الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > وثائق وقرارات دولية

تحالفات حماس بالمنطقة.. البحث عن "سيف ودرع"

"تحركات جدية لبناء تحالفات قوية في المنطقة"، أحد الأسس التي تعمل عليها حركة المقاومة الإسلامية حماس في الوقت الراهن كما قال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية قبل أيام

 

هذه التحركات، كما يوضحها هنية تسعى لـ"إعادة رسم علاقات حماس السياسية في المنطقة ومد الجسور مع كل مكونات الأمة"، بهدف "إيجاد كتلة صلبة" تتصدى للمشروع الأمريكي الصهيوني.

 

رؤية قدمها هنية، تتقاطع مع أسس عملت عليها حركة حماس، كما يرى مراقبون، الذين أوضحوا أن خطاب هنية سبقه خطابات وخطوات لقيادات "حماس" على مدار السنوات الماضية حول هذا الأمر كان أبرزهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق، الذي قال عقب إحدى زياراته للسعودية إنّ "حماس طرقت وما زالت تطرق كل الأبواب العربية والإسلامية من أجل فلسطين، وأنّ حماس لا تستغني عن أحد، ولا تخوض لعبة المحاور".

 

بناء التحالفات

حديثاً وعقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي أعلن فيه القدس المحتلة عاصمة للكيان "الإسرائيلي"، بدأت حركة "حماس" وعلى لسان رئيس مكتبها السياسي الجديد إسماعيل هنية، تتحدث عن بناء تحالفات جديدة في المنطقة لمواجهة "الخطة الأمريكية" والتي أطلق عليها اسم "صفقة القرن" وتهدف لتصفية القضية الفلسطينية.

 

هنية كشف ولأول مرة عما وصفها بـ"التحركات الجدية" لبناء تحالفات قوية في المنطقة، "تتبنى استراتيجية أنّه لا اعتراف بالكيان الصهيوني، وخيار واستراتيجية المقاومة الشاملة" كما قال.

 

الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، رأى أنّ مفهوم "التحالفات" لدى "حماس" مغاير تماماً لما يسير عليه العالم، وقال: "حماس لا تجمع بين التناقضات بل هي تسعى إلى تطوير علاقاتها دون أن يكون ذلك أنّها تصطف في محاور إقليمية معادية لدولٍ أخرى وهو ما يميزها".

 

لكّن المحلل السياسي والأكاديمي حسام الدجنى، رأى أنّ سياق حديث هنية حول التحالفات مرتبط بالتقاطعات السياسية في المنطقة، وأوضح أنّ "هناك إجماع ديني وعقدي حول قضية القدس لا تتوقف على دولة بعينها، وهي تتقاطع مع بعضها لتشكل ما هو أشبه بالتحالف السياسي الذي يخدم قضية القدس بشكل أو بآخر، وتسعى حماس إلى تحشيده ليصبح واقعا".

 

وحسم الأمر المحلل السياسي صلاح الدين العواودة بقوله: "ليس جديداً على حماس أن تضطر إلى شق طريقها بين التيارات والمحاور في المنطقة دون أن تكون في جيب أحد، ولكن هذا لم يكن سهلاً في الماضي، ولن يكون سهلاً في المستقبل".

 

الثوابت أولاً

ما قاله هنية للأمة، بأنّ "معركة القدس واللاجئين والضفة هي معركة الجميع، وشدّد أنّ "ما تقوم به حماس هو إعادة رسم علاقاتها السياسية في المنطقة ومد الجسور مع كل مكونات الأمة" يؤكّد أنّ حماس جاهزة للذهاب بأي اتجاه خدمة لهذه القضايا، مع إمكانية أن تقول "لا" إذا ما أُجبرت على ما تكره.

 

وفي هذا الإطار يؤكّد العواودة، أنّ "حماس تناور في علاقاتها السياسية، وتسمع كل طرف ما تراه مناسبا لأذنه، ولكنها في موضوع المقاومة والحقوق تنحاز حتماً إلى ظهرٍ قوي، وأوله قدرتها على القول لا، وهذا ما لا يستطيع أحد في الكون أن ينزعه منها".

 

ويقول العواودة إنّ "حماس" تحاول الانحياز إلى كل فرصة ممكنة تزيدها قوة وثباتاً من خلال دعم مادي يقدم لها، أو موطئ قدم يتاح لها، وهو ما يمنحها القدرة على التأثير وليس فقط الصمود.

 

يشار إلى أنّ "حماس" لا تتدخر جهداً في تجميع أي طاقات أو جهود شعبية أو رسمية عربية أو إسلامية يمكن أن تخدم قضيتها ومقاومتها، وما حادثة اغتيال الطيار التونسي الشهيد محمد الزواري، إلا نموذجا من بينها.

 

تجميع الطاقات

تدرك حركة "حماس" أنّ الأمة تعيش حالة من الصراع غير المسبوق، لذا فإنّها نجحت وتنجح في ألا تجر نفسها خلف قضية من القضايا الهامشية، لتؤكّد أنّ البوصلة الحقيقية للصراع هي القدس، وهو ما أكّد عليه هنية في خطابه.

 

وهذا ما أكّده عرابي بقوله: "الكيان الصهيوني معني بتمزيق الأمة في البلاد العربية، لذا حماس معنية بتجميع كل طاقات الأمة، وتدرك أنّ القضية الفلسطينية هي قضية عربية وليست فلسطينية بحتة".

 

ويشير عرابي، إلى أنّ "حماس" تقدم خدمة للأمة بثباتها وصمودها على أرض فلسطين، لذا فهي معنية بحشد كل الطاقات، وبناء تحالف يخدم هذا الصمود، وقال: "على الأمة أن كلها تدرك أنّها مستفيدة من قتال "حماس" في فلسطين".

 

فيما يشير العواودة، أنّ "حماس" تدرك أهمية العلاقة مع هذه الجهة على حساب تلك؛ فهي حركة مقاومة أولاً وأخيراً، وليست دولة مستقلة، "وعليه فإن الحساب الأول الذي تحسبه هو المقاومة، إذ تحرص في إطار ذلك على علاقة متوازنة من طرفها مع كل مركبات الأمة، كما لا تبادر لقطع علاقة مع أحد، ولا ترد أحد طلب التقارب معها، لكنها أبداً لا تفرط بما تعدّه خياراً استراتيجياً وهو المقاومة".

 

ويضيف: "حماس قد تحاصر، وقد لا تستطيع القتال أو حتى حماية نفسها، وهو طبيعي لحركة مقاومة يعاديها أعداء أقوياء، لكن لا أحد يستطيع أن يجبرها على التنازل عن حقها".

 

 

  المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.