أشاد الباحث المختص في الشؤون الأوربية حسام شاكر، بقرار محكمة روما المنطوق بإدانة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية "راي" (Rai) التي ادعت في مايو/أيار الماضي أن القدس عاصمة "إسرائيل"، مؤكّداً أنّ هذا القرار يمثل تطوراً مشجعاً للحملات والجهود والمؤسسات التي تعمل على إنصاف قضية فلسطين.

وقال شاكر في مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الجمعة، إنّ هذه القضية "تؤكد أهمية الجهود المدنية والقانونية التي تلاحق المزاعم الدعائية التي تؤيد الاحتلال".

ودعا إلى ضرورة عدم التساهل مع الخطابات الإعلامية التي تقوم بالترويج للاحتلال وتتساهل معه وتحاول أن تمرر بعض الرسائل المضللة للجمهور في أوروبا وخارجها بشأن الوقائع على الأرض في فلسطين المحتلة.

رسائل مهمة
وهذه هي المرة الأولى التي تقضي فيها محكمة أوروبية بشأن الوضعية القانونية للقدس المحتلة، حيث بين المختص في الشأن الأوروبي أنّ هذه القضية تؤكد جملة من الرسائل منها أهمية الجهود المبذولة المدنية والقانونية في الملاحقة والتحقق فيما يتعلق بتفاصيل القضية الفلسطينية وتطوراتها، كما تؤكد هذه القضية أن خيار أدوات دولة القانون تبقى مهمة جداً ضمن مجمل أدوات العمل لأجل فلسطين ونصرة الحقوق والعدالة.

وأشار شاكر إلى أنّ الخطابات والتداول الإعلامي يحتاج إلى كثير من المتابعة والتدقيق والعيون الفاحصة لأجل محاصرة المزاعم الدعائية المضللة.

وأضاف: "هذه القضية تؤكد أن هناك أدوات في أيدي مؤيدي الحق الفلسطيني يمكن الاستفادة منها واستثمارها حتى لا يتم الذهاب بعيداً من قبل وسائل الإعلام أو بعض المضامين الإعلامية والصحافية في بيئات عدة حول العالم"، لافتاً إلى أنّها ستفتح أفقاً متجدداً بأنه بالإمكان ممارسة ضغوط مناوئة للاحتلال ومصالحه الدعائية في أماكن عدة.

ويعتقد الباحث في الشأن الأوربي، أنّ هذا القرار القضائي له انعكاس مهم جداً مستقبلاً على مضامين إعلامية عدة، ليس فقط في ايطاليا بل في بلدان أخرى أيضاً.

وتابع: "وهو يمثل بكل تأكيد تطوراً مشجعاً للحملات والجهود والمؤسسات التي تعمل على إنصاف قضية فلسطين وهو تطور مهم جداً في البيئة الإيطالية بشكل خاص التي عرفته بمضامين إعلامية منحازة للاحتلال في بعض وسائلها خلافاً للمزاج العام للجمهور الإيطالي الذي عبّر عن تضامن متواصل مع القضية الفلسطينية".

ووصلت القضية المذكورة إلى القضاء بعد أن قدمت منظمتان فلسطينيتان في إيطاليا طعنا تطالبان فيه المحكمة بإدانة المؤسسة الإعلامية الإيطالية الرسمية وإجبارها على أن تصحح خطأها، وفقًا لقناة الجزيرة.

واستندت القاضية شيشيليا براتيزي في منطوقها على الشرعية الدولية والعديد من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي أدانت فيها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بما فيها شرقي القدس.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام