الجمعة, 19 أبريل 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > وثائق وقرارات دولية

خطة ترامب للسلام من أجل فلسطين هي بالفعل خطة إبادة برأي العرب في البرازيل

فقدت البرازيل مكانتها التقليدية كوسيط جيد ومحايد من خلال دعمها لخطة ترامب. وذلك وفقا لما يراه العرب في البرازيل.

أدى إعلان رئيس الولايات المتحدة ، دونالد ترامب ، عن خطة سلام للنزاع الفلسطيني الصهيوني ، إلى غضب الكثير من الناس ، بمن فيهم ممثلون عن ثلاث منظمات غير حكومية مرتبطة بالبرازيل -فلسطين في المجتمع البرازيلي.
صورة توضح خريطة إسرائيل-فلسطين في إطار خطة السلام الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 
 يقول محمد حبيب ، رئيس معهد الثقافة العربية وأستاذ بجامعة يونيكامب: "هذه الخطة جعلتني حزين للغاية".
 
 وقد انتقد خطة السلام ، التي أعلنها الرئيس ترامب واصفا إياها "صفقة القرن" ، بأنها أحادية الجانب.
 
لا يمكن أن يطلق عليه اسم " اتفاق". لأن الاتفاق هو ما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين وليس مايتم فرضه من جانب واحد! .  تم هذا الاتفاق من قبل من؟  يقول أحمد شحادة ، رئيس معهد برازيل – فلسطين إبراسبال : كان هذا اتفاقًا تم التوصل إليه بشأن فلسطين بدون فلسطينيين وبدون ممثلين عن فلسطين.
 
وقال الدكتور حبيب: "إن تنفيذ هذه الخطة يعني إبادة سكان فلسطين"،  وأضاف : "لن يجلب السلام إلى المنطقة ، ولن يجلب السلام للبشرية جمعاء".
 
 ويوافقهم الرأي أيضا السيد وليد رباح ، رئيس (الاتحاد الفلسطيني في البرازيل). قائلا إنه في العديد من أماكن المنطقة ، الفلسطينيون مهمشون بالفعل ، وتتم معاملتهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
 
" تخطط إسرائيل لإنشاء حي اليهود الكبير لغير اليهود.  هذه ليست خطة سلام ، إنها خطة إبادة "، يقول رباح لصحيفة ريو تايمز.
 
" لن أسميها خطة سلام ، لأن هذه الخطة مسيئة والحكومتين الأمريكية والإسرائيلية متعجرفتان ، ولكنهم يصفونها بخطة سلام! أي سلام هذا ؟! ".
 
وفقًا للأستاذ البالغ من العمر 79 عامًا ، من جذور مصرية ، يتطلع كل من ترامب ونتنياهو إلى الحملات الانتخابية في بلديهما ويواجهان مشاكل شعبية في الداخل.  يريد الاثنان (ترامب ونتنياهو) مكاسب فورية.  إنهم يريدون أن يظهروا نشاطهم كأن يفعلوا شيئًا من أجل السلام في المنطقة.
 
وحسب ماقال الدكتور حبيب فإن هذا ليس سؤالا جديدا.  ففي عام 1947 ، كما يقول ، كان لدى الأمم المتحدة خطة للأرض الفلسطينية.  تضمن مداولات الأمم المتحدة الحقوق لغير اليهود ، لكن خطة ترامب لا تضمن ذلك.
 
"منذ عام 1947 لم تحترم الولايات المتحدة وإسرائيل هذه المداولات (الأمم المتحدة) ، لم يلتزموا قط بقرار الأمم المتحدة لصالح فلسطين".
 
وضع الرئيسان ترامب ونتنياهو خطة يقول الفلسطينيون أنها غير عادلة.
 
 يوضح ممثل الاتحاد الفلسطيني في البرازيل السيد رباح أن خطة ترامب الجديدة هذه تشبه الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة لرئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات خلال قمة كامب ديفيد في عام 2000. "في ذلك الوقت (الرئيس الأمريكي) كلينتون و (رئيس الوزراء الإسرائيلي) اقترح باراك خطة لتخلي فلسطين عن جزء كبير من أراضيها والتخلي عن حقها في العودة مقابل دولة غير متجاورة.  ولكن عرفات رفض على الفور.
 
" إلغاء حق العودة للاجئين ، كما اقترح ترامب ، يعني أنه لا يمكنني العودة إلى مدينتي مرة أخرى.  تم طرد والدي من مدينتي يافا.  هذا سخيف للغاية.  يقول شحادة الذي وافق على التحدث إلى صحيفة "ريو تايمز" على الرغم من أنه لا يزال في المستشفى ، وهو يتعافى من عملية جراحية دقيقة.
 
 بالنسبة إلى الحكومة البرازيلية التي تدعم خطة الرئيس الأمريكي ، يقول الخبراء الثلاثة إن موقف البلاد كان مخيبا للآمال.  بعد ساعات من "خطة السلام" التي أعلنها الرئيس ترامب ، أصدرت حكومة البرازيل مذكرة تؤيد المشروع.
 
 "ترحب الحكومة البرازيلية بخطة السلام والازدهار ، التي قدمها أمس رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ، والتي تضع رؤية واعدة ، بعد أكثر من سبعة عقود من الجهود الفاشلة ، لاستئناف الطريق نحو الحل المنشود  "للصراع الفلسطيني - الصهيوني".
 
وأضاف حبيب "لقد انحازت الحكومة البرازيلية وتوقفت عن اتخاذ مواقف محايدة".
 
 يحاول رباح التقليل من أهمية الدعم بالقول إن كيانه يعتقد أن هذا مجرد رأي لمجموعة صغيرة جدًا في الحكومة البرازيلية.  يقول أنهم "أقلية متطرفة في الحكومة".
 
 لكن البعض الآخر لديه كلمات أقسى بالنسبة لحكومة بولسونارو الحالية وموقفها من فلسطين وشعبها.
 
 لقد كانت البرازيل تحظى باحترام دائم في جميع أنحاء العالم كونها محايدة. ولكنها أصبحت الآن مثل القط المدلل لأمريكا ، تتبع سياسة الأقوياء (الولايات المتحدة).  يقول شحادة: "يجب أن تتوقف البرازيل عن أن تكون حيوانًا أليفًا".
 
 يتذكر الأستاذ حبيب متى كانت البلاد وسيطًا محترمًا.  "شاركت في بعض بعثات البحث عن السلام ، وكان المسؤولون البرازيليون يعاملون دائمًا على أنهم وسطاء يتمتعون باحترام كبير ، وعلى استعداد للاستماع إلى الجانبين".
 
 لمدة ستة أعوام ، قال حبيب إنه عمل مع المسؤولين والطلاب في معهد ريو برانكو ، وهي أكاديمية تعد الدبلوماسيين البرازيليين.  "ذهبنا إلى هناك لمساعدة العاملين في الخدمة الخارجية على أن يظلوا محدثين فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.  لقد ألقينا محاضرات وندوات حول الحقائق الجيوسياسية في المنطقة.  كنت فخورا بمساعدة فيلق الخدمة الخارجية. "
 
 في العام الماضي ، خلال السنة الأولى من رئاسة جايير بولسونارو ، تم إلغاء البرنامج ، كما يقول الأستاذ حبيب مضيفا : "لقد فقدت الحكومة البرازيلية مكانها كوسيط محايد".
 
 يقول رئيس الاتحاد الفلسطيني في البرازيل أن دعم البرازيل للخطة الأمريكية / الإسرائيلية ليس له معنى اقتصاديًا. حيث  "سجلت البرازيل فائضاً مع الدول العربية قدره 5 مليارات دولار في العام الماضي و تصدر فقط ثلث ما يمكن أن تقدمه إلى المنطقة ؛ ويقول رباح إن الحكومة البرازيلية سجلت مع إسرائيل عجزاً تجارياً بقيمة مليار دولار أمريكي.
 
 إن رباح ليس قلقًا على الرغم من ذلك بشأن الشراكات المستقبلية بين البرازيل والدول العربية. ولخص قائلا: "لم تبدأ البرازيل في عام 2019 ؛  لدينا علاقة قوية مع الدول العربية وهم يعلمون أن مجموعة صغيرة واحدة لا تتحدث نيابة عن البلد بأكمله ".
 
وتعبيرا عن عدم موافقتهم على الخطة المقترحة ، يقول رباح إن الاتحاد الفلسطيني في البرازيل سيقوم بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع لإظهار أن "صفقة القرن هي في الواقع صفقة فصل عنصري".
 
وأضاف: "لن يكون للخطة تأثير يأمله (ترامب / نتنياهو).  إنها خطة غير مواتية للفلسطينيين والإسرائيليين ولن يكون هناك سلام".
 
وقال أيضا : "نحن نحارب الإبادة، ونريد لشعبنا أن يكون له الحق في الوجود".
 
 "إذا أصر راعي البقر (ترامب) على عدوانه واستمر في عدوانه ، وحاول هو و نتنياهو فرض منطق رعاة البقر وعصاباتهم فوق منطق العدالة والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، فسوف يقاتل الفلسطينيون حتى النهاية دفاعا عن حقوقهم".  يختتم رئيس معهد البرازيل فلسطين - إبراسبال الدكتور أحمد شحادة.
 
المصدر: لايز ألفيس ، ذا ريو تايمز
ترجمة: معهد البرازيل-فلسطين إبراسبال
 
 
 
 

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.