الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

رحل عماد العلمي القائد في حركة المقاومة الإسلامية حماس

أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أنّ القيادي الشهيد عماد العلمي لم يكن قائداً عادياً لذا خسرته الحركة وفلسطين والمقاومة والأمة

كشف هنية خلال تشييع جثمان القائد العلمي في المسجد العمري بغزة، اليوم الثلاثاء (30-1) أنّ العلمي كان رجلاً سياسياً بامتياز، إلا أنّه "قاد في مرحلة من المراحل العمل العسكري والأمني في حماس".

 

ووصف هنية، العلمي بأنّه كان "رجلا من أشجع الرجال"، وأضاف: "من عمل مع أبو همام وناقش معه الاستراتيجية المتعلقة بثوابت القضية يدرك أنّ أبو همام من أشجع الرجال، فلا صمته ولا هدوؤه على حساب قضيته ولا هدوؤه وسمته الجميل، ولا وجهه النضير، يعني أنّه كان يحمل قلباً مرتجفاً، بل كان يحمل قلباً قوياً ذكياً".

 

وأشار إلى أنّه كان يحمل في نفسه عظمة التاريخ وقدسية القضية، ومضى يقول: "حينما اختارته حماس أن يكون أول ممثل لها في أول علاقات سياسية للحركة مع دولة بحجم إيران فكانت تدرك "حماس" من ترسل إلى هذه الدولة التي صنعت مع "حماس" صنعت مع الحركة كل هذه العلاقة الراسخة والثابتة".

 

وتابع: "حينما مثل حماس في سوريا ولبنان، ومع كل الوفود التي تحاورت من أجل بناء وحدة الشعب الفلسطيني، كان ترسل حريصاً ولا توصهِ".

 

وأشار هنية، إلى أنّ العلمي كان يجمع بين أصالة الموقف ومرونة المرحلة، ويملك عقلاً منفتحاً، ويعطي كل مرحلة ما تستوجب، وقال: "ثابت في الأصول، متحرك في المتغيرات، ويعطي كل مرحلة ما تستوجب".

 

ووصف القيادي الفلسطيني، العلمي بــ"المهندس الأمير" حيث أكّد أنّه صاحب هندسة فكر "حماس" السياسي، والسياسة العسكرية والأمنية والعمل النقابي والمؤسساتي في الداخل والخارج.

 

ونعى هنية، باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في داخل فلسطين وخارجها إلى شعبنا الفلسطيني وإلى الأمة العربية والإسلامية وإلى الإنسانية جمعاء، "رجلاً من أخلص الرجال وأشجع الرجال وأنقاهم وأطهرهم، وأكثرهم بركة، وأثبت الرجال".

 

وأشار إلى أنّ، "أبو همام" منحه الله النسب الشريف من آل العلمي من أشراف وأخيار من أخيار بلاد المغرب، إلى القدس وإلى غزة، ومن تشرف بالانتساب إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإلى جماعة الإخوان المسلمين.

 

وأكّد أنّ العلمي كان من الرعيل الأول والمؤسسين للمسيرة المباركة، ومن رفقاء الشيخ ياسين، وقال: "أبو همام شارك مع الثلة الأولى في صناعة التحولات الاستراتيجية منذ أن كانت تتحرك في محاريب الدعوة والتربية والعمل النقابي والمؤسساتي".

 

وأشار هنية، أنّ عشرات الرسائل والاتصالات وصلته معزيةً بوفاة العلمي، ومتضامنة مع "حماس" وأهل فلسطين وعائلة العلمي.

 

وقال: "لكّن عزاءنا أنّ هذه الشجرة، شجرة الخير والمقاومة والجهاد، أصبحت شجرة عظيمة يستظل بظلها ملايين الناس والبشر، ويتفيؤ ظلالها كل أحرار الأمة الذين يتطلعون إلى تحرير فلسطين والقدس والأقصى".

 

وسرد هنية، بعضاً من المواقف التي عايشها مع القيادي العلمي، كان آخرها يوم إصابته التي أدت إلى بتر ساقه، وقال: "غاب أبو همام عن الوعي لما يزيد عن الساعة والنصف، فأصبح بعدها كأنه شهيداً يمشي على الأرض، نصفه في الجنة ونصفه في الدنيا".

 

بصمت وحزن، رحل "مهندس حماس" متأثراً بإصابته بطلق ناري أصابه في رأسه أثناء تفقده سلاحه الشخصي، تاركاً خلفه مهام صعبة وأسرارًا كبيرة، حملها في جعبته طوال 30 عاماً وأكثر من العمل الوطني والإسلامي في صفوف جماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجناحها العسكري كتائب القسام.

 

وطوال مدّة عمله المقاوم، كان القائد العلمي، حريصاً على الوحدة الوطنية والعلاقة المتينة بين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، من جهة، والدول العربية والإسلامية وشعوبها من جهة أخرى.

 

وقد أجمع عدد من قادة العمل الوطني حول مواقفهم مع المهندس العلمي، فأجمعوا على أنه "رجل الوحدة والمقاومة".

 

وقال فايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح: إن العلمي كان رجلاً استثنائياً في منهجه وسلوكه، مشيداً بجهوده الوطنية في الحفاظ على الوحدة الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية.

 

وأضاف : "نحن في حركة فتح ننعى الشهيد القائد الوطني أبو همام العلمي شهيد الشعب الفلسطيني، وهذا مصاب جلل، وسيفتقده الشعب الفلسطيني لأنه استثنائي في منهجه ووطنيته ووحدته".

 

وتابع: "نحن بصراحة نكنّ له كل الاحترام، وما لمسنا إلا كل ما يرضينا، وهذا رجل وحدوي ضحى بقدمه في عدوان 2014، ونؤكد احترامنا وتقديرنا لهذا الرجل المعطاء".

 

وعزّى أبو عيطة عائلة العملي وحركة حماس بفقدانه، قائلاً: "نعزي أنفسنا وعائلة العلمي وحركة حماس والشعب الفلسطيني بفقدانه".

 

وختم حديثه قائلاً: "طوبى لروحه الطاهرة، ونعاهده وكل الشهداء أن نبقى على العهد ومواصلة الطريق لتحقيق الوحدة الوطنية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

 

أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، فقد أكد أن ما يواسي الشعب الفلسطيني في فقدان القائد العملي هو تمسكنا بالمبدأ وبطريق الشهداء الذي سلكه المهندس العلمي.

 

وقال البطش : "نحن مستمرون في طريق المقاومة، ونرسل التعازي لحركة حماس ولعائلة العلمي، وإن لوعة الفراق صعبة، والبقاء على المبدأ هو المطلوب".

 

وأضاف: "اليوم يغادرنا القائد عماد، ولكن تبقى القضية الفلسطينية حية نمدها بالشهداء، وتمدنا مبادئنا بالبقاء والثبات، وسنبقى أوفياء لوصايا المهندس العلمي".

 

وحول المواقف التي عايشها البطش مع العلمي قال: "عايشت مواقف كثيرة مع الشهيد العلمي منذ عرفته، كان ثابتاً تقياً، عنده استجابة دائمة لقضايا الوطن".

 

وأكد البطش أن العلمي كان حريصاً على حماية مشروع المقاومة، وهو من أشد الناس المؤيدين للخروج من الانقسام والتمسك بمشروع المقاومة.

 

الرجل المعروف بصمته وهدوئه عاش حياة ثائرة بكل ما للكلمة من معنى، وتنقل في صفوف حماس فكان أحد أبرز قادتها وصاحب بصمات واضحة في العمل التنظيمي بكل أشكاله.

 

 

 

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.