السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > الإرهاب الإسرائيلي

تفاصيل مؤلمة لما تعرضت له الأسيرة اللبدي بسجون "إسرائيل"

نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الاثنين، تفاصيل دقيقة وقاسية لما حدث مع الأسيرة هبة اللبدي المضربة عن الطعام منذ 14 يومًا ضد اعتقالها الإداري، والراسفة حاليا في عزل "الجلمة" بظروف صعبة، حيث تتعرض لجملة من الانتهاكات على مدار الساعة من المحققين الإسرائيليين.

ونقلت الهيئة عبر محاميتها، الإفادة الكاملة للأسيرة اللبدي لما تعرضت له من السلطات الإسرائيلية منذ لحظة الاعتقال وحتى اليوم، حيث قالت: "بتاريخ 20-8-2019 قدمت من الأردن مع أمي وخالتي لحضور زفاف ابنة خالتي.. خططت لإجازة 5 أيام مليئة بالفرح، بس الاحتلال أخذني لعالم ثاني لم أكن أتوقعه ولا بأحلامي السيئة ولا حتى بالكوابيس".

وأضافت: "وصلنا جسر النبي حوالي الساعة التاسعة صباحًا، تم توقيفي حوالي ساعتين، بالبداية أغلقوا الباب علي وبعد صراخي عليهم تم فتح الباب، بقيت مجندة تحرسني، خلال هذه المدة تم تفتيشي تفتيشا شبه عارٍ حيث رفضت إنزال ملابسي الداخلية 4 مرات على يد نفس المجندة، بعدها تم تعصيب عينيّ وتقييد يديّ بقيود بلاستيكية ورجليّ بقيود حديدية، ونقلوني لقاعدة عسكرية تبعد حوالي ربع ساعة".

وتابعت: "أنزلوني وأبقوني بالشمس نحو نصف ساعة، ومن ثم جاءت مجندات، وأخذوني لغرفة، سألوني عن وضعي الصحي، وتم تفتيشي مرة أخرى، أخبرت المجندة بأنني بحاجة لتبديل الفوطة الصحية، وكانت قد أتتني الدورة الشهرية، فوافقت بشرط أن تدخل معي المرحاض. المرحاض كان ضيقا جداً بالكاد يتسع لشخص فدخلت معي بسلاحها، وكانت تنظر إلي وأنا أبدل الفوطة".

وتعبر اللبدي "انصدمت وشعرت بالحرج والإذلال وانتهاك صارخ لخصوصيتي ولحقوقي الآدمية، بعدها تم نقلي للمسكوبية وهناك أبقوني أنتظر حوالي 3 ساعات حيث نقلوا معتقلة أخرى وبعدها تم نقلي للتحقيق في بيتاح تكفا".

وأردفت: "وصلت مركز التحقيق الساعة الثامنة مساء، كنت مرهقة كثيرًا بسبب أني مسافرة منذ ساعات الصباح الباكر وبسبب الدورة الشهرية وبسبب كل المعاملة القاسية، أنزلوني درجا وممرات ضيقة وكانت زنازين تحت الأرض، كانت المجندة المرافقة لي تدفعني دفعاً وتتعامل بطريقة عدوانية، ارتحت بالزنزانة حوالي نصف ساعة وبعدها أخذوني للتحقيق لغاية ساعات الفجر من اليوم التالي".

وأوضحت بالقول: "أول 16 يوما تقريبًا كان التحقيق متواصلا منذ حوالي التاسعة صباحاً لغاية الساعة الخامسة فجراً من اليوم التالي، خلال هذه الساعات الطويلة ينزلونني للزنزانة مرتين أوقات وجبات الأكل كل مرة حوالي نصف ساعة فقط، بعدها تم نقلي لغرف عصافير مجدو والجلمة ومن ثم أعادوني لتحقيق بيتاح تكفا. مكثت على ذمة التحقيق حوالي 35 يوماً بظروف قاسية جدا جداً".

وأضافت: "التحقيق كان عبارة عن تعذيب نفسي وكان عنيفا جداً؛ فمنذ نحو التاسعة صباحاً لغاية ساعات الفجر من اليوم التالي، ساعات طويلة جداً بغرفة التحقيق جالسة على كرسي مقيدة ومربوطة بالكرسي والكرسي ثابت بالأرض، الشيء الذي سبب لي آلامًا شديدة بالظهر والأيدي والرقبة. المحققون كانوا يصرخون علي بصوت عالٍ، وكانوا يجلسون شبه متلاصقين بي حيث كانت كراسيهم قريبة مني، وكانوا يحيطوني وكأنهم يتعمدون ملامسة رجلي فكنت أحرك رجلي وأبعدها، طريقتهم مستفزة جداً، يبصقون علي ينعتونني بأقذر الصفات ويسبونني".

وتابعت: "بعض ما قالوه لي بأنني "حقيرة، فاشلة، سافلة، صرصور، حيوانة، أنت حشرة، أنت بشعة كثير، انصرفي، راح تعفني بالزنازين، كلام قاس جدًا أول مرة أسمعه بحياتي، قالوا لي: أنت متطرفة وسبوا الدين الإسلامي والمسيحي، وقالوا لي إحنا اليهود جوهرة، وأنتم ديانات متطرفة، أنتم زبالة، كلام عنصري جداً ومتطرف".

وأوضحت اللبدي أنه تم تهديدها وضغطوا عليها بقولهم: "إنهم اعتقلوا أمي وأختي وهددوهم بهدف سحب اعتراف مني حيث قالوا لي اعترفي أحسنلك، وبعد أن يئسوا ومحاولاتهم باءت بالفشل هددوني بالاعتقال الإداري حيث قالوا لي ما عنا دليل ضدك بس عنا الاعتقال الإداري مع صلاحية لتجديده لسبع سنوات ونصف، وبعدها راح نحبسك بالضفة تحت عيوننا، ونمنعك تروحي الأردن، ونمنع أهلك من زيارتك، حاولوا الضغط علي بكل وسيلة".

ولفتت إلى أنه "حقق معها كم كبير من المحققين.. كانت معاملتهم سيئة وتصرفاتهم سيئة جدًا وكانوا يسبون ويشتمون، كان المحققون يلعبون أدوارًا؛ فأحدهم يمثل أنه جيد والآخر سيئ التعامل".

ونبّهت إلى أنهم وضعوها "بزنزانة ضيقة مليئة بالحشرات.. حيث كنت أصحو والصراصير والنمل والحشرات على ملابسي، أعطوني بيجامات رائحتها كريهة ووسخة، الحيطان إسمنتية خشنة من الصعب الاتكاء عليها، فرشة رقيقة بدون غطاء، بدون وسادة، الضوء مشعل 24 ساعة مزعج للنظر، بدون تهوية طبيعية وبدون شبابيك رطوبة عالية،  وبدون ماء،  الرائحة كريهة، طلبت فورة نصف ساعة، فرفضوا، صراخ وتخبيط وضجة وأصوات مزعجة من الزنازين المحيطة".

وأشارت إلى أنهم "كانوا يستقصدون إهانتي وإذلالي. الحمام مثل القبر، مكان بحجم وقوف شخص قذر ووسخ، به دش ولا يوجد مكان لتعليق الملابس، وبالخارج بابه يقف سجانان وسجانة يسمعون صوت الماء، وكنت خائفة أن يفتح الباب في أي لحظة، صابون بدون ليفة فحتى الحمام كان مقلقا ومخيفا، هم يقولون أنهم يعطون للأسرى حماما وأكلا، ولكن يبقى السؤال ظروف الحمام والأكل والملابس فهي مذلة ومهينة".

ووفق اللبدي؛ فإن "الأكل كان سيئًا جدًا، وأنا بالأساس نباتية، فمدة أسبوع أرجعت الأكل ونتيجة لذلك أصبت بالدوخة، وتم نقلي للعيادة، بعدها أصبحت آكل القليل من الخبز واللبن والأشياء التي من الممكن أكلها، المحققون كانوا يتعمدون أكل كنافة وحلويات أمامي".

وأضافت: "كلما تم نقلي من وإلى الزنزانة إذا كان لمحاكم تمديد التوقيف أو للعصافير كان يتم تعصيب عينيّ وتقييد يديّ بقيدين، وآخرين بالأرجل. الشيء الذي كان يسبب لي آلامًا شديدة، عدا عن تعصيب الأعين والقيود بكل مرة تم نقلي من وإلى غرفة التحقيق".

وأشارت اللبدي إلى أن القنصل الأردني زارها بتاريخ 3-9-2019 تقريباً، وبعد زيارته تم نقلي إلى لسجن الجلمة 3 أيام، ولمجدو لمدة 3 أيام، بهدف انتزاع اعتراف عند العصافير، حيث كان يحضر رجال على باب الزنزانة هناك، ويدعون أنهم أسرى، ويقولون لي إحكيلنا اللي ما حكيتيه بالتحقيق، احنا بنحاول نساعدك، والخ، طبعاً لم يكن لدي شيء لأقوله لهم".

ونبّهت إلى أن "الظروف بمعتقل الجلمة كانت صعبة للغاية، شعرت بأنني ببيت بلاستيكي فالزنزانة مقابلها ساحة مغطية ببلاستيك من جميع النواحي وبدون تهوية طبيعية، رطوبة عالية بدون مكيف، مروحة مزعجة كنت اضطر لإطفائها بسبب الرطوبة العالية، صراصير ونمل وحشرات بكميات كبيرة جداً، الأكل على مزاج الطباخين سيئ ولا يؤكل".

وأضافت: "بعدها أخبروني بأنهم سينقلونني لسجن الدامون مع باقي الأسيرات، وصلنا الدامون انتظرت بالبوسطة ساعتين، وبعدها قالوا لي إنه عندي محكمة، وإذ بهم ينقلونني لسجن مجدو حيث بقيت 3 أيام هناك، كان هناك برد شديد، طلبت حراما فلم يعطوني سوى شرشف وفرشة رقيقة بدون ملف وبدون وسادة. كمية النمل التي كانت غير طبيعية وكأني أسبح بالنمل".

تابعت: "وبعد ذلك تم إرجاعي لتحقيق بيتاح تكفا حيث صدمت عندما أعادوني للتحقيق لأنهم أعلموني بانتهاء التحقيق ونقلي للدامون، مديرة معتقل بيتاح تكفا عندما أرجعوني من عند العصافير حكتلي: "إذا ما قدرتي تتحملي الوضع وبدك مهدئات ومنوم بعطيك لأنه الكل هون بوخذ مهدئات"، فقلت لها: "اعطيهم للمحققين الذين فقدوا أعصابهم وهم يحققون معي فهم يحتاجونه أكثر مني".

وأردفت بالقول: "من المهم ذكره أن البوسطة قصة أخرى من المعاناة والتعذيب؛ حيث كانوا يشغلون المكيف على درجة حرارة عالية وينزلون لاستكمال الإجراءات، كانوا يبقونني حوالي 3-4 ساعات، كنت أقول للمجندة المرافقة إنه حار تقول لي إنني أعلم ذلك، مكثت 9 أيام أخرى ببيتاح تكفا خلالها حققوا معي 3-4 مرات، وآخر 6 أيام لم يحققوا معي بالمرة وبدون سبب أبقوني بمثل هذه الظروف القاسية كنوع من التعذيب والانتقام".

كما نبّهت إلى أن "العنف النفسي أشد من العنف الجسدي؛ فهو متعب أكثر وآثاره لا تزول وهم كانوا يتعمدون إرهاقي نفسيًا، كمية الحقد والعدوانية لم أرها من قبل، كنت أشعر أنني بمحددة كلها أبواب واقفال حديدية، وكذلك قلوبهم من حديد. أنا فقدت الإحساس بوجودي كإنسانة فهم لا يعرفون الإنسانية، وقد أخبرت المحقق أن التعذيب النفسي عندهم أشد وأعظم من الجسدي فقال لي إنه يعلم ذلك".

وأضافت: ""بعد بيتاح تكفا وبتاريخ 18-9-2019 على ما أذكر تم نقلي إلى قسم 3 بسجن الدامون مع الأسيرات الفلسطينيات، كل أسيرة ولها قصة ولكن صدمتي كانت كبيرة عندما رأيت الأسيرة الجريحة إسراء الجعابيص والأسيرات المصابات، قصص الاحتلال عندما تسمها من الخارج ليس كما تعيشها".

وتابعت اللبدي: "بتاريخ 24-9-2019 تم تسليمي أمر الاعتقال الإداري لمدة 5 أشهر، واحتجاجاً على ذلك قمت بالإعلان عن الإضراب المفتوح عن الطعام. إدارة وضابط مخابرات سجن الدامون حاولوا إقناعي بالعدول عن الخطوة، فرفضت وقلت لهم إن مأساة الاعتقال الإداري يجب أن تنتهي، وأنا ذاهبة للنهاية فإما النصر وإما الموت، وإذا مت اشبعوا باعتقال جثتي إداريا لمتى شئتم".

وأردفت بالقول: "الخميس 26-9-2019 تم نقلي كعقاب على الإضراب إلى زنازين الجلمة، أقبع بزنزانة بها 4 كاميرات مراقبة، لا أستطيع تبديل ملابسي، الحمام بابه من زجاج وفقط يوجد منطقة عازلة لمنطقة الأكتاف لغاية الأفخاذ أي من فوق وتحت مكشوف، المنطقة العازلة للرؤية هي منطقة منتصف فمنطقة الأرجل مكشوفة ايضاً، أما المرحاض فهو قبالة الكاميرا وزجاجي ولكني أغطيه بالشرشف أما الحمام فلا يوجد مكان لوضع شرشف لتغطيته لهذا منذ 4 أيام وأنا بنفس الملابس ولا أستطيع الاستحمام بسبب عدم الخصوصية وانتهاكها الصارخ".

ولفتت إلى أنها طلبت قرآنا كريما وفراش صلاة، "بالبداية رفضوا وبعد أن أخبرتهم بأنه من حقي ممارسة شعائري الدينية وبأنني سوف أخبر منظمات حقوق الإنسان تم إحضار قرآن كريم من أغراضي التي حملتها من سجن الدامون والتي حرموني منها بمعتقل الجلمة، تم حرماني من جميع أغراضي فهي موجودة عندهم ولكن لم يعطوني إياها، فأنا بنفس الملابس ونفس الملابس الداخلية".

وأشارت إلى أن إدارة السجن منعتها من الخروج للفورة، ولفتت إلى "تفتيشات بشكل كبير ومستفز تصل أحياناً إلى 5-6 تفتيشات باليوم، هذا غير وقت العدد، وبالرغم من وجود 4 كاميرات مراقبة، ضغط نفسي كبير".

وأشارت إلى أنها لم تكن تنام جيدًا "فنومي متقطع بسبب الإزعاج فهو معتقل جنائي بالأساس؛ إزعاج، صراخ وقرع أبواب، الإدارة تدخل للتفتيش متى تشاء ومعهم رجال مع سجانة ولكن ليس مريحا لي أن يدخلوا وأنا نائمة فلا يوجد احترام وخصوصية كوني أنثى".

وأضافت: اليوم تم عرضي على طبيب العيادة بالسجن كنت أعاني من نبضات قلب سريعة، نقص شديد بالأملاح، أوجاع معدة شديدة، بالبداية رفضوا إعطائي ملحا ولكن بعد فحص العيادة أقروا بإعطائي ملحا بالكمية التي يتم تحديدها منهم".

وختمت اللبدي حديثها: "ما عانيته بالتحقيق وظروف الاعتقال لغاية اليوم من بشاعة وفظاعة وقساوة هو شيء كنت اعتقد أنه خيالي، ولكنني عشته وهو شيء غير طبيعي وظلم كبير، كنت أسمع عن معاملتهم ولكن ليس بالحجم الذي عشته وجربته فهو أكبر ظلم للإنسانية. لذلك الموت ولا المذلة".

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.