مقاومة الضفة تحدٍّ يخشاه الاحتلال.. أبرز ما شهده 2019
أثبتت الضفة الغربية المرة تلو الأخرى أنها مكان لا يعرف الاستسلام.. تنهض ببطولة رغم المطاردة والخذلان، وتعض على جراحها لتواصل مقاومة المحتل الغاصب، وترسم طريق التحرير.
ورغم الحملة الشعواء المستمرة والهادفة لاجتثاث كل ما يمت للمقاومة بصلة في الضفة، شق مقاوموها طريقهم بإبداع منقطع النظير، فنفذوا عمليات نوعية وجريئة لم يتوقع الاحتلال حدوثها، شكلت صدمة حقيقية له، وضربت نظريته الأمنية في مقتل.
كانت سلسلة عمليات المقاومة خلال 2019 امتدادا لسيرورة نضالية لم تنطفئ بأرجاء الضفة المحتلة، حاملة بين طياتها بشريات مباركة بأن تحت الرماد بركانًا يوشك أن ينفجر.
عمر أبو ليلى.. الأيقونة
كانت الساعة قرابة العاشرة إلا ربعًا صباح الأحد الـ19 آذار/ مارس 2019، عندما تسرب خبر يتحدث عن عملية قام بها أحد عناصر المقاومة الفلسطينية بالقرب من مدينة سلفيت في الضفة الغربية.
الأخبار كانت تفيد بأن شابا فلسطينيا خرج من مكان قرب دوار مدخل بلدة كفل حارس ويحمل الاسم الاستيطاني "دوار أريئيل"، وانقض نحو جندي إسرائيلي يحرس موقفا لحافلات السيارات الإسرائيلية.
الشاب طعن جنديًّا صهيونيًّا ثم استولى على بندقيته من طراز (M16)، فقتله برصاصها، وأخذ يتجول في المفترق، ويطلق النار، حتى وقعت عينه على الحاخام أحيعاد إتيغنر، فأطلق النار عليه، ثم قاد سيارة هذا الحاخام الذي توفي لاحقًا.
وبعد نحو 10 دقائق من بدء هذه العملية المزدوجة، كان الشاب المقاوم وصل إلى مفترق مستوطنة "جيتي أفيخاي" وهو يقود السيارة بشكل جنوني، ثم أطلق النار من النافذة ليصيب جنديًّا إسرائيليًّا آخر، وحين حلت الساعة العاشرة بالتمام كان الشاب الفلسطيني تخلى عن السيارة مدججًا بالسلاح الذي سيطر عليه، واتجه نحو بلدة بروقين التابعة لسلفيت؛ حيث اختفى فيها.
اختفاء منفذ العملية أدى لتسلل الرعب إلى نفوس الإسرائيليين، خاصة بعد الفشل في معرفة هوية هذا الشبح الفسلطيني، الأمر الذي يزيد من احتمالية تكرار العملية نفسها التي سماها الفلسطينيون "عملية سلفيت".
ولاحقًا كُشف عن البطل الذي قام بها، فأعلن الاحتلال أن منفذ العملية هو الشاب عمر أبو ليلى (19 عامًا) من قرية الزاوية القريبة من سلفيت.
وبعد مطاردة استمرت قرابة 72 ساعة، ارتقى عمر أبو ليلى شهيدًا، مساء الثلاثاء، عقب اشتباك مسلح دار مع قوات الاحتلال في بلدة عبوين شمالي غربي رام الله بالضفة المحتلة.
بات الشاب عمر أبو ليلى الذي لم يتمّ عقده العشرين أيقونة للشباب الفلسطيني، ودوى اسمه بكل فخر في أرجاء فلسطين كافة.
عملية "عين بوبين" المفاجئة
سددت عملية "عين بوبين" في الـ23 آب/ أغسطس 2019 ضربة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، وشكلت أداة العملية مصدر رعب وقلق أقضّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
عملية "عين بوبين" التي وقعت في أراض فلسطينية تتبع بلدة دير ابزيع غربي رام الله، كانت عبارة عن تفجير عبوة ناسفة زرعت مسبقا وفجرت عن بُعد، وأدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة اثنين من عائلتها بجراح إحداها وصفت بالخطيرة.
بعد قرابة شهرين من العملية، زعمت مصادر الاحتلال أن الجهة التي تقف خلف عملية تفجير العبوة الناسفة هي خلية فلسطينية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وزعم الاحتلال أن منفذي العملية، من سكان منطقة رام الله "خططوا لتنفيذ عمليات أخرى"، وحمّل الاحتلال المسؤولية المباشرة عن العملية لأربعة فلسطينيين من سكان رام الله، اعتقلهم ضمن حملة واسعة.
واتهم الاحتلال الأسير سامر مينا العربيد (44 عامًا) من سكان مدينة رام الله، بالوقوف على رأس خلية الجبهة الشعبية المسؤولة عن تخطيط وتنفيذ العملية.
قتل جندي وإخفاؤه
وقبل انتهاء يوم السابع من آب/ أغسطس الماضي بدقائق قليلة، وصل بلاغ إلى أجهزة الاحتلال الأمنية مصدره زملاء الجندي الإسرائيلي دبير شورك (19 عاما) تفيد بفقدانه أثناء توجهه من مدينة القدس إلى مستوطنة "بنيامين" القريبة من رام الله.
استنفرت الأجهزة الأمنية بحثا عن الجندي الذي اختفت آثاره، وسط ترجيحات بوقوعه في عملية "أسر"، ومع ساعات فجر اليوم التالي أعلنت العثور على جثة "شورك" بها طعنات عدّة، وملقاة في منطقة مفتوحة بالقرب من مستوطنة "غوش عتصيون" الواقعة بالقرب من الخليل.
بعد يومين من العثور على جثة الجندي الإسرائيلي، زعمت مصادر الاحتلال اعتقال منفذي العملية، متهمة بذلك الأسيرين: نصير عصافرة (24 عامًا) وقاسم عصافرة (30 عامًا) من سكان بيت كاحل شمالي الخليل، بعد أن كانت صادرت مركبة لهما، قالت إنهما استخدماها في تنفيذ العملية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك