الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > الإرهاب الإسرائيلي

ليل نابلس يرعب "إسرائيل"

لم يجد شبان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، أفضل من فرصة اقتحام الاحتلال لمدينتهم مساء الثلاثاء (6-2)، لكي يصفّوا حسابهم معه، وليثأروا للشهيد أحمد نصر جرار

ليلة شديدة البأس عاشتها نابلس، بدت خلالها بأبهى حلّة وهي تتزين بدماء الجرحى الذين ارتقى أحدهم شهيداً، هو الشهيد خالد وليد التايه (22 عاماً)، في مشهد أعاد للأذهان أمجاد المدينة التي حملت عن جدارة لقب "جبل النار".

 

كان مشهد اقتحام دوريات لاحتلال لمنطقة الجبل الشمالي بالمدينة وقت صلاة العشاء غير مألوف لأبناء المدينة الذين اعتادوا على اقتحام الاحتلال لمدينتهم بعد انتصاف الليل، وانسحابها قبل بزوغ فجر اليوم الجديد.

 

كانت هذه الدوريات قد اقتحمت المدينة لتأمين الحماية والإسناد لقوة من المستعربين سبقتها إلى المنطقة، في محاولة لاعتقال الشاب عبد الكريم عادل عاصي (19 عاما) الذي يتهمه الاحتلال بقتل الحاخام الصهيوني ايتمار بن جال قرب مستوطنة "أرائيل" يوم الاثنين.

 

لكن العملية التي أراد لها الاحتلال أن تكون خاطفة وسريعة، استغرقت قرابة الأربع ساعات، وأبدى خلالها أبناء نابلس بسالة كبيرة، دون أن يتمكن الاحتلال من تحقيق مراده، فأفرغ غضبه وإجرامه بالمواطنين العزّل.

 

وقد اقتحمت إحدى مركبات الاحتلال العسكرية، مدينة نابلس، مساء اليوم الثلاثاء، و صرخ أحد جنود الاحتلال قائلًا: "هنالك 10 آلاف فلسطيني يهجمون علينا، هذا آخر يوم بحياتي".

 

وذلك في فيديو نشرته وسائل إعلامية إسرائيلية، عقب عملية الاقتحام الواسعة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس، على مشاهد من داخل إحدى سيارات الاحتلال العسكرية، التي تعرضت للمقاومة بالحجارة والزجاجات الحارقة من الشبان في مدينة نابلس.

 

حيث يصرخ أحد جنود الاحتلال ويبدو أنه سائق المركبة العسكرية "انظروا لكل هذه الحجارة التي تنهال علينا، نحن في وسط نابلس، انظروا ما الذي يحدث لنا".

 

وفي الوقت الذين كانت القوات الخاصة تداهم عدداً من البنايات في شارع بيكر بالمدينة، وتعتقل تسعة شبان، كانت المواجهات تمتد إلى مسافات أبعد، وتتسع رقعتها إلى الأحياء المجاورة، ومنها إلى أطراف المدينة الجنوبية الشرقية في شارع القدس وكفر قليل.

 

شوارع المنطقة اكتست بأمواج بشرية هائلة بدت معها وكأن كل سكان المدينة قد خرجوا عن بكرة أبيهم إلى ساحة المواجهة مع الاحتلال.

 

وكشفت أسماء المصابين فضلاً عن الشهيد التايه، عن وصولهم من مختلف أحياء المدينة والقرى والمخيمات المجاورة، وهو ما أكده أحد أصحاب مكاتب التكسي الذي قال إن غالبية الطلبات التي وصلتهم، كانت تتجه نحو الجبل الشمالي، حيث موقع المواجهات.

 

وتظهر الإحصائية النهائية التي نشرها الهلال الأحمر لأعداد الجرحى، ارتقاء شهيد ووقوع ١١٠ إصابات، بينها ٣٢ إصابة بالرصاص الحي، و٢٦ إصابة بالرصاص المعدني، و٥١ إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وإصابة واحدة دهساً.

 

ويشير هذا العدد الكبير وغير المسبوق في أعداد المصابين، لا سيما الحالات الحرجة والخطيرة منهم، إلى الوحشية التي تعامل بها جنود الاحتلال.

 

ويقول عوني أبو الرافع المهتم بالمتابعة الميدانية، أن الاحتلال كان يتوقع أن يكون دخوله إلى نابلس مجرد نزهة.

 

ويضيف أن الاحتلال، ورغم علمه بحتمية وقوع مواجهات خلال اقتحام نابلس بهذا الوقت المبكر، إلا أنه لم يكن يتوقع أن تكون المواجهات بهذه القوة والشراسة، ما أجبره على الدفع بتعزيزات إضافية من حاجز ال17 بعد أقل من ساعة.

 

ويرى أبو الرافع أن أبناء نابلس الذين أرادوا الانتقام من الاحتلال على اغتياله للشهيد جرار، أبدوا قدرا كبيرة من التحدي للآلة العسكرية الصهيونية، وواجهوها بصدورهم العارية.

 

ويؤيد ذلك هتافات المشاركين بالمواجهات وترديدهم شعارات تشيد بالشهيد جرار، وكذلك الصورة التي التقطت لأحد الجرحى الذي كتب اسم الشهيد جرار على يده، ما يعني أن روح الثأر للشهيد كانت حاضرة في أذهان المنتفضين.

 

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.