ما الرؤية "الإسرائيلية" للتعامل مع الجبهة الشمالية؟
لم تكن حادثة إسقاط الطائرة "الإسرائيلية"، أمس السبت، الحدث الوحيد الذي رسم وسيرسم ملامح تعامل الاحتلال مع جبهة الشمال، فقد سبق ذلك تقديرات ورؤى تحليلية على صفحات وسائل الإعلام العبرية على مدار الأسبوع الماضي
فما الذي يخشاه الكيان؟ وهل هذه تهيئة لحرب قادمة؟ أم أنها رغبة صهيونية لعدم وقوعها؟
فمن خلال رصد "المركز الفلسطيني للإعلام"، تم الوقوف على رؤية الاحتلال وتحركاته الدبلوماسية مع روسيا يشكل أساس تعبيرات عن قلقه وخشيته من التطورات اللاحقة.
ففي مقال تحت عنوان "قبل الشروع في حرب مبررة" كتبت صحيفة "هآرتس"، الأسبوع الماضي من الصعب تجنب هذا الاستنتاج في ضوء العديد من التصريحات والتحذيرات والتهديدات، التي كان الخطاب العام مليئاً بها في الأيام الأخيرة.
وتضيف: عادة ما تكون هناك تهيئة للرأي العالم "الإسرائيلي" والدولي كخطوة أولية ضرورية للعمل العسكري، وبالتالي فإن الخطاب الإعلامي يولد خشية وتخوف، لكن قد تكون التهديدات تستهدف ردع إيران ولبنان، وتشجع المجتمع الدولي على التدخل أو جعل الحكومة اللبنانية توقف مخطط بناء قواعد عسكرية في سوريا ولبنان، على حد تعبيرها.
وتتساءل الصحيفة، لكن ماذا لو ضاع هذا الافتراض ولم تردع إيران؟ هل ستلتزم "إسرائيل" حين ذلك بالذهاب إلى الحرب؟
قدرة إقناع المجتمع الداخلي
وتطرح هآرتس تساؤلات حول قدرة حكومة الاحتلال على إقناع الجمهور "الإسرائيلي"، في الخطوة المقبلة، وعليها أن تقدم للجمهور تقديرات للموقف فيما يتعلق بالعدد المتوقع من القتلى والأضرار التي ستلحق بالبنية التحتية والأضرار الاقتصادية المقدرة.
الجمهور "الإسرائيلي"، بحسب ما قالت الصحيفة يتمتع يخبرة كافية للتشكيك في تعريف التهديد الذي تتحدث عنه الحكومة "الإسرائيلية"، أو أن يعتمد دون قيد أو شرط على تعريفها لحرب "لا خيار".
استراتجية تحميل المسؤولية
نفتالي بينت، قدم طرحه في التعاطي مع الجبهة الشمالية فى المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومى فى "تل أبيب"، الذي عقد الأسبوع الماضي.
وقال بينت: ينبغي اعتماد استراتيجية تحميل المسؤولية للجهة المسيطرة على الأرض، حين يتم تهديد أمن "إسرائيل" من هذه المناطق، وهذه الاستراتيجية جديرة بالاعتماد فيما يتعلق بحركة حماس في غزة وفيما يتعلق بإيران في سوريا، وإذا وقعت المعركة فى الشمال ستكون واحدة من أكبر المعارك فى تاريخ "إسرائيل" وستضر بالجبهة "الإسرائيلية" بشكل كبير.
فيما ذكرت القناة 13 العبرية أن الجيش "الإسرائيلي" يقوم بعمليات هندسية واسعة النطاق، وذلك من أجل تغيير طوبوغرافية المنطقة على الحدود مع لبنان، من أجل إعاقة أي قوات برية اذا حاولت الوصول للكيان، وذلك بعمل معيقات صناعية بارتفاع 15-20 متراً مزودة بكاميرات مراقبة وقوات حماية، مما يجعل من الصعب على قوة راجلة تجاوزه.
فيما أكد وزير الإسكان في حكومة الاحتلال وعضو الكابينت يوآف غالنت على ضرورة الاستعداد عسكرياً لرد إيراني على إلغاء محتمل للاتفاق النووي، وحذر من إمكانية إيعاز طهران إلى حزب الله بالعمل ضد "إسرائيل" خلال أي صدام بين إيران والولايات المتحدة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك