملف الأسرى في سجون الاحتلال، مخاوف من إعادة أجهزة الأمن الإسرائيلية الأسير سامر عربيد، إلى التحقيق من جديد، واستخدام أساليب الضرب المبرح، بعد الإعلان عن تحسن وضعه الصحي، حيث كان يعاني من حالة خطرة جدا، جراء تعرضه للتعذيب خلال التحقيق.

وذكرت تقارير إسرائيلية، أن تحسناً طرأ على صحة الأسير عربيد، بعد أيام من نقله الى أحد مشافي إسرائيل، وهو يعاني من حالة صحية حرجة للغاية، جراء تعرضه للتعذيب الشديد على يد محققي جهاز الأمن الداخلي «الشاباك».


وحسب ما نشر، فإن النيابة الإسرائيلية أبلغت المحكمة العسكرية خلال الجلسة الغيابية التي أجريت أول من أمس الأربعاء، أن حالة الأسير الصحية قد تحسنت ما يعني إمكانية إعادته للتحقيق خلال الأيام القليلة المقبلة.


وكان الأسير عربيد، الذي اعتقل يوم الأربعاء قبل الماضي، نقل يوم الجمعة الماضي، أي بعد يومين فقط من اعتقاله، إلى أحد المشافي الإسرائيلية، يعاني من حالة صحية حرجة، بسبب الضرب المبرح خلال التحقيق، الذي أدى إلى كسور في القفص الصدري، ونزيف في الرئتين، حيث وضع تحت أجهزة التنفس الصناعي، وأخضع لعمليات غسيل كلى.


وتتهم سلطات الاحتلال هذا الأسير، بتزعم مجموعة من الجبهة الشعبية، قامت بزرع عبوة ناسفة الشهر قبل الماضي، قرب نبع ماء في إحدى البلدات التابعة لمدينة رام الله، ما أدى إلى مقتل مستوطنة إسرائيلية، وإصابة اثنين آخرين.


وقوبلت عملية التعذيب الشديد التي كادت أن تودي بحياة الأسير عربيد، بانتقادات فلسطينية حادة، لإسرائيل والمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، لعدم تحركها لنصرة الأسرى. وطالبت الجهات الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة إسرائيل على عدم التزامها بالقوانين الدولية الخاصة بالأسرى.


وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اللواء قدري أبو بكر، أن الأسير عربيد تعرض لتعذيب شديد أثناء الاعتقال وخلال التحقيق معه، ما أدى إلى إصابته بنزيف رئوي وكسور في الأضلاع، ورضوض في جميع أنحاء جسده، إضافة إلى إصابته بفشل كلوي.


وأكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية مارست «جريمة حقيقية ومكتملة الأركان» بحق الأسير عربيد وبـ»غطاء قضائي فاضح»، بعدما تم استصدار قرار من العليا الإسرائيلية باستخدام أساليب تحقيق استثنائية وتعذيبه بشكل وحشي، وأقل إن ذلك يؤكد أن القضاء الإسرائيلي «حلقة إجرام أخرى في سلسلة الإرهاب الإسرائيلي تجاه الأسرى الفلسطينيين».


وأشار إلى أن الاحتلال بهذا التصرف الهمجي «خرق أساسيات اتفاقية جنيف الرابعة، وجميع المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والشرائع الآدمية». وحذر في الوقت ذاته من تصريحات الادعاء الإسرائيلي،  بأن تحسنا طرأ على صحة الأسير عربيد، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية ستستأنف خلال الأيام القليلة المقبلة، جلسات التحقيق معه.


وقال «حدوث ذلك يدل على أن الاحتلال وجهاز الشاباك يسعون لانتزاع اعترافات من الأسير عربيد ومن ثم قتله من خلال أساليب التعذيب الوحشية»، داعيا المؤسسات الدولية والحقوقية لـ «التحرك الجاد والسريع» لوقف هذه الجريمة.


في السياق، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إنها أرسلت مجموعة من الرسائل المتطابقة، إلى ممثلي الأمم المتحدة المختصين بحقوق الإنسان، من خلال بعثة دولة فلسطين في جنيف، لإطلاعهم على تطورات الوضع الصحي للأسير عربيد «بعد جريمة التعذيب التي تعرض لها خلال التحقيق معه بعد اعتقاله في الخامس والعشرين من الشهر الماضي».


وقالت الوزارة في بيان لها، إن الرسائل التي تم إرسالها إلى المقرر الخاص بالتعذيب، والمقرر الخاص بالحق في الصحة، ومجموعة العمل الخاصة بالاعتقال التعسفي، والمقرر الخاص بالعدالة، والمقرر الخاص بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، تطرقت إلى الممارسات والسياسات، والجرائم التعسفية الممنهجة وواسعة النطاق التي ترتكبها اسرائيل «السلطة القائمة بالاحتلال».


وطالب وزير الخارجية رياض المالكي في الرسائل، المقررين الخاصين بـ «العمل على كشف وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وايجاد آليات لمساءلة ومحاسبة المجرمين المسؤولين عن جريمة تعذيب الأسير عربيد»، مؤكدا أن الوزارة ومنذ اليوم الأول لاعتقاله تعمل مع كافة الجهات الدولية، والأممية، بما فيها الصليب الأحمر الدولي، لمطالبتها بالتدخل وحمايته وحماية المؤسسات الأهلية ومؤسسات حقوق الأنسان.


وطالب المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، بتدخل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لـ «وقف التعذيب الذي يتعرض له الأسير سامر عربيد في سجون الاحتلال الإسرائيلي»، واصفا ما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسير عربيد بأنه يمثل «جريمة وانتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية والحقوقية».


في السياق، أكد مكتب إعلام الأسرى، أن هناك ستة أسرى في سجون الاحتلال بينهم أسيرة، يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقالهم الإداري.


والأسرى هم الأسير أحمد عبد الكريم غنام (42 عاما) من دورا جنوب الخليل، يواصل الإضراب عن الطعام لليوم 82 على التوالي، والأسير إسماعيل علي (30 عاما) من قرية أبو ديس شرق القدس، المستمر في الإضراب عن الطعام منذ 72 يوماً، والأسير طارق قعدان (46 عاما) من بلدة عرابة جنوب جنين، المستمر في إضرابه منذ 65 يوما، والأسير مصعب توفيق الهندي (29 عاما) من قرية تل قضاء نابلس، يواصل الإضراب لليوم العاشر على التوالي، إضافة للأسيرة هبة اللبدي (24 عاما) من الأردن، المضربة لليوم العاشر على التوالي، والأسير أحمد زهران، المضرب عن الطعام لليوم السادس على التوالي.


ويطالب هؤلاء رغم تدهور وضعهم الصحي، بأن تقوم سلطات الاحتلال بإطلاق سراحهم، وعدم تمديد اعتقالهم الإداري، الذي يتم بدون محاكمات أو تهم، الذي تتعمد سلطات الاحتلال تمديده مرات عدة.

 

المصدر: القدس العربي

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.