سلطات الاحتلال تواصل المماطلة في اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي “كورونا” بين الأسرى
لا تزال سلطات الاحتلال تماطل في اتخاذ الإجراءات الاحترازية الوقائية من فيروس كورونا، خاصة في سجن “عوفر”، بعد الكشف عن إصابة أسير محرر أطلق سراحه قبل أيام بالفيروس، وثبت أنه خالط قبل الخروج من المعتقل عددا من الأسرى الفلسطينيين، فيما تسود بقية السجون حالة غضب شديدة، خشية من تفشي الفيروس القاتل في صفوف الأسرى، لا سيما وأن تلك السجون باتت بيئة خصبة لتفشي المرض، لعدم ملائمتها لظروف الحياة.
وعلى الرغم من الاحتجاجات التي قام بها الأسرى، خلال اليومين الماضيين، وتهديدهم بتصعيد الفعاليات، لمطالبة إدارة السجون باتباع الإجراءات الوقائية اللازمة بعد الكشف عن إصابة أحد زملائهم الذين أطلق سراحهم بالفيروس، إلا أن سلطات الاحتلال وعدت بعد حجر تسعة من المخالطين، بإجراء الفحوصات الخاصة بالفيروس يوم الأحد القادم.
وطالب نادي الأسير الفلسطيني، منظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر الدولي، بمتابعة أوضاع الأسرى التسعة الذين تقرر عزلهم في سجن “عوفر”، لثبوت اختلاطهم بالأسير محرر المصاب نور الدين صرصور.
وبين نادي الأسير، أن عملية الحجر جاءت بعد احتجاجات نفذها أسرى قسم (14) في سجن “عوفر”، حيث أرجعوا وجبات الطعام، وذلك احتجاجاً على استمرار مماطلة إدارة السجن في أخذ عينات منهم، مشيراً إلى أن الإدارة قدمت تعهداً للأسرى بأخذ عينات من الأسرى التسعة الذين تم حجرهم، يوم الأحد القادم.
وأضاف النادي في بيانه: “لا نثق بما يصدر من تصريحات من إدارة سجون الاحتلال حول أوضاع أبنائنا الأسرى، الأمر الذي يتطلب وبشكل عاجل أن تطلع جهة دولية محايدة على نتائج عينات الأسرى، إن التزمت إدارة السجون بتعهدها بأخذ عينات لهم”.
وكان عشرة أسرى يقبعون في سجن “ريمون” أعلنوا الخميس البدء بخوض إضراب مفتوح عن الطعام، رفضاً لاستمرار عزل الأسيرين، عمر خرواط، وحاتم القواسمة، ورفضاً لإجراءات إدارة السجون التي فرضتها على الأسرى مؤخراً، واستمرارها بالمماطلة في توفير التدابير اللازمة لمنع انتشار عدوى فيروس “كورونا”.
وأكد الأسرى أنه وفي حال استمرت الإدارة على موقفها سينضم أسرى آخرون للإضراب.
جدير ذكره أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قالت إن جلسة تفاهمات عُقدت بين ممثلي الأسرى في معتقل “النقب” وإدارة السجن، والتي انتهت بتعهد الإدارة بالبدء بتطبيق بعض الإجراءات الوقائية في أقسام معتقل “النقب”، وتعميمها بعد ذلك على بقية الأقسام في السجون، وذلك لمنع تفشي وباء “كورونا” بين الأسرى.
وذكر أنه خلال جلسة اليوم تعهدت إدارة معتقل “النقب” بالبدء بتعقيم عربات نقل الأسرى، والقيام بحجر أي أسير يجري اعتقاله حديثا بشكل احترازي لمدة 14 يوما، قبل إدخاله للأقسام، كما تطرقت التفاهمات إلى اتفاق يقضي بأن يكون فحص النوافذ للأسرى والذي يجري مرتين خلال اليوم، بحيث يكون الفحص الأول من داخل الغرف، والثاني من الخارج دون دخول السجانين للأقسام، وذلك لمنع اختلاط الأسرى بالسجانين قدر الإمكان.
وناشدت هيئة الأسرى منظمةَ الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية والقانونية بضرورة التدخل الفوري والضغط على حكومة الاحتلال لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة والصحيحة بشكل فعلي، والتي من شأنها أن تمنع انتشار الفيروس بين صفوف الأسرى وبالتالي إنقاذ حياتهم.
المصدر: القدس العربي
اكتب تعليقك