الأربعاء, 24 أبريل 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > الإرهاب الإسرائيلي

سياسة الجبابرة الإسرائيليين تقتل الفلسطينيين بفيروس كورونا كوفيد 19

فرانسروسي كامبوس باربوزا

نعلم أنه في هذه الأيام من وباء كورونا العالمي فإن البعض سيموتون قبل الآخرين، وهناك مجموعات تتعرض للخطر والعنف اليومي، كما هو الحال في فلسطين التي يحتلها الصهاينة وينتهكون حقوق الإنسان فيها، لأن  "إسرائيل" تلك الدولة العنصرية التي لطالما كانت كذلك على مر العقود. يثبت الفيلسوف الكاميروني أخيل مبيمبي في كتابه "Necropolitics" ، في مقال تم نشره عام 2006 في مجلة Raisons Politiques ، "أن أقصى تعبير عن السيادة يكمن إلى حد كبير في القدرة على إملاء من يستطيع العيش ومن يجب أن يموت". وهكذا فإن "إسرائيل" كانت السبب في موت آلاف الفلسطينيين منذ عقود، ولن يكون هناك اختلاف في هذا الوقت عندما يواجه العالم جائحة مثل هذا الفيروس.
 
 
في الأيام القليلة الماضية، قرأنا قصصًا تحكي عن تقارب مفترض بين "إسرائيل" وفلسطين في هذه الفترة التي ينتشر فيها فيروس كورونا. ولكن هذه معلومات خاطئة. حيث أكدت مصادر ثقة من الأشخاص المقيمين في فلسطين أن الحالات الأولى للإصابة قد حصلت في "إسرائيل" ولم يقوموا باتخاذ أية إجراءات وقائية، ولكن على العكس تماما، فبعد إصابة الفلسطينيين العاملين في "إسرائيل" قاموا بإعادتهم إلى نقاط التفتيش، دون تقديم أي نوع من المساعدة أو الوقاية لهم.
 
 
وأما الحادثة التي عثر فيها على رجل فلسطيني ملقى على الأرض خارج قرية بيت سيرا غرب رام الله، حيث تركه صاحب العمل الإسرائيلي مرميا دون رحمة. ومن المعروف أن العديد من العمال الفلسطينيين يعملون في الأراضي المحتلة بشرط أن لا يغادروا الأراضي المحتلة. ولكن عند ظهور أدنى علامات الحمى عليهم، يتركون ليلاقوا مصيرهم مع الجنود الإسرائيليين. دون أدنى شعور بالمسؤولية من جانب أرباب العمل ولا أي تعاطف معهم ولا إنسانية ولا احترام. هل هذا مصير الفلسطينيين؟! هل عندما لا يموت الفلسطينيون بسبب الرصاص والقنابل التي يطلقها الجنود الإسرائيليون، فإن الأمر سيؤول بهم إلى الموت من الجوع (لأنهم لا يستطيعون العثور على عمل) أو أن يموتوا من فيروس كورونا؟ّ!
 
 
التخلي عن شخص مريض، وتركه مرميًّا على الأرض بمجرد الاشتباه بمرضه بفيروس كورونا، يعيدنا إلى السؤال الذي طرحه مبيمبي: "إذا كان مفهوم السياسة الاقتصادية والعنصرية كافياً لفهم سياسة الاحتلال العنصرية، فلا بد مواجهة العدو وخاصة عندما يتعلق الأمر بانتهاك حقوق الفلسطينيين. "قوة البقاء" هي أطروحة ما بعد الاستعمار تقوم على افتراضات نقد الاستعمار، وفلسطين المحتلة اليوم هي نتيجة هذا الاستعمار العنصري والإبادة الجماعية التي روج له المحتلون الصهاينة ضد الفلسطينيين. 
 
 
من المهم أن نسلط الضوء على السياسة الإجرامية والعنصرية التي يقوم الاحتلال بحق الفلسطينيين. والدمار والقتل الذي يقوم به الاحتلال بمختلف الطرق التي تعرض الشعب الفلسطيني لظروف معيشية صعبة حيث يتعرض عدد كبير من السكان لظروف معيشية تمنحهم صفة " الأموات الأحياء".
 
 
أبلغني أحد سكان الضفة الغربية أنه في الخطب الإسرائيلية يقولون أن مدينة بيت لحم هي جزء من إسرائيل، ولكن عندما يتعلق الأمر بكوفيد 19 ، فإن الحكومة الفلسطينية هي المسؤولة عن حلها. ويقولون إن الفيروس انتشر بسرعة، لأن إسرائيل لم تغلق الحدود أو تحدد أي نوع من الحجر الصحي. لقد تدهور الوضع في الأيام الأخيرة، فهناك ما لا يقل عن 43 أسيرة فلسطينية محتجزة في السجون، يقبعن في ظروف صعبة دون إجراءات لمنع فيروس كورونا. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن إسرائيل هي المسؤول الأول الذي يجب أن يتحمل مسؤولية قضية كوفيد 19 في فلسطين ؛ والثاني هو حكومة فلسطين ؛ وثالثاً ، حماس. ولكننا نعلم جيدًا أن إسرائيل تواصل انتهاك حقوق الفلسطينيين ولا تهتم بحياتهم.
 
 
حياة الفلسطينيين مهمة! أجل. ومن الضروري أن نكون حذرين جدا لأن كل إنسان يجب أن يعامل بكرامة. و إن احتلال فلسطين هو نتيجة الفصل بين السياسة الحيوية وسياسة الأقوى والأعنف.  حيث أن ممارسة الاضطهاد على الجثث الفلسطينية التي تركت للموت ، إنما هو جانب آخر من الرعب الشنيع للسياسة التي تتبعها إسرائيل ، والذي يشكل فصلا عنصريا يعاني منه الشعب الفلسطيني بشكل يومي ومستمر ، والذي يتم في شكل حظر على الوصول إلى بعض المستوطنات ، وحظر دخول المساعدات الإنسانية والأدوية إلى غزة، وحظر ممارسة حق أساسي لأي إنسان ، حيث تتوزع أكثر من 500 نقطة تفتيش مسلحة وجاهزة لتقييد حركة الفلسطينيين.
 
فرانسروسي كامبوس باربوزا أستاذة في قسم علم النفس في كلية ريبيراو بريتو للفلسفة والعلوم والآداب في جامعة ساوباولو،   درست علم الأنثروبولوجيا ، وتخرجت من جامعة أوكسفورد فيما بعد الدكتوراه. منسقة مجموعة الأنثروبولوجيا في السياق العربي والإسلامي GRACIAS ، عضوة  في المجلس الأكاديمي لمعهد البرازيل فلسطين إبراسبال

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.