ما الخطوة المقبلة للسلطة لمواجهة "إعلان ترمب"؟.. عريقات يجيب
أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن فلسطين ستقدم طلباً لمحكمة العدل الدولية، ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتسوية القضية الفلسطينية، والتي تتضمن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، لإثبات مخالفتها لقرارات الشرعية الدولية
وقال عريقات في حوار خاص مع وكالة الأناضول:" لدينا طلب سيقدم لمحكمة العدل الدولية بشأن خطة ترمب، وذلك بهدف الحصول على إقرار منها بمخالفة هذه الخطة لقرارات الشرعية الدولية التي تعدّ القدس الشرقية، أرضا محتلة من إسرائيل".
ولم يحدد عريقات موعد التوجه للمحكمة، غير أنه أضاف إن القيادة الفلسطينية "تعمل وفق خطة متكاملة للرد على قرار "ترمب".
ومحكمة العدل الدولية، هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وتتولى الفصل طبقاً لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، وتقديم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
يذكر أن خطة ترمب تشمل، بالإضافة إلى الاعتراف بالقدس بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لـ"إسرائيل"، ضم الكتل الاستيطانية الكبرى بالضفة لـ"إسرائيل"، (10 % من مساحة الضفة) وإعلان قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وإبقاء السيطرة الأمنية للاحتلال، إلى جانب الاعتراف بـ"إسرائيل" كدولة يهودية، مع انسحابات تدريجية للكيان من مناطق فلسطينية محتلة.
مواجهة الفيتو الأمريكي
وأكد عريقات في حواره مع الأناضول، أن فلسطين ستسعى "للانضمام للوكالات الدولية المتخصصة"، مضيفاً: "نحن أصبحنا في حلٍّ من أي التزام يتعلق بوقف توجهنا للمنظمات الدولية، ولم نسعَ يوما للمواجهة مع الولايات المتحدة، هي من سعت لذلك".
وقال أيضا إن الفلسطينيين "سيعودون لمجلس الأمن الدولي، للحصول على دولة كامل العضوية في الأمم المتحدة، رغم الفيتو الأمريكي"، وتابع: "في حال استخدمت الولايات المتحدة (حق النقض) الفيتو، وهو متوقع، سنعيد الكرّة مرات عدة، لدينا خطة عمل كاملة سنتحرك وفقها".
وبيّن أن الفلسطينيين عقدوا مع إدارة "ترمب" ٣٥ لقاء، على مدار عام، بينهم أربعة لقاءات على مستوى الرئيسيْن (ترمب ومحمود عباس)، وقال:" لقد وعدونا بعدم فرض أي حل أو إملاءات وقد نقضوا ذلك، واليوم يتم ابتزازنا بقطع المساعدات في حال لم نعد للمفاوضات".
راع أممي
وأشار "عريقات" إلى أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستعقد قريباً اجتماعاً لوضع خطة عمل لتنفيذ قرارات المجلس المركزي.
وقال عريقات: "انتقلت الإدارة الأمريكية من مرحلة المفاوضات إلى مرحلة الإملاءات، وبدأت بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، وهو بداية لتنفيذ برنامج فرض الحل وفقا لما تقرره الحكومة الإسرائيلية".
وتابع:" ترمب يقول الآن إن القدس خارج المفاوضات ويريد تجفيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من خلال تخفيض الدعم لها، وبقاء الجيش الإسرائيلي في الأغوار الفلسطينية (شرق الضفة) والإبقاء على الكتل الاستيطانية (في الضفة الغربية)، والسيطرة على الأجواء والمعابر والمياه، وبعد ذلك فليعلن الفلسطيني دولته ويجد له عاصمة في ضواحي القدس".
وأكد أن الإدارة الأمريكية "فقدت دور الراعي لعملية السلام"، وقال: "لن نقبل أن تكون راعية أو شريكة بعد اليوم، ونحن لا نريد استبدالها بالاتحاد الأوروبي، لإدراكنا أنها حليفته، نحن بحث عن رعاية أممية تستند للشرعية الدولية".
وتساءل عريقات:" يريدون (الإدارة الأمريكية) منا العودة للمفاوضات، عن أي مفاوضات يتحدثون؟ هل يستطيع الرئيس الأمريكي أن يعلن ما هو جدول تلك المفاوضات".
وأشار الى أن القيادة الفلسطينية تسعى إلى السلام لأنها هي المستفيدة منه، لكن ذلك لن يكون بأي ثمن، يجب أن يكون مستندا للشرعية الدولية وحل لقضايا الحل النهائي.
واتهم عريقات "ترمب" ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بـ"محاولة تغيير المرجعيات الدولية.
وقال عريقات إن المدخل الوحيد لإرساء دعائم السلام في المنطقة يتطلب "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتكريس استقلال وسيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل".
قطع العلاقات
وعن الموقف العربي والإسلامي تجاه إعلان "ترمب" بشأن القدس، قال عريقات: "صناع القرار في العالم العربي والإسلامي يعتقدون أن البيانات تحمي القدس، أمريكا لا تفهم إلا لغة المصالح، لم نرقَ لمستوى التأثير بقدر ما يؤثرون بنا".
وطالب عريقات الدول العربية والإسلامية بقطع علاقتها بالولايات المتحدة، تنفيذا لقرارات عربية وإسلامية سابقة تقضي بقطع العلاقات مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة "لإسرائيل" أو تنقل سفارة بلادها إليها.
ولفت إلى أن خطاب نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، في الكنيست الإسرائيلي "البرلمان" الأسبوع الماضي، استند إلى أن الردود العربية والإسلامية لن تكون أكبر مما فعلته عقب إعلان "ترمب".
وشدد على أن القيادة الفلسطينية رفضت استقبال "بنس" وأي مسؤول أمريكي، ما لم تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها بشأن القدس.
وقال: "خيارنا أن ندافع عن أرضنا، وأن نحارب من أجلها، ولن نقبل بالإملاءات".
وأشار إلى أن دول العالم مُجمعة على رفض القرار الأمريكي، وأن القضية الفلسطينية ما زالت على صدارة الاهتمام الدولي، مضيفاً: "نحن رقم واحد (على المستوى الدولي) ليس لأن الشعب الفلسطيني مؤثر بل لأننا نرتكز على القانون الدولي".
وخاطب العالم قائلاً:" انتصروا للقانون الدولي، ومن يعتمد على الإدارة الأمريكية نقول له أن يفكر مرة أخرى".
وأضاف:" من يضمن ألا تقوم الإدارة الأمريكية بالاعتراف بدولة كردية، أو ببرشلونة عاصمة لإقليم كتالونية، العالم مليء بالمشاكل، لذلك العالم يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الإدارة الأمريكية، ليس لأننا نقدم لهم المساعدات، بل لأننا نعمل وفق القانون الدولي".
وتابع:" لذلك ١٤ دولة صوتت ضد قرار ترمب في مجلس الأمن، و١٢٨ في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
لا مبادرة فرنسية
ونفى أن تكون فرنسا تسعى لتقديم مبادرة سلام جديدة، وبديلة للمبادرة الأمريكية، وقال: "طالبنا الفرنسيين بالحديث مع الولايات المتحدة لحثها على الالتزام بالقانون الدولي والتراجع عن خطوتها".
وأكد على أن "روسيا" و"الصين" و"الاتحاد الأوربي" يلتفون حول القضية الفلسطينية، ومطالبين بلعب دور هام وفعال.
وقال: "الحقيقة الثابتة الوحيدة أننا موجودون على هذه الأرض، وسنبقى، ولا أمن ولا استقرار في المنطقة بدون حل عادل للقضية الفلسطينية".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك