الخميس, 28 مارس 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > الإرهاب الإسرائيلي

الأسير عاصم البرغوثي.. رسائل من قاعة المحكمة

وقف الأسير عاصم البرغوثي ثابتا وهو يتوجه إلى قاعة المحكمة بانتظار حكمه المحدد مسبقا بالسجن المؤبد أربع مرات، قدم من خلالها رسائل واضحة للثبات وعدم الاستكانة حملت معاني كثيرة، سيما وأنها تزامنت مع مخططات الاحتلال لضم مناطق (ج) في الضفة الغربية وحالة الضعف العامة الناجمة عن التعامل معها.

ولم تكن نظراته الحادة رسالته الوحيدة في قاعة المحكمة، إذ أن إطلاقه التهديد لضباط المحكمة كان دليلا أكبر على عدم استكانته، وهو ما أكدته والدته لمراسلنا حين أشارت إلى فخرها بجواب ابنها عاصم لضابط الاحتلال.

وطلب الضابط من عاصم ألا يطلق التصريحات في قاعة المحكمة لأن عائلات الجنود القتلى متواجدون في القاعدة فقال له؛ "لا يهمني شيء، وإن نطق أحدهم بكلمة؛ سأخرج من قفص المحكمة وأخمدهم بطريقتي".

ولا تكترث أم عاصف والدة الأسير بالحكم في حديثها لمراسلنا، حيث أكدت ثقتها التامة بأن المقاومة قادرة على إخراجه خلال وقت قريب، عادًّة أن الحكم لا يعني للعائلة أي شيء.

وبدت أم عاصف ثابتة وغير مكترثة بما جرى، عادًّة أن ما يجري هو ثمن طبيعي يدفعه كل من ينخرط في مقاومة الاحتلال، وكعائلة مضحية فهي غير نادمة على ما قدمته في سبيل دحر الاحتلال.

ورأت أنه من الطبيعي أن جنود الاحتلال الملتفين حول عاصف هم من يرتجفون وليس هو، "لأن الأسير صاحب قضية محقة؛ فيما هم محتلون ومجرمون وقتلة، وهم من يجب أن يخافوا وليس صاحب الحق".

وتعرف شخصية الأسير عاصم وفق من عاصروه في السجون بالقوة والصلابة في التعامل مع الاحتلال؛ فهو لا يقبل المهادنة، وهو ما جعل مخابرات الاحتلال تتعامل معه بمنطق انتقامي لمعرفتها المسبقة بشخصيته، ولكنها لم تتمكن من كسره.

وتكررت مواقف عاصم أمام قضاة الاحتلال خلال جلسات حكمه السابقة حتى الجلسة الأخيرة للنطق بالحكم.

ففي جلسة المحاكمة الأولى، وحين تلا القاضي لائحة الاتهام، وقف عاصم وقال له: "أذكرك أنني لم أقتل جنودك وهم داخل منازلهم، بل هم من أتوا ليضيقوا حياتنا".

وأقر وقتها بما قام به، عادًّا إياه عملا مشروعا وطبيعيا أمام انتهاكات جنود الاحتلال.

وأكدت والدته التي حضرت جلسات محاكمته كافة، أنها لا تنتظر خبرا جيدا من الاحتلال، فالعائلة لم تر من سلطات الاحتلال على أكثر من أربعين عاما سوى الملاحقة والاعتقال والقتل، حيث بات التنقل على عتبات السجون جزءا من حياة العائلة.

وتبدي أم عاصف ثقة كبيرة بأن اعتقال عاصم لن يطول، مشيرة إلى أنها انتظرته في المرة الأول 11 عاما قبل أن يخرج من سجنه ويتزوج ليعتقل بعد أقل من عام من ذلك الاعتقال الطويل.

وتتهم نيابة الاحتلال عاصم بتنفيذ عمليتين، إحداها أوقعت تسع إصابات بين جنود الاحتلال نفذها برفقة أخيه الشهيد صالح عند مستوطنة عوفرا، والثانية قتل بها ثلاثة جنودٍ، ونفذها بمفرده عند مستوطنة جفعات آساف بعد ساعات من اغتيال شقيقه.

وكانت وسائل إعلام الاحتلال، وصفت منفذ عملية قتل الجنود الثلاثة بأنه "غير عادي" وغير مسبوق أن يقوم شخص بهذه الجرأة ويترجل ويقتل جنودا من مسافة صفر، ويستولي على أسلحتهم ويغادر المنطقة منفردا.

ولا يعدُّ ذلك غريبا على عائلة المناضل الكبير أبو عاصف البرغوثي الذي قضى قرابة ثلاثة عقود من حياته في سجون الاحتلال، وطال الاعتقال أبناءه  ليرتقي صالح شهيدا، ويعاد اعتقال عاصم، وعمهم الأسير نائل البرغوثي بات أقدم أسير في العالم.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.