تم التأكيد على حق العودة 135 مرة في الأمم المتحدة.. والإقرار بيهودية الدولة انتحار سياسي
أكد الدكتور سلمان أبو ستة، رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، على أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين "مقدس وقانوني وممكن الحدوث".
وأضاف "أبو ستة"، في حوار خاص مع "قدس برس"، بأن "القانون الدولي واضح في هذا المجال والقرار 194 لعام 1948، يقر بحق العودة إلى الأماكن الأصلية، وتم التأكيد عليه 135 مرة في كل دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولجانها المعنية، ليسجل سابقة لم تشمل أي قرار آخر".
واستبعد قبول أي قائد فلسطيني، بالمطلب الإسرائيلي حول "يهودية الدولة"، لأن ذلك يعني بكل بساطة أن أي وجود غير يهودي "في دولة اليهود" يصبح غير شرعي، وأن الفلسطينيين يتحولون إلى محتلين، وفق "أبو ستة".
ويؤكد المؤرخ الفلسطيني، أن "الاعتراف بيهودية الدولة انتحار سياسي جماعي، لا يستطيع أحد أن يقدم عليه، أو يفكر بالقبول به، وكان على القيادة الفلسطينية أن ترد على هذا الطلب التعجيزي بطلب محق، وهو أن تعترف "إسرائيل" بالمسؤولية القانونية، والأخلاقية عن نكبة فلسطين عام 1948".
وتالياً نص المقابلة مع المؤرخ الفلسطيني، رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الدكتور سلمان أبو ستة:.
- في ذكرى النكبة الفلسطينية الـ72، هناك مؤامرة واضحة تستهدف حق العودة للاجئين، وتعمل على توطينهم في أماكن تواجدهم، هل من الممكن حدوث ذلك؟
حق العودة للاجئين الفلسطينيين "مقدس وقانوني وممكن الحدوث"، وأنا قمت بتأليف كتاب في العام 2001، حول هذا الشأن، وبالتالي حق العودة ثابت ولا يموت بالتقادم، سيما وأن القانون الدولي واضح في هذا المجال والقرار 194 لعام 1948 يقر بحق العودة إلى الأماكن الأصلية، أكثر من ذلك، فقد تم التأكيد على هذا القرار 135 مرة في كل دورات الجمعية العامة، ولجانها المعنية ليسجل سابقة لم تشمل أي قرار آخر.
أيضا، لاحظ معي، أنه كان تعدادنا كفلسطينيين عام 48، مليونا ونصف المليون، واليوم وصل عدد الفلسطينيين في الداخل والشتات إلى 13 مليونًا، وعام 2030 سيكون عددنا 18 مليونا، وبالتالي ليس لنا خيار إلا بالعودة إلى أرضنا، التي حتماً سنستعيدها.
وأنا هنا أود أن أؤكد على مسألة في غاية الأهمية، وهي أن نحو 85% من السكان اليهود يسكنون في ثلاث مدن رئيسية بفلسطين التاريخية، هي "تل أبيب" والقدس الغربية وحيفا، وهي لا تشكل إلا 17% من مساحة دولة الاحتلال، ومعظم القرى والبلدات العربية المهدمة والمطموسة المعالم، إما غير آهلة أبدا، أو يسكن بعضها تجمعات بين 50 إلى 300 شخص، وبالتالي إن طبق قرار حق العودة الآن، فمعظم اللاجئين سيعودون إلى مناطقهم الأصلية أو قريباً منها.
- الحديث الصهيوني عن يهودية الدولة، هل تراه يقوض وينهي قضية عودة اللاجئين إلى ديارهم؟
أولاً، الحديث عن يهودية الدولة أمر ليس بجديد، وتم طلبه أول مرة في العام 2008، كوسيلة للتملص من المفاوضات وتحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية، لأن حكومة نتنياهو تعلم جيداً أن من المستحيل القبول به.
كما أنه لا يستطيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أو أي قائد فلسطيني، القبول بالمطلب الإسرائيلي حول يهودية الدولة، لأن ذلك يعني بكل بساطة، أن أي وجود غير يهودي "في دولة اليهود" يصبح غير شرعي، وأن الفلسطينيين يتحولون إلى محتلين، وأن عودة اللاجئين تصبح ملغية، فكيف يعودون إلى بلد يهودي، وهم ليسوا يهودا؟
وعليه أقول، إن الاعتراف بيهودية الدولة انتحار سياسي جماعي لا يستطيع أحد أن يقدم عليه، أو يفكر بالقبول به، وكان على القيادة الفلسطينية أن ترد على هذا الطلب التعجيزي بطلب محق، وهو أن تعترف "إسرائيل" بالمسؤولية القانونية، والأخلاقية عن نكبة فلسطين عام 1948.
- ما هو المطلوب برأيك لإحياء قضية عودة اللاجئين إلى ديارهم؟
المطلوب شيء كثير، يجب أن نصبح فاعلين ومشاركين في عملية النهوض لدعم القضية الفلسطينية، علينا أن نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية، علينا أن نبدأ بعائلاتنا وأولادنا، وعلى الفلسطينيين أن يفّعلوا النشاطات والفعاليات المختلفة التي تؤكد على حق العودة، يجب أن يكون صوتكم عالياً ضد مؤامرات التفريط والمساومة، وعلى رأسها صفقة القرن الأمريكية.
- ماذا تقول للشعب الفلسطيني في ذكرى نكبته الـ 72؟
أقول لكل الفلسطينيين يجب أن تظلوا طليعة النضال، وشعلة الصمود والتحدي والإصرار، إلى أن تتحقق العودة الشاملة إلى كل فلسطين، وكما يقول المثل العربي "ما ضاع حق وراءه مطالب"، وليس بعد الله، إلا الرهان على أنصارنا، ومؤيدينا من الشعوب العربية والإسلامية، وشرفاء العالم.
المصدر: قدس برس
اكتب تعليقك