الجمعة, 29 مارس 2024

اللغة المحددة: العربية

أسرى «معركة الأمعاء الخاوية» يواصلون الإضراب على أسرّة المشافي والفعاليات المساندة تعمّ فلسطين

: لا يزال أربعة من الأسرى الإداريين الفلسطينيين يواصلون «معركة الأمعاء الخاوية» بالإضراب التام عن الطعام، في إطار سعيهم لانتزاع حريتهم من السجان الإسرائيلي، الذي يفرض ضدهم إجراءات قاسية، في مسعى لثنيهم، في الوقت الذي تتواصل فيه حملات المساندة الشعبية لهم في كافة المناطق الفلسطينية.

وذكر مكتب إعلام الأسرى، أحدى الجهات التي تتابع هذا الملف، أن الأسرى الأربعة المضربين يواصلون المعركة رغم تدهور حالاتهم الصحية.


وأوضح أن الأسرى هم إسماعيل أحمد علي (30 عاما) من بلدة أبو ديس شرق القدس، الذي يواصل الإضراب عن الطعام منذ 99 يوما، والأسير مصعب توفيق الهندي (29 عاما) من قرية تل قضاء نابلس، الذي يواصل الإضراب لليوم الـ 37 على التوالي ، وقد جرى نقله الى «مستشفى الرملة» بسبب تدهور حالته، والأسير أحمد عمر زهران (42 عاما) يواصل الإضراب منذ 33 يوما، وقد نقل هو الآخر إلى المستشفى نفسه بسبب تراجع وضعه، والأسيرة هبة أحمد اللبدي (24 عاما) التي تحمل الجنسية الأردنية تواصل معركتها لليوم الـ 37 على التوالي، وقد نقلت مجددا لأحد مشافي إسرائيل، بسبب تردي وضعها الصحي ووصولها إلى مرحلة الخطر.


يشار إلى ان الأسيرة اللبدي نقلت خلال الأيام الماضية عدة مرات إلى أحد مشافي إسرائيل، بعد تراجع وضعها الصحي جراء عدم تناولها الطعام. وتعاني منذ أسبوع على الأقل من صعوبة شديدة في بلع الماء أدى إلى إصابتها بالتهاب شديد في الحلق، وجفاف، عدا عن النقص المتزايد في الوزن، إضافة إلى تحذيرات الأطباء من إمكانية إصابتها بمشاكل في القلب.


ومن المقرر أن تعقد اليوم الخميس جلسة محاكمة للأسير أحمد زهران للنظر في قضية تثبيت اعتقاله الإداري الأخير ومدته أربعة شهور.


ويعاني الأسرى المستمرون في الإضراب من أوضاع صحية خطيرة، في ظل جملة من الإجراءات التنكيلية التي تفرضها إدارة المعتقلات بحقهم، ويشتكون من أعراض صحية متشابهة تختلف درجتها مع مدة الإضراب، أبرزها أوجاع شديدة في كافة أنحاء الجسد، وانخفاض حاد في الوزن، وتقيؤ لعصارة المعدة يصاحبها خروج للدم، وضعف في الرؤية، وفقدان للوعي بشكل متكرر، بالإضافة إلى تغير يصيب لون الجسد، وهبوط في دقات القلب.


وكان الأسير طارق قعدان قد علق قبل أيام إضرابه، بعد أن سجل انتصارا جديدة على السجان الإسرائيلي، حيث تمكن بعد معركة طويلة دامت نحو 89 يوما، من انتزاع قرار بتحديد موعد لإطلاق سراحه، بعد انتهاء مدة اعتقاله الإدارية الحالية بعد أربعة شهور.


يشار إلى أن الاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على «ملف وأدلة سرية» لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن، حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، تجديد أمر الاعتقال مرات غير محدودة. وتعتقل إسرائيل في سجونها 450 أسيرا، بينهم ثلاث أسيرات، وخمسة قاصرين على الأقل إداريا. واسنادا للأسرى المضربين، تشهد المناطق الفلسطينية العديد من الوقفات والاعتصامات، أمام المقرات الدولية ومكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.


ونظمت في عدة مدن بالضفة الغربية وقفات مساندة، رفع خلالها المشاركون لافتات تنادي بضرورة التدخل الدولي العاجل لإنقاذ الأسرى من سياسة البطش الإسرائيلية، كما رفعوا صورا للأسرى المضربين، وذلك تلبية لدعوات قيادة الفصائل الفلسطينية، والتي حملت الاحتلال في وقت سابق المسؤولية عن أي ضرر قد يلحق بالأسرى المضربين.


وفي هذا السياق، أوصى المشاركون في المؤتمر الوطني للتصدي لجريمة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بضرورة العمل مع منظمة الصحة العالمية لتنفيذ قراراها الصادر في شهر مايو/ أيار 2010، والمتعلق بتحسين الظروف الصحية والمعيشية للأسرى، وتشكيل لجنة تقصي حقائق لهذا الغرض. كما أوصوا خلال المؤتمر الذي عقد في مدينة رام الله، بدعوة من مركز الدفاع عن الحريات والحقوق العامة «حريات»، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، واللجنة الوطنية لإنقاذ حياة الأسرى المرضى، بتمكين لجان طبية متخصصة من مقابلة الأسرى المرضى لتقديم العلاج المناسب لهم، وتوفير ظروف اعتقالية منسجمة مع المعايير الدولية.


وأكدوا على ضرورة العمل على الصعيدين الإقليمي والدولي للضغط على حكومة الاحتلال، واطلاع المجتمع الدولي على جريمة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحقهم، وملاحقة قادة الاحتلال لمحاسبتها على جرائمها ضد الأسرى، عبر إطلاق حملة دولية. وطالبوا كذلك بتأمين المساعدة القانونية للأسرى المرضى، وتعزيز دور المحامين من خلال الحصول على الملفات الطبية وتوفير تقارير أطباء متخصصين حول الحالة الصحية للأسرى المرضى، وإجبار حكومة الاحتلال على فتح أبواب السجون أمام الوفود والمؤسسات الدولية ولجان تقصي الحقائق للاطلاع على الظروف الاعتقالية والأوضاع الصحية للأسرى.


وخلال المؤتمر قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري ابو بكر «إن ما يحصل للأسرى هو إهمال طبي متعمد وممنهج، واليوم هناك خطورة أكبر على حياتهم»، لافتا إلى أن إدارة سجون الاحتلال «تستخدم أجساد الأسرى كحقول تجارب، وتخضعهم لتجارب طبية تؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية وإصابتهم بأمراض خطيرة».


وقال أبو بكر إن هناك أسرى مرضى بالسرطان والكلى يقبعون في ما يسمى بمستشفى سجن الرملة، وهؤلاء يحتاجون علاجات متقدمة لا يوفرها لهم الاحتلال، لافتا إلى أن المحامين حاولوا زيارة بعض الأسرى المرضى وحصلوا على تصاريح لذلك، غير أن الإدارة كانت تبلغهم يوم الزيارة بقيامها بنقل الأسير إلى سجن آخر.

 

المصدر: القدس العربي

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.