"الصحة العالمية" لـ"المركز": غزة تواجه "كورونا" جيدًا وبحاجة لإمكانات
وصف عبدالناصر صبح، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، الإجراءات المتخذة من وزارة الصحة والمؤسسات الحكومية في القطاع، لمواجهة فيروس كوفيد 19 (كورونا) بـ"الناجحة"، مؤكدًا أن المجتمع الداخلي في القطاع خالٍ من أي حالات مرضية بـ"كورونا".
وأكد صبح، في مقابلة شاملة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" على أن قطاع غزة حتى هذه اللحظة آمن في المجتمع الداخلي، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية تراقب الوضع داخلياً، وإجراءات وزارة الصحة فيما يختص بالحجر الصحي والفحوصات والجهوزية، والأوضاع في المستشفيات والمراكز الصحية.
وقال المسؤول الطبي: "الإجراءات التي تمت في قطاع غزة جيدة، وحتى هذه اللحظة ناجحة في حماية المجتمع من الداخل، خاصة الإجراءات المتخذة على صعيد المعابر والحجر الصحي للعائدين".
وشدد على أن الإصابتين اللتين اكتشفتا في الحجر الصحي لا تشكلان خطراً على القطاع، قائلاً: "هاتين الحالتين مستوردتين، لم تنشأ داخل المجتمع وإنما جاءت مع أشخاص كانوا قد سافروا إلى أماكن يستوطن فيها الفيروس، وبالتالي لا تشكل حتى هذه اللحظة أي خطر على المجتمع الداخلي".
إمكانات يلزمها تطوير
وحول الإمكانات التي توجد في قطاع غزة، أوضح أنه يمكن إجراء الفحوصات المتعلقة بفيروس "كورونا"، عبر الجهاز والمواد الكيميائية المطلوبة لعملها، مؤكداً أنها تكفي حتى الآن لفحص نحو 300 حالة.
وأكد أن غزة لديها المستشفى الميداني في معبر رفح والذي يحتوي على 40 سريراً منهم 6 للعناية المركزة، والذي يرقد فيه الشخصين اللذين اكتشف إصابتهما بـ "كورونا".
وأشار إلى أن إحدى الفجوات التي يعاني منها القطاع عدم توفر أسرة عناية مركزة، وأجهزة تنفس صناعي، تكفي لمئات الحالات حال وجودت في القطاع، مشدداً أن القطاع لديه القدرة فقط على التعامل مع 100 حالة فقط.
واستدرك حديثه: "إذا أصبح لدينا 500 حالة أو ألف، فنحن بحاجة لأعداد كافية من أجهزة التنفس الصناعي وأسرة العناية المركزة، وهذا غير متوفر، ومن هنا نلتمس أن القطاع سيواجه تحديا في مواجهة كورونا".
وذكر صبح أن منظمة الصحة العالمية ستورد خلال الأيام القادمة مستلزمات تساعد على فحص أكثر من ألف عينة إذا احتاج الأمر، مجدداً التأكيد أن "المجتمع الداخلي في غزة لم يسجل أي حالة".
وأضاف: "بخصوص المواد الأخرى والتجهيزات وجهوزية المستشفيات لاحتواء أي أعداد من المصابين فإنها حتى هذه اللحظة تمكن القطاع من مواجهة أول 100 حالة مصابة بـ"كورونا" بنجاح"، حال وقعت الإصابات، وهو ما نأمل ألا يحدث".
تحذير خطير
وحذر المسؤول الطبي: "إذا ما زادت الحالات إلى المئات يستوجب تدخل المؤسسات الدولية والأممية لمساندة القطاع وإعداده"، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية لا تنتظر اللحظة التي يكون فيها القطاع بحاجة إلى هذه الأمور.
وقال: "منذ أسبوعين والمؤسسات الطبية والدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية تعمل على تجييش الأموال والإعداد لمواجهة هذا الفيروس، ووضعنا خطة لتمكين القطاع بجميع المتطلبات والمعدات وملابس واقية وما إلى ذلك، حتى إذا ما سمح الله وانتشر الفيروس أن يكون لديها الجهوزية للتعامل مع المرض".
فرض حظر التجوال
وحول مرحلة فرض منع التجوال في قطاع غزة، فقد أكد صبح أنه "لا يلزمنا حظر تجوال في قطاع غزة خلال هذه الفترة الحالية، لأن المجتمعات الداخلية خالية من انتشار الفيروس".
وأضاف: "نعد حالنا أننا لم نسجل أي حالة في قطاع غزة ووجود الحالات واكتشافها في الحجر الصحي هذا لا يعني أن مجتمعاتنا فيها أي حالة، لأنها هي حالات مستوردة".
وأوضح أنه لم نجد التزاماً في عدم التجمهر واستمرار التجمعات في الصالات وإقامة الحفلات والمقاهي وما إلى ذلك، فقد يكون أحد الإجراءات أن ينظر في منع التجول وتطبيقه من قبل الجهات المختصة.
وأشار إلى أن ذلك يعتمد على مدى التزام الناس وشعورهم بالمسؤولية قائلاً: "كل الدول التي وصلت لهذه المرحلة جاءت بسبب أن الناس لم تلتزم ولم تعِ خطورة الموقف اذا ما استهترنا بـ"فيروس كورونا" وتأثيره على المجتمع".
المصابان بحالة جيدة
وأشار إلى أنه زار الحالتين المصابتين في المستشفى الميداني في معبر رفح، قائلاً: "كنت في زيارة للمكان أمس، وهما بصحة جيدة جداً وليس لديهما أعراض وهما معزولان حتى لا يختلطوا بآخرين، ولا ينقل الفيروس لهم".
وأكد أنه لم تظهر عليهم أي أعراض، مبينا أن "الفيروس إذا أصاب 100 شخص منهم 80 لن يتأثروا به، و40 لن يشعروا به أصلاً، يكون قد جاءهم وخرج منهم وهم لم يشعروا به أصلاً والـ40 الآخرين تظهر عليهم أعراض طفيفة جداً مثل زيادة في درجة الحرارة".
وتابع: "هؤلاء قد يتناولوا أكامول، ولا يشعروا بأي شيء آخر، وإن آخر 20 منهم 15 سيدخلوا المستشفى لأنه لديهم ضيق في النفس ويحتاجون إلى أكسجين وعلاجات لبعض الأيام".
تعليمات وتوجيهات
وحول الرسالة التي توجهها منظمة الصحة العالمية لأهالي قطاع غزة وكل العالم، فقد أكد صبح أنه إذا "أردنا أن ننجح يجب أن ندرك جميعاً بأن المسؤولية ليست مسؤولية وزارة الصحة فقط وهي مسؤولية الجميع المواطن قبل المسؤول، والصغير قبل الكبير".
ودعا إلى ضرورة التزام الجميع في التعليمات التي تصدر من منظمة الحصة العالمية أو وزارة الصحة، موجهاً عدداً منها والتي تشمل الآتي:
المحافظة على النظافة الشخصية بغسل الأيدي مرات عديدة في نفس اليوم، والإكثار منها في حال ملامسة الأسطح صلبة مثل المكاتب والكراسي والطاولات، وضرورة تطهير هذه الأسطح وغسل اليدين باستمرار أو تطهيرهم بالكحول ومواد التعقيم، للمحافظة على اليدين التي قد تحمل الفيروس حتى لا تصل إلى الفم أو الأنف، وبالتالي لا نصاب
يجب مراعاة آداب السعال أو العطس من خلال استخدام المناديل أو العطس في الكوع حتى لا ينتشر الرذاذ.
تجنب الأماكن المزدحمة والأسواق والسوبر ماركت المزدحم وما إلى ذلك، لأنه قد يكون فيه شخص مصاب قد ينقل العدوى لعدد كبير من الناس.
وأشار صبح إلى أن خطورة الفيروس ليس في قوته، قائلاً: "هو ليس من أقوى الفيروسات الأخرى مثل فيروس الانفلونزا الذي يصاب به كثير من الناس وتمر فيه وتشفى منه، لكن خطورته في شغلتين".
وأوضح أن الخطورة تكمن في أن هذا الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ بالسعال أو الحديث أو العطس والرذاذ يعيش في الأسطح التي يسقط عليها، وقد يعيش لأيام.
وأشار إلى أنه قد يصيب الفيروس شخص بعد يوم أو يومين إذا ما لامس السطح الذي نزل عليه الرذاذ، داعياً الجميع لتنظيف الأماكن باستمرار ولتطهير البيت وغسل اليدين، والالتزام بالآداب العامة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة.
وقال: "بهذه الطريقة سنحافظ إذا ما انتشر الفيروس أن ينتشر بوتيرة صغيرة يستطيع الجهاز الصحي أن يتعامل معه بسهولة ولا تشكل عبئ على النظام الصحي لدينا".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك