“صفقة القرن” واستشهاد إياد الحلاق في لبّ التحريض الإعلاميّ الإسرائيلي على الفلسطينيين
أصدر إعلام، المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث في مدينة الناصرة داخل أراضي 48، تقريرا كميا يرصد خطاب التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ضمن مشروع “الرصد”، يظهر أن “صفقة القرن” واستشهاد إياد الحلاق يقعان في لبّ التحريض الإعلاميّ الإسرائيلي.
تضمّن البحث رصدًا للصحافة المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، بالإضافة إلى تعقب صفحات سياسيّين وإعلاميّين إسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر).
يتطرّق التقرير الكمي لشهر أيّار من العام الجاري، حيث تم رصد 91 حالة تحريض وعنصرية ضد المجتمع الفلسطيني على طرفي الخط الأخضر. يتبين من النتائج أن المنصة الأكثر تحريضًا على الفلسطينيين هي صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية التي تعتبر بوقا شخصيا لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والتي توزّع مجانا في جميع البلدات اليهودية، بنسبة 41% (37 من مجمل الحالات)، تليها شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بنسبة 20%، صحيفة “مكور ريشون” بنسبة 11%، وأخيرا صحيفة “معاريف” بنسبة 10%.
وحسب تقرير “إعلام” تتغيّر الجهات المستهدفة في الإعلام الإسرائيلي وفقا للتطورات الأمنية والسياسية على الساحة الإسرائيليّة فقد تميّز شهر مايو/ أيّار الأخير بتزايد خطاب فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار تطبيقا لمشروع الضم المعروف بـ “صفقة القرن”. كما عجّ الإعلام الإسرائيلي خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر بمقالات محرّضة على المقارنة التي أقدم عليها الفلسطينيون بين استشهاد الشاب إياد الحلاق في القدس المحتلة على يد رجال الشرطة الإسرائيلية وبين الشاب الأمريكي الأسمر جورج فلويد والذي قتل في مدينة منيابوليس في الولايات المتحدة على يد رجل شرطة.
ويتبيّن من نتائج الرصد أن المجتمع الفلسطيني كـشريحة واحدة هو الأكثر استهدافًا وتحريضًا في الإعلام الإسرائيلي، لشهر مايو/أيّار، بنسبة 39% من مجمل الحالات (35 حالة)، تليه السلطة الفلسطينية بنسبة 28%، خطاب فرض السيادة بنسبة 24%، والرئيس الفلسطيني بنسبة 13% من مجمل الحالات.
كما تطرّق البحث، أيضا، إلى أن نوعية التحريض المتّبعة في المقالات والتقارير الإخبارية متنوعة؛ بعضها يشرعن العقوبات الجماعية واستعمال القوّة ضد الفلسطينيين، بعضها الآخر يقوم بـشيطنة الفلسطينيين واستعمال أسلوب التعميم، منوها لوجود مقالات تقوم بنزع الشرعيّة عن الفلسطينيين وقياداتهم، وبعض المقالات تبرز فيها الفوقيّة العرقيّة اليهوديّة، واستخدام خطاب العنصرية وتصوير إسرائيل بدور الضحيّة.
كذلك أظهرت نتائج البحث أيضًا أن أسلوب التحريض الأكثر اتبّاعا في الإعلام الإسرائيلي لهذا الشهر هو خطاب العنصرية بنسبة 77% (70 من مجمل المقالات)، يليه استخدام خطاب نزع الشرعية بنسبة 75% (68)، أما تصوير إسرائيل بدور الضحية فقد استعمل بنسبة 52% (47)، والفوقية العرقية بنسبة 47% (43)، والشيطنة والتعميم بنسبة 30% (27). ويوضح مركز “إعلام” أن غالبية المقالات المنشورة في وسائل الإعلام العبرية تحتوي على أكثر من نوع تحريضِ واحدِ في نفس المقال الواحد.
المصدر: القدس العربي
اكتب تعليقك