الشهيد شاهين.. كرامة الدفن بعد عام من الرحيل
جدّدت قوات الاحتلال أحزان عائلة الفتى عماد شاهين بعد عام على استشهاده على حدود مخيم البريج واحتجاز جثمانه في الداخل المحتل.
وتفاجأت أسرة شاهين أمس بنقل الاحتلال جثمان ابنها لمعبر بيت حانون قبل أن تستلمه وزارة الصحة بغزة ويجرى دفنه في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأقدم الجيش الإسرائيلي في الثالث من تشرين الآخِر/ نوفمبر الماضي، على إطلاق النار على الفتى "شاهين"، حينما اقترب من السياج الفاصل شرقي مخيم البريج، وأصابه بجراح خطيرة، ثم نقله بطائرة مروحية إلى مشفى "سوركا" في مدينة بئر السبع في الأراضي المحتلة قبل أن يفارق الحياة.
يشار إلى أن "شاهين" واحدا من 16 فلسطينيا تحتجز قوات الاحتلال جثامينهم، منذ بدء مسيرات العودة في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي، وترفض تسليمهم لذويهم.
نظرة الوداع
بعد أحد عشر شهراً على استشهاد الفتى عماد حمل أصدقاؤه وأقاربه جثمانه وألقى عليه والداه وأشقاؤه نظرة الوداع.
ولم تفلح جميع الإجراءات القانونية التي سلكتها أسرة شاهين مع المؤسسات الحقوقية لاسترداد جثمان ابنها بعد أن رفض الاحتلال التعليق على القضية أو التجاوب معها.
ويؤكد باسل شاهين شقيق الشهيد عماد أنه تفاجأ باتصال يخبره بالإسراع لرؤية جثمان شقيقه الذي وصل قطاع غزة فجأةً.
ويضيف: وصلت عربة إسعاف لمعبر بيت حانون تحمل جثمان شقيقه، وعندما وصل مشفى الشفاء وجد الجثمان هناك، وتأكد من هويته قبل أن يبدأ التحضير لمراسم الدفن.
وعاشت أسرة شاهين ساعات حزينة وهي تترقب وصول جثمانه إلا أن أحزانها تجددت مرةً أخرى في البيت وهي تعيش لحظات وداع بعد عام من استشهاده.
ويتابع: "كنا نتمنى أن نرى جثمانه ونكرمه بالدفن ونقرأ الفاتحة على قبره، وقد وصلنا بعد قرابة عام بعد مماطلة طويلة من الاحتلال".
ويشير باسل إلى أن جثمان عماد كان محفوظاً في ثلاجة لحفظ الموتى حسب إفادة الطبيب المختص بغزة إلا أن جرحاً واضحاً لا يمت بصلة للرصاص الذي أصيب به كان واضحاً في بطنه وصدره.
ويضيف: "نزف أخي من إطلاق نار في فخذه استشهد على إثرها لكن جسده متحجّر من أثر التجميد، وهناك دبابيس من بطنه لأعلى الصدر، حاولت البحث عن رصاص أصابه في بقية جسده فلم أجد".
ويرجح باسل أن الاحتلال سرق أعضاء من جسد شاهين لكن مهمة تشريح الجثّة تستدعي حسب الطبيب الشرعي تركه دون تبريد يومين كاملين، وهو ما لم تفضله الأسرة وسارعت بتشييعه.
وتقول منيرة شاهين -شقيقة الشهيد عماد- إنها عاشت عاماً من الحزن والألم دون أن تعرف أين يرقد جثمان شقيقها الأصغر.
وتتابع لمراسلنا: "عام طالت فيه ليالي الانتظار..عام آلم قلوبنا وضلوعنا، تقلبنا فيه بين الألم بفراقك وكونك ميتا أم لا....وبين الأمل بأن نراك حيا في يوم من الأيام..طال أو قصر..اقترب أم ابتعد...لابد أن نلقاك ولكن كيف تكون اللقيا ياترى؟ هذا ماكان يقلقنا".
وتصف الاحتلال بأنه معروف؛ فهو يماطل بتسليم جثامين الشهداء للضغط النفسي على أهليهم وعلى المقاومة، وربما لسرقة أعضائهم، وعند وتسليمهم يصعب على الأهل وأهل الاختصاص أن يعلموا ما حصل، كما تقول.
"مقابر الأرقام"
وتقول ميرفت النحال -من مركز الميزان لحقوق الإنسان الذي تابع قضية استشهاد الفتى شاهين-: إن مركزها تواصل من اليوم الأول لحادثة استشهاده مع جميع المؤسسات للإفراج عن جثمانه من الداخل المحتل.
وتضيف لمراسلنا: "تواصلنا من لحظة إصابته مع المؤسسات حتى أخبرتنا مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان في الداخل أنه استشهد في مشفى سوروكا بعد ساعات من إصابته ثم بدأت المتابعة للمستشار القضائي وحكومة الاحتلال دون جدوى".
وخاطبت مؤسسة (هموكيد) الإسرائيلية حكومة الاحتلال لكن القضية ظلت معلّقة ولم تصل محاكم الاحتلال حتى تفاجأت أسرة شاهين أن الاحتلال سلم جثمانه صباح الأربعاء.
ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثماني طفلين بعد أن سلمت قبل أسابيع جثماني الطفلين اشتيوي وشاهين اللذين استشهدا في مسيرة العودة على حدود غزة، ولا
تزال قوات الاحتلال تحتجز جثامين 260 شهيدًا في مقابر خاصة، تطلق عليها "مقابر الأرقام".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك