جولة هنية الخارجية.. الآفاق والاحتمالات
تعد الزيارة الخارجية التي يقوم بها، إسماعيل هنية، الأولى من نوعها منذ انتخابه رئيسا للمكتب السياسي للحركة في أيار/ مايو من العام 2017.
وتأتي الزيارة في ظروف سياسية "معقدة"، وتطورات على كافة المناحي سواء السياسية أو الاقتصادية، وفي ظل الحديث عن الانتخابات الفلسطينية، والتعقيدات التي تشهدها الساحة الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن هذه الجولة قد تأخرت عدة مرات لأسباب فنية، إذ ناب عنه في جولات سابقة نائبه صالح العاروري، إلا أنه من المرجح أن تكون لها انعاكاسات ايجابية، بحسب مراقبين فلسطينيين.
ووصل هنية، أمس الاثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث سيقوم بإجراء العديد من اللقاءات مع المسؤولين المصريين، لمتابعة العديد من الملفات المهمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بحسب بيان لحركة "حماس".
وحسب مصادر مطلعة لـ"قدس برس"، فإن هنية، الذي سينضم إليه وفد الحركة، الذي يقوم بزيارة إلى لبنان برئاسة خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، سيستهل جولته الخارجية بزيارة القاهرة وسيلتقي مع القيادة المصرية، قبل المغادرة إلى جولة خارجية، ربما تشمل قطر وتركيا وروسيا.
وقال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب في حديثه لـ"قدس برس": "زيارة إسماعيل هنية للقاهرة مهمة في التوقيت والمضمون، وهناك ملفات أربعة حاضرة على الطاولة، في ظل الحديث عن بيئة قد تشهد متغيرات في المنطقة".
وأوضح أن الملفات الأربعة التي سيناقشها هنية خلال جولته هي: "الانتخابات، التهدئة مع الاحتلال واستحقاقاتها، العلاقات الثنائية مع مصر، والمصالحة الوطنية"، مشيرا إلى أن هذه الملفات ستكون حاضرة على أجندة الاجتماعات في القاهرة.
وأضاف: "هذه الزيارة ربما تمهد لجولة خارجية لإسماعيل هنية، يزور خلالها قطر وتركيا وموسكو، ستتضح معالم ذلك خلال الأيام القليلة القادمة".
وعدّ "الغريب" تزامن الزيارة للقاهرة، وحضور وفد رفيع المستوى من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام زياد النخالة، بأنه يجب التوقف عنده، مستدركا بالقول: "الحديث هنا عن قضايا ليست ثانوية سيتم طرحها، ربما نحن أمام أيام من الحوارات العميقة تجاه قضايا جوهرية، بل وربما أمام متغيرات قد تطرأ تجاه ملفات أخرى".
وأضاف: "مصر دولة مركزية ومحورية ومؤثرة في المنطقة وستستضيف حوارات مهمة مع الفصائل الفلسطينية، تزامناً مع وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضاً للقاهرة".
وتابع: "مثل هذه الزيارة تأتي بعد جولة التصعيد الإسرائيلي الأخيرة على غزة قبل 3 أسابيع، وأعتقد أنها لن تخلو من لقاءات ستجري بين حركة حماس والقاهرة، وكذلك الجهاد الإسلامي والقاهرة، وستجمع لقاءات ثنائية بين قيادتي حماس والجهاد الإسلامي، وربما تنجح القاهرة في عقد لقاء يجمع الرئيس عباس مع إسماعيل هنية لتقريب وجهات النظر، خاصة في ملف الانتخابات، كمدخل لقضايا أخرى".
ومن جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سمير حمتو، جولة هنية الخارجية، مهمة، كونها الأولى له كرئيس مكتب سياسي، وتأتي بعد أكثر من عامين من انتخابه.
وقال حمتو لـ "قدس برس": "هذه الجولة تأخرت كثيرا لأسباب لها علاقة بالتطورات الإقليمية في المنطقة، وستكون لها اثار ايجابية كبيرة على الشعب الفلسطيني وحركة حماس لما يمثله هنية من رمزية".
وأضاف: "هناك قضايا كثيرة عالقة تحتاج لتدخل هنية كونه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، ولا يمكن حلها عن بُعد، وذلك على الرغم من أن حماس هي حركة شورية".
واعتبر أن الدول الثلاثة على أجندة الجولة بعد مصر، هي دول كبيرة لما تمثله روسيا من ثقل دولي، وتركيا من ثقل إقليمي، وقطر من ثقل عربي، مشيرا إلى أن استضافة الدوحة مؤخرا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والفلسطيني محمود عباس، وفي ظل الحديث عن إجراء الانتخابات.
وأشار حمتو إلى أن هذه الزيارة ستكسر العزلة التي تعيشها حركة "حماس" منذ انتخاب هنية رئيسا لمكتبها السياسي قبل أكثر من عامين، نظرا لعدم مغادرته قطاع غزة، وفق رأيه.
المصدر: قدس برس
اكتب تعليقك