الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

قطار المصالحة يصل أولى محطاته في القاهرة

التفاؤل باقتراب زوال مشاكل الحياة في غزة يستأنف قطار المصالحة السير للقاهرة للبدء في حوار جدّيّ

بعد أجواء الاحتفال (البروتوكولي) لوصول حكومة التوافق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله لغزة في ظل حالة من التفاؤل باقتراب زوال مشاكل الحياة في غزة يستأنف قطار المصالحة السير للقاهرة للبدء في حوار جدّيّ.

وكان الاتفاق قد جرى بين قيادتي فتح وحماس برعاية مصريّة، على أن تستأنف الفصائل جميع حواراتها في القاهرة؛ للحديث عن ملفات مهمة منها الشراكة السياسية ووضع إطار جديد للعمل السياسي.

ومن المتوقع أن تناقش الفصائل الفلسطينية تجديد المكونات السياسية بدخول فصيل مهم مثل حماس ومن بعده الجهاد الإسلامي، وتنفيذ الإطار المجمّد والمتفق عليه عام (2011)؛ تمهيداً لانتخابات منظمة التحرير والمجلس الوطني.

مشهد جديد

رغم مرور 11 عاما على الانقسام الفلسطيني الذي انتهى بالمصالحة منذ يومين، إلا أن التطبيق العملي للمرحلة الحالية يتطلب تلمس تغييرات حقيقية في حياة المواطن الذي بات مقتنعاً أن أي فصيل فلسطيني لا يستطيع التصدّي لأعقد قضايا الشرق الأوسط وحده.
 
ويؤكد ناجي شرّاب، المحلل السياسي، أن حوار القاهرة لن يقتصر على مناقشة تنفيذ آليات تسهيل الخدمات اليومية والمعابر والكهرباء، فهذه برأيه سهلة، لكنه سيركّز أكثر على المحور السياسي والاتفاق على رؤية سياسية تحدد الحكومة القادمة والانتخابات، وهو ما ستبنى عليه مصالحة حقيقية.

ويضيف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "الخدمات والمعابر لها طبيعة إدارية وفنية ستتم لا محالة لأنها تمس حياة مليونيْ مواطن، لكن المهم الآن في القاهرة، كيف نتفق على بنية سياسية غير متوافقة أصلاً والمؤسسة التي ستحكم عملنا السياسي في ظل تحولات دولية وإقليمية وخيار المقاومة، وماهية المقاومة والتفاوض والسلام".

وكانت القاهرة قد استضافت الفرقاء والفصائل الفلسطينية عام (2011)، وجرى الاتفاق حينها على تشكيل حكومة وحدة وطنية، في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على الاتفاق، حيث ينص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وانتخابات للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.

أما أحمد رفيق عوض، المحلل السياسي، فيتوقع أن يكون لقاء القاهرة موقعاً لفتح ملفات شائكة بدءًا من الرواتب والمعابر، ووصولاً إلى سلاح المقاومة، والمشاركة في المجلس الوطني والعملية السياسية.

ويتابع: "ما رأيناه أمس شكّل احتفالا بروتوكوليا، لكن التفاصيل كلها ستكون في القاهرة، والحمد الله رجل تنفيذي لما اتفقت عليه الفصائل، لكن القاهرة ستضع محددات أساسية للمصالحة"، مرجحاً  أن بعض المسائل الشائكة سترحَّل، "وستتوالى الجلسات لكن ما هو مطلوب حالياً أن يتملس المواطن نتائج المصالحة".

قطار المصالحة الذي سيمر بمحطات كثيرة سينجز ملفات لا خلاف عليها كما أعلنت فتح وحماس من قبل، وهي ما تتعلق بحياة المواطن المعيشية، لكن رئاسة السلطة الفلسطينية -حسب تحليل عوض- مهتمة كثيراً بتسلم مهمات الوزارات بممارسة عملية وإنفاذ القانون وضبط الأمن برؤيتها خاصة على المعابر جهةً سياديةً.

ويتابع: "الآن في القاهرة تريد السلطة أن تجمع ممارسة اقتصادية بسياسية ويومية باستراتيجية من خلال إنفاذ قوانين العمل، ولا بد في القاهرة أن يقدم كل طرف تسوية وتنازلات".

الدور المصري

وأمام خارطة سياسية جديدة في الإقليم تحتل القاهرة دوراً مهماً في المنطقة، وهي مهتمة بلعب دور أساسي في القضية الفلسطينية كالعادة، وقد بدا واضحاً ما فعلته وصولاً إلى بدء مصالحة فعلية.

ويقول ناجي شراب المحلل السياسي: "الآن بعد وصولنا للقاهرة لا بد من تسريع عنصر الوقت والشروع في الحديث عن تفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الذي كان في طور التجميد".

ويشكل اجتماع الفصائل تحت مظلة القاهرة الآن لإعادة تفعيل إطار المنظمة بوجود حماس والجهاد شكلاً جديداً سيأخذ اللون الانتقالي لقيادة منظمة التحرير الجديدة التي ستمهّد لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

ويتابع المحلل شرّاب: "اليوم ومن القاهرة أصبحت حماس مكوّناً أساسياً في عملية التحول السياسي الفلسطيني؛ فلا مفاوضات ولا انتخابات ولا بناءَ سياسيا دون حماس".

ويعزز المحلل شراب رؤيته التفاؤلية بتصريحات إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي تحدث أمس عن ضرورة ضبط السلاح للمؤسسة الرسمية ومستقبل الدولة وعاصمتها القدس، ومن قبله موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي الذي صرّح بواقع الشراكة في الحرب والسلام.

الضامن المهم لميلاد مصالحة فعلية هو الدور المصري الذي يلعب بفعالية في الإقليم، وقد منح هذه المرة المصالحة جديّة وزخمًا وصل لإرسال وفود أمنية تتابع عن قرب.

ويبدي المحلل عوض تفاؤله بنجاح الجولة الأولى من حوار القاهرة؛ "لأن الكل مأزوم، ومصر تمنح زخماً لإبرام مصالحة تمر بممر ضيق لكنه إجباري للوصول إلى مرحلة جديدة من الشراكة السياسية في القرار". 

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف المركز الفلسطيني ل%2
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.