الإعلان الأمريكي بشأن المستوطنات الإسرائيلية لن يشرعنها
أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأشد العبارات إعلان الولايات المتحدة الأمركيية "أنّ المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تتعارض مع القانون الدولي"، مؤكدًا أنّ المستوطنات الإسرائيلية لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل تُعدّ جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال الأورومتوسطي إنّ الإعلان الأمريكي انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ولا سيما المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على "يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه".
وأشار الأورومتوسطي إلى مواقف كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، والتي أكدت جميعها على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وأنّ وجودها يشكل انتهاكًا جسيمًا للقانوني الدولي.
وقالت المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي سيلين يشار إنّ إعلان إدارة ترمب لن يغيّر من الواقع شيئًا، لأنّ الولايات المتحدة ليس لديها تفويض أو وكالة لشطب أي مادة من القانون الدولي أو تغيير الإجماع العالمي.
وفي السياق، أشاد الأورومتوسطي بموقف منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني حيال الإعلان الأمريكي، إذ أكدت مجددًا على موقف الاتحاد الأوروبي من جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية على أنّها "غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتضعف من صلاحية حل الدولتين وآفاق السلام الدائم.
وأوضح الأورومتوسطي أنّ "اللجنة الدولية المشتركة" خلصت في يوليو 2004 إلى أنّ بناء إسرائيل للجدار الفاصل وتوسيع المستوطنات يغيران – بشكل غير قانوني – التكوين الديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي يعيقان بشدة قدرة الفلسطينيين على ممارسة حقهم في تقرير المصير.
ودعا الأورومتوسطي الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ المزيد من الخطوات ليس فقط للحفاظ على جدوى حل الدولتين، ولكن لإحراز تقدم حقيقي نحو إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك حظر المنتجات الاستيطانية من أسواق الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع القانون الدولي ورفض الإعلان الأمريكي الأخير.
وحث الأورومتوسطي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت على النشر الفوري لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية، إذ يعد الأمر مهمًا لكبح اعتداء الولايات المتحدة وإسرائيل الخطير على عملية السلام، والدفاع عن النظام الدولي الراسخ، محذرًا من تآكل فرص السلام حال السكوت عن تلك الاعتداءات.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن مساء أمس الإثنين أنّ الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مخالفة للقانون الدولي.
المصدر: المرصد الأورومتوسطي
اكتب تعليقك