تقرير: انتفاضة القدس... إيتمار كانت الشرارة
يصادف اليوم الذكرى الخامسة لاندلاع انتفاضة القدس على إثر حرق مستوطنين لعائلة دوابشة بمحافظة نابلس؛ ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي الدوابشة ووالده، وإصابة شيقه الطفل أحمد بجراح بجراح خطيرة.
لم يمضِ وقت طويل على جريمة الحرق، حتى فجرت حركة حماس انتفاضة القدس عبر تنفيذ خلية تابعة لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "إيتمار" في مدينة نابلس، ما أدى إلى مقتل مستوطنين صهيونيين، تلت هذه العملية سلسلة عمليات بطولية نفذها شبان فلسطينيون.
إطلاق حماس والمقاومة شرار الانتفاضة لم يكن وليد اللحظة، فعلى مدار سنين مضت، بذلت حماس جهودًا كبيرة من أجل تفعيل دور المقاومة وإشعال انتفاضة شعبية، خاصة في ظل توالي جرائم الاحتلال ومغتصبيه، واستمرار عمليات اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك.
استجاب أبناء الشعب الفلسطيني إلى دعوات حماس وفصائل المقاومة بتصعيد المواجهات والاشتباك مع جنود الاحتلال والمستوطنين، وتوالت عمليات الدعس والطعن وإطلاق النار التي نفذها شبان فلسطينيون، أمثال: مهند حلبي، وفادي علون، ومحمد علي، وإسحاق بدران، وقائمة طويلة من الشهداء.
وتميزت انتفاضة القدس ببروز البعد الجهادي لدى أبناء شعبنا الفلسطيني تأثرًا بالنهج الذي عبرت به حركة حماس عن نفسها، فقد أقدم الشبان الفلسطينيون على تنفيذ عشرات عمليات الطعن والدعس وإطلاق النار بدافع وتخطيط فردي، خاصة في ظل ملاحقة أجهزة أمن السلطة والاحتلال المكثفة لفصائل المقاومة.
تفعيل الانتفاضة
وبالتوازي مع عمليات المقاومة الفردية والمنظمة التي نفذها الشبان الفلسطينيون، أحيت حركة حماس الانتفاضة جماهيريًا عبر تنظيمها لمئات التظاهرات والمسيرات الجماهيرية الداعمة لانتفاضة القدس والمساندة لأهالي منفذي العمليات البطولية.
كما ساهمت الحركة الطلابية الفلسطينية، وفي مقدمتها الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس، في تفعيل دور الانتفاضة وزيادة زخمها عبر دعواتها لإشعال نقاط التماس مع جنود الاحتلال على امتداد مدن الضفة الغربية وقراها؛ ما شكل زخمًا مهمًا باتجاه دفع الانتفاضة للأمام.
وكان لمشاركة الحركة الطلابية في الانتفاضة دور بارز في اتساع رقعتها، وضمان استمرار المقاومة بأشكالها كافة، والتأثير الفاعل على الجماهير للانخراط في المواجهة مع المحتل، نظرًا لقدرتها على تحريك الجماهير، وتسخين الأجواء.
شبكة أمان
دعمت حماس انتفاضة القدس؛ وأطلقت دعوات تفعيل المواجهة مع قوات الاحتلال بشتى الوسائل المتاحة، وباركت كل العمليات البطولية، ووفرت حاضنة سياسية فلسطينية لحماية انتفاضة القدس ودعم أهدافها، للحيلولة دون تطويقها أو حرفها أو تجاوزها.
كما شكل النهج الإعلامي للحركة شبكة أمان للانتفاضة، وهو ما شهد به الاحتلال حين كرر مسؤولون ومراقبون الحديث عن دور الإعلام المقاوم، فضلًا عن مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على العمليات البطولية.
وبذلت حركة حماس جهودًا سياسية وميدانية مع جميع القوى والفصائل الفلسطينية من أجل رفع مستوى التنسيق والتعاون لدعم انتفاضة القدس وحمايتها، باعتبارها إنجازًا وطنيًا فلسطينيًا خالصًا، وحّد الفلسطينيين في الداخل والخارج، وأعاد الاعتبار للقضية، وأكد موقع مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وأهميتهما في قلوب الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
لقد مثلت انتفاضة القدس امتدادًا لانتفاضات الشعب الفلسطيني، واستكمالًا لمشروع المقاومة الذي تتبناه حركة حماس، وأحيت هذه الانتفاضة روح الصمود والمواجهة لدى أبناء الشعب الفلسطيني.
المصدر: الموقع الرسمي للحركة الإسلامية حماس
اكتب تعليقك