السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

الدعوات لطقوس يهودية بالأقصى محاولة لتكريس وجود دائم

"خطر شديد يتهدده وعلى العالم الاستفاقة"

قال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات إن مطالبات "جماعات الهيكل" المزعوم بإقامة كامل طقوسها الدينية داخل المسجد الأقصى المبارك، بما فيها إيقاد "شمعدان الحانوكاة"، تؤسس لاستمرار جذوة الاقتحامات، وتحقيق الوجود اليهودي الدائم بالمسجد.

وأوضح بكيرات في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم الأربعاء، أن مطالبات الجماعات المتطرفة لم تتوقف عند إقامة الطقوس التلمودية داخل الأقصى، بل أيضًا محاولاتها لطرد المسلمين منه، وسحب صلاحيات إدارة الأوقاف الإسلامية، بالإضافة لدعواتها المتكررة لهدم المسجد، تمهيدًا لإقامة "الهيكل" المزعوم مكانه.

وأضاف أن" تلك المطالبات تشكل ركيزة أساسية بالنسبة لهم لتثبيت حق وهمي بالمسجد الأقصى، وهي تستند إلى محور خرافي أيديولوجي خطير، كونهم يعتقدون أن لهم الحق بالأقصى، وأنه مقام على خرافة الهيكل، وفق معتقداتهم المزعومة".

وأكد أن ممارسات "جماعات الهيكل" تشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين، واعتداءً صارخًا على حرمة الأقصى، وكافة المقدسات الإسلامية.

وأشار إلى أن شرطة الاحتلال تحاول منذ سنوات ولا تزال تكريس موضوع السيادة المطلقة، ونقل كل الشعائر التلمودية والرموز اليهودية من محيط الأقصى إلى داخله، وتسعى لتحقيق هذا الهدف، مستغلة الظروف الإقليمية والدولية، وحالة التطبيع العربي، ووباء "كورونا".

وحذر بكيرات من خطورة الوضع الراهن بالمسجد الأقصى، قائلًا:" المسجد اليوم بات في خطر شديد، وعلى العالم العربي والإسلامي أن يستفيق ويتحرك بشكل عاجل قبل تقسيمه أو هدمه".

وكانت مجموعة مما يسمى "منتدى المعبد" في حزب "الليكود" طالبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بتمكين اليهود من "أداء ذروة طقوس عيد الحانوكاة بإيقاد شمعدان الأنوار داخل المسجد الأقصى".

واعتبرت أنه "من غير المناسب أن يستمر اليهود في الاحتفال بعيد الأنوار خارج جبل المعبد، رغم مرور ألفي عامٍ على الشتات، ووجود جبل المعبد تحت السيادة اليهودية". حسب زعمها.

تصعيد خطير

وأشار الشيخ بكيرات إلى أن اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه تصاعدت بشكل كبير وخطير خلال العام الجاري، والذي شهد زيادة في اقتحامات المتطرفين وأعدادهم، واستهداف للمصلين وموظفي الأوقاف، ناهيك عن الإبعادات، والاعتداءات على المقابر الإسلامية بالقدس.

وأضاف أن الاحتلال عمل على تطويق الأقصى بمشاريع عمرانية ضخمة، وبؤر استيطانية جديدة، في محاولة لخنق الوجود المعماري والسيادي والإنساني بالمدينة المقدسة.

وأوضح أن هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع مع "إسرائيل" هذا العام شكل "خنجرًا مسمومًا في خاصرة القدس والأقصى، وأثر بشكل واضح وملموس على مجريات الأحداث بالمسجد".

وشدد على أن الاحتلال ماض في سياساته تجاه القدس والأقصى، حيث وضع الخطط لإحكام سيطرته الكاملة، لكن علينا أن نتوحد جميعًا في مواجهة ذلك، وألا نعطي المحتل المجال لكي يحقق إنجازاته على حساب القضية الفلسطينية وقضية الأقصى.

ومساء الثلاثاء، نظمت "جماعات الهيكل" مسيرة ليلية في البلدة القديمة بالقدس، تجولت فيها أمام بابي الغوانمة والمجلس من أبواب الأقصى، ونصبت الشمعدان أمام البابين تحت حراسة شرطة الاحتلال، وأدى أفرادها الطقوس والصلوات، مطالبة بتمكينها من إشعال "شمعدان الحانوكاة" داخل الأقصى.

مشهد عدواني

بدوره، أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب الأقصى الشيخ محمد حسين اقتحام مئات المستوطنين المسجد، بحجة الأعياد اليهودية، وتنظيم مسيرة ليلية عند أبوابه، حاملة معها شمعدانًا ضخمًا، وضعته عند بعض أبوابه من الجهة الخارجية، مؤكدًا أن ذلك "مشهد عدواني يمس بقدسيته، ويفتح المجال واسعًا للاضطرابات في باحاته".

ولفت حسين، في بيان وصل وكالة "صفا"، إلى خطورة استمرار الاحتلال في استهداف المسجد الأقصى، ومحاولة وضع اليد عليه.

وأكد أن "تاريخ مدينة القدس وقلبها الأقصى يعرفه القاصي والداني، وتعرفه الهيئات الدولية والرسمية، وهو رقم صعب يأبى القسمة والمشاركة، فهو للفلسطينيين والمسلمين وحدهم دون سواهم".

وطالب المجتمع الدولي دولًا وحكومات وهيئات ومنظمات مختصة بضرورة التدخل لوقف هذه الاعتداءات على مقدسات المسلمين ومنع السلطات الإسرائيلية من التمادي في عدوانها على البشر والحجر والشجر بالمدينة المقدسة.

 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية صفا

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.