بكل صلف وإرهاب وغطرسة، أطلق جنود الاحتلال النار صوب عينه وجبينه، وهو عائد من مدرسته في بلدة العيسوية في القدس المحتلة، منتصف فبراير الجاري، لتكون النتيجة الصاعقة؛ "فقدان النظر بالعين اليسرى".

نُقل الطفل المقدسي مالك عيسى (8 سنوات) إلى مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة، لتكون هناك صدمة مهولة.. مالك لن يستطيع الرؤية بعينه اليسرى بعد اليوم بفعل رصاصة إسرائيلية غادرة تسببت بتلف في العين وبعض الكسور في الرأس.

وخضع مالك -مساء أمس الأربعاء- لعملية جراحية هي الثانية في محاولة لإصلاح  الجرح الداخلي الذي تسببت به الإصابة أسفل العين.

محمود عيسى -وهو عم الطفل مالك- يقول: إن الوضع الجسدي والنفسي الذي يعيشه والدا الطفل صعب جداً، ولا ينامان، ويسهران على راحته رغم أنه ما يزال تحت التخدير خوفًا عليه من الأوجاع والآلام التي قد ترافقه في حال كان في كامل وعيه، فمالك فقد بصره.

وأكد أن محققي الاحتلال "حضروا إلى المشفى وأجروا استجواباً لأفراد العائلة لمعرفة التفاصيل كافة التي حصلت في ذلك اليوم، ويحاولون قلب الحقائق، وأن إصابة مالك كانت نتيجة "حجر" وليست "رصاصة".

عم الطفل يفند ما يحاول الاحتلال إدعائه، ويؤكد أنهم يمتلكون الرصاصة التي أصابت مالك. 

يُشار إلى أن مالك كان قد غادر مدرسته في الـ15 من شهر شباط الجاري متوجّهاً مع شقيقتيه إلى منزل جدّه كما جرت العادة في العيساوية، وبعد ذلك تَحضُر والدتهم وتأخذهم إلى المنزل.

نزلوا من الحافلة وذهبوا لمحل بيع “سندويشات”، يقع مقابل منزل جدّهم.

مالك حصل على شطيرته أوّلاً، ووقف أمام المحل منتظراً شقيقتيه، حتى أصابته رصاصة مطاطية إسرائيلية.

أُصيب مالك برصاصة مطاطية في رأسه، أسقطته أرضاً، والدّماء ملأت وجهه، ليتبين بعد ذلك بأنها أصابت جبينه، فوق الأنف تحديداً وقريبة من العين.

وقالت صحيفة هارتس العبرية في تقرير لها، بان شريط فيديو يوثق إخلاء الطفل مالك عيسى بعد إصابته برصاصة مطاطية في العيسوية، قبل أيام، بأن المنطقة لم تكن تشهد أي حادث غير عادي في اللحظة التي أصيب فيها الطفل مالك.

وأشارت الى أنه وعلى عكس ادعاء الشرطي الذي زعم بأنه أطلق النار على الحائط، وقال بأنه يعتقد أن مالك أصيب بحجر، فإن شريط الفيديو الذي يوثق إخلاء الطفل مالك بعد إصابته يظهر بوضوح أهالي المنطقة التي أصيب فيها الطفل وهم في حالة ذعر بعد سماعهم صوت انفجار أو طلقة نارية.

ويجدر ذكره، أنه في الشهور الأخيرة، وثقت التقارير الصحفية والحقوقية إصابات كثيرة برصاص الاحتلال لمواطنين وصحفيين فلسطينيين في العين نجم عنها فقدان البصر، ما يوحي بتعمد إسرائيلي في ذلك.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام