الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > الإرهاب الإسرائيلي

الاحتلال يغتال المطارد الفلسطيني أحمد جرار

مع كل يوم يمر دون تمكّن الاحتلال، بأذرعه المختلفة، من الوصول إلى المطارد أحمد نصر جرار، يسطع نجمه ويزداد تألقًا، ليتحول شيئًا فشيئًا إلى رمزٍ فلسطينيٍ جديدٍ، يعيد الروح إلى المقاومة بالضفة المحتلة

في ثلاث محاولات على الأقل، كان الاحتلال يعتقد أنه قاب قوسين أو أدنى من الوصول لأحمد، وفي كل مرة كان يجر أذيال الخيبة، ويغادر المنطقة مخلفا خرابا ودمارا كبيرا.

 

الرمزية والقدوة

 

مخاوف الاحتلال من إمكانية أن يبادر أحمد لتنفيذ هجوم آخر إذا شعر بقرب الإمساك به، لا تقل عن القلق "الإسرائيلي" من تحوله إلى رمز وأسطورة وقدوة لغيره من الشباب الفلسطيني.

 

ولعل هذا ما دفع الصحفي الصهيوني "غال بيرغر" ليقول محذرًا بعد فشل المحاولة الثالثة: "إذا لم يتمكن الجيش من اعتقال أو قتل المطارد أحمد جرار، فسيتحول لأسطورة لدى الفلسطينيين".

 

ومنذ اللحظات الأولى لعملية إطلاق النار التي وقعت غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي قتل فيها الحاخام الصهيوني "رزئيل شيفح"، لم تتوقف الأذرع الأمنية للاحتلال عن العمل للوصول للمنفذين المجهولين في حينه.

 

وكان مساء السابع عشر من الشهر ذاته بداية سطوع نجم أحمد نصر، عندما حاصرت قوات الاحتلال منزله في جنين، فكان ذلك أول إعلان من الاحتلال عن وقوف أحمد خلف العملية.

 

الغموض الذي اكتنف هوية الشهيد الذي قضى في تلك الليلة، والاعتقاد بأن الشهيد هو أحمد نصر، دفع الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صوره مرفقة بعبارات تتغنى ببطولاته وبطولات والده الشهيد.

 

وحتى بعد التعرف على هوية الشهيد، بقي أحمد المطارد يحظى بشعبية متصاعدة في أوساط مختلف الأجيال والشرائح، ونُظمت له الأشعار، وقيلت بحقه عبارات الافتخار.

 

"شبح جنين"، و"أسد هز كيان إسرائيل"، وغيرها من الأوصاف والصفات أطلقها النشطاء على أحمد الذي استطاع خداع أجهزة الاحتلال بقدراتها التكنولوجية المتفوقة وشبكة عملائه الممتدة.

 

وعمد بعض النشطاء لتصميم صور مدبلجة لأحمد في ثياب أبطال العرب والمسلمين، مثل صلاح الدين الايوبي، وبطل المسلسل التركي الشهير "قيامة أرطغرل".

 

المطارد المشتبك

 

في غضون أيام معدودة، استحوذ الشاب العشريني على شعبية جارفة، وتحول إلى رمز جديد يبعث الأمل في المقاومة والتحدي، بعد أن ظن الاحتلال أنه نجح بـ"تدجين" الضفة عبر مجموعة من الخطط والبرامج الهادفة لصناعة "الفلسطيني الجديد" الذي لا يعبأ بالهموم الوطنية.

 

وتكشف عبارات المديح والثناء على أحمد، وكذلك الدعاء له بالنجاة، عن حالة من الفخر والاعتزاز تجاوزت حدود الجغرافيا الفلسطينية إلى كل أنحاء العالم، وكان عمودها فئة الشباب ونشطاء التواصل الاجتماعي.

 

وترجم ذلك بالاندفاع الجماهيري لمواجهة قوات الاحتلال في كل مرة حاولت فيها الإمساك بأحمد، وتحديهم للخطر، لنيل شرف مساندة البطل الرمز.

 

وتداول كثيرون بفخر مقطع فيديو لوالدة الشهيد أحمد عبيد تقول في وداع ابنها: "ابني فدى أحمد نصر وكل الشباب المقاومين".

 

ويقول الباحث ومدير مركز القدس لدراسات الشأن "الإسرائيلي" والفلسطيني علاء الريماوي: إن أحمد هو نموذج جديد لرموز فلسطينية اكتسبت رمزيتها من حياة المطاردة والاختفاء، ومن أبرزهم يحيى عياش ومحمود أبو هنود.

 

ويشير الريماوي في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أن "الاحتلال ينظر لهذه النوعية من المطاردين كقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر بأي وقت، وأن تعيد الاعتبار لحالة الاشتباك مع الاحتلال، ولهذا فهو يخشى من أن يعيد أحمد تكرار نموذج المطارد المشتبك".

 

ويضيف: "هناك خشية لدى منظومة الأمن الصهيوني من أن يتحول أحمد إلى "ظاهرة أحمد"، وأن يعيد إلى الذهنية الفلسطينية شكل المطارد، بعد أن أُعفي الاحتلال منها لعدة سنوات لم يكن فيها مطارد بالضفة".

 

وكمثال على تخوفات الاحتلال، يلفت الريماوي إلى انتفاضة القدس، والتي كانت شرارة انطلاقها عملية "إيتمار" قرب نابلس عام 2015، حيث توسعت بعدها ظاهرة عمليات الاشتباك والطعن.

 

ويدرك قادة الاحتلال أن الضفة قابلة للانفجار في أي لحظة، وأن القدرة على الاشتباك فيها حاضرة بقوة، بفعل الانتشار الاستيطاني الواسع.

 

رمزية جنين ونابلس

 

أحمد، ابن جنين، ونفذ عمليته في نابلس، يعيد الاعتبار كذلك لرمزية هاتين المدينتين في المقاومة، خاصة خلال انتفاضة الأقصى، حيث كانتا من المصادر الرئيسة للاشتباك مع الاحتلال، والأخطر في تصدير الشهداء والاستشهاديين، كما يشير الريماوي.

 

ويضيف أن جنين لها رمزية لارتباط اسمها بالقسام وصمود مخيم جنين، وها هو أحمد يعود من بوابة القسام، لتأصيل التاريخ المقاوم للحركة الوطنية، في ظل كَبوة عامة.

 

ويرى أنه على الشعب الفلسطيني وقواه الحية أن يعيدوا ترجمة الذات من خلال مثل هذه النماذج الحقيقية، فبالرغم من حالة الانصراف عن الهموم الوطنية، يخرج من صفوف هذا الشعب من يؤكد له هويته ويعيد لها الاعتبار.

 

 

  المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

 

 

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.