السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

الصفحة الرئيسية > المشاركات > الإرهاب الإسرائيلي

الأسير داوود الخطيب… استشهد بجلطة وهو مكبل اليدين وقبل 4 أشهر من انتهاء محكوميته بـ 18 عاما ـ

لم يحقق الأسير الفلسطيني داوود الخطيب حلمه الذي كان يشارف على أن يصبح واقعا، بأن يتنفس الحرية، ويخرج إلى الفضاء الرحب تاركا غرفة السجن الإسرائيلي التي تحيط بها البوابات والقضبان الحديدية، ليضم عائلته بين أحضانه، فسقط في سجنه مفارقا الحياة، ملتحقا بقافلة طويلة من الأسرى الشهداء الذين قضوا بفعل سياسات السجان القمعية.

أربعة أشهر هي ما تبقى من حكم الأسير الخطيب ذي الـ (44 عاما)، ليغادر سجنه الذي زجته فيه سلطات الاحتلال منذ 18 عاما مضت، غير أنه غادر الحياة إلى الأبد، تاركا أحلامه وأحلام أسرته التي كانت تعد الأيام المتبقية على أسره بالدقيقة، استعدادا لبدء الأفراح ابتهاجا بعودته إلى أحضانها، غير أن انتظار الأفراح تحول إلى أتراح، بعد تلقيها نبأ وفاته المفاجئ.
وأعلن ليل الأربعاء، عن استشهاد الأسير داوود طلعت الخطيب، من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة في سجن “عوفر” الإسرائيلي، وهو سجن يشتكي الأسرى فيه من إجراءاته المشددة والغليظة التي تحرمهم من كل مقومات الحياة.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن استشهاد الأسير الخطيب والمحكوم بـ 18 عاما، في ذلك السجن الإسرائيلي القريب من مدينة رام الله وسط الضفة كان نتيجة “جلطة قلبية”، حيث كان قد أصيب بجلطة سابقة عام 2017، أثناء وجوده في سجن “ريمون”، وجرى نقله حينها إلى مستشفى سوروكا.
وأضافت الهيئة أن الأسير الخطيب، كان سيفرج عنه بتاريخ الرابع من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بانتهاء مدة محكوميته التي قضاها في عذابات وغياهب سجون الاحتلال.
ولفتت الهيئة أنه باستشهاد الأسير الخطيب يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 225 شهيدا.
من جهتها كشفت جمعية واعد للأسرى أن الخطيب ارتقى شهيدا مكبل اليدين والقدمين بينما كان على “العربة الحديدة” المخصصة لنقل الأسرى للمحاكم، التي استخدمت لنقله لأحد المشافي الإسرائيلية، بعد تعرضه للجلطة.

وصباح اليوم الخميس، نقلت إدارة سجون الاحتلال جثمان الأسير الشهيد الخطيب، الى معهد الطب العدلي لإجراء معاينة خارجية، وفحص ظاهري للجثمان.
وحمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، إدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، بسبب تعمد إهمال ظروفهم الصحية والحياتية، وقال “إن السكوت الدولي ولعب دور المتفرج، يشجع الاحتلال على تصعيد جرائمه بحق الأسرى”، مؤكدا أن حالة من الاستنفار تسود سجن “عوفر” ومختلف سجون الاحتلال.
ولفت الى أن إدارة سجن “عوفر” عزلت 10 أسرى ونقلتهم الى الزنازين، ردا على حالة الغضب والاستنفار التي قاموا بها، مضيفا أن الوحدة القانونية في الهيئة، تعمل لمتابعة تقديم طلب لتسليم جثمان الشهيد الخطيب بعد إجراء الفحص والمعاينة لجثمانه.
يشار الى أن السجون الإسرائيلية شهدت فور الإعلان عن استشهاد الأسير الخطيب حالة غليان، قام خلالها الأسرى بالتكبير والتهليل والطرق على بوابات الزنازين، فيما قامت قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، باقتحام أقسام الأسرى في سجن “عوفر” وشرعت برشهم بالغاز.
ويشتكي الأسرى والجهات الفلسطينية التي تعتني بأوضاعهم، من تعرضهم لسياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تمارسها سلطات الاحتلال، وأدت خلال السنوات الأخيرة إلى وفاة عدد منهم بشكل مفاجئ، حيث استشهد الأسير سعدي الغرابلي من قطاع غزة في شهر يوليو/ تموز الماضي، جراء الإهمال الطبي، وفي شهر مارس/ آذار الماضي استشهد الأسير نور البرغوثي (23 عاما) في سجن النقب الإسرائيلي، فيما قضى العام الماضي عدة أسرى بسبب إصابتهم بأمراض خطيرة كالسرطان، وهم داخل زنانين الاعتقال، ولا تزال سلطات الاحتلال تفرض الاعتقال على جثامين الشهداء الأسرى، وترفض تسليمها لأهاليهم، وتضعهم في “ثلاجات الموتى”، في إطار سياسة العقاب التي تخالف القوانين الدولية.
من جهتها طالبت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، المجتمع الدولي وهيئاته بالخروج عن صمتها تجاه جرائم الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب ووضع حد للانتهاكات التي ترتكب بحقهم وفي مقدمتها سياسة الإهمال الطبي التي أصبحت أداة بيد سلطات الاحتلال لممارسة سياسة “القتل البطيء” لهم، لافتة إلى أن الخطيب تعرض خلال سنوات الأسر لسياسة الإهمال الطبي.
ونعت فتح الشهيد الأسير الخطيب، وقالت إنه استشهد في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي، ودعت لتدخل دولي عاجل لإنهاء معاناة الأسرى.
وحملت حركة حماس الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الخطيب، وأكدت أنها ستواصل مسيرة الجهاد والمقاومة لإنهاء معاناة الأسرى، وإطلاق سراحهم جميعا، مهما كلف ذلك من تضحيات.
وقالت إن ما حدث يعد “جريمة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود وسلسلة جرائمه بحق أسرانا البواسل”، مشيرة أيضا إلى أن استشهاده “يعكس السلوك الإجرامي الخطير، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى المرضى بشكل خاص”، مطالبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية بالعمل الفوري والجاد لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي الأسير الخطيب، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون، وخاصة الأسرى المضربين عن الطعام، وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وقالت إن سياساته القمعية بحق الأسرى “لن تكون إلا وبالا عليه، ولن تحقق له أهدافه في قتل الروح المعنوية لأسرانا ولمقاومتنا”.
يشار إلى أن عددا من الجهات الفلسطينية التي تعنى بأوضاع الأسرى، شككت في فحوصات الكشف عن الإصابة بفيروس “كورونا” التي أجرتها سلطات الاحتلال لـ 120 أسيرا فلسطينيا معتقلين في سجن “عوفر”، بعد أن ظهرت النتيجة سلبية، خاصة وأنهم اختلطوا بخمسة أسرى تأكدت إصابتهم بالفيروس.
وحذرت الجهات الفلسطينية من خطر يهدد حياة الأسرى، في ظل تفشي الفيروس، ووصوله إلى عدد من الأسرى، ما ينذر بإصابة كل المعتقلين، بسبب الازدحام والمخالطة داخل غرف الاعتقال الضيقة، ولعدم اتخاذ سلطات الاحتلال أي إجراءات وقائية.

 

المصدر: القدس العربي

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.