السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

أبو هريرات الأقصى.. خمسون عامًا من الرباط ونثر "الرحمة"

توفي أحد أبرز مرابطي المسجد الأقصى، الشيخ غسان يونس أبو أيمن، المُكنى بـ"أبي هريرات الأقصى" متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا الذي أصيب به قبل ثلاثة أشهر.

ونعت المرابطة المقدسية هنادي حلواني عبر صفحتها على فيسبوك الشيخ (أبو هريرات الأقصى)، وقالت: "الأقصى يفقد اليوم مرابطًا جديدًا، كان حريصًا على الرباط في الأقصى رغم قدومه من قريته البعيدة قرية عارة في الداخل المحتل".

وأشارت إلى أنه أصيب بفيروس كورونا قبل 3 أشهرٍ، واليوم اصطفاه الله إلى جواره وانتقل إلى رحمته؛ حيث كان رحمه الله عطوفًا يكرم الصغار والكبار بعطفه، ولا ينسى قطط الأقصى وطيوره من حنانه فيطعمهم.

 

قصة رباط

خمسون عامًا وأكثر قضاها الشيخ الفلسطيني يونس (71 عامًا) وهو يرابط شبه يوميا في ساحات وباحات المسجد الأقصى دفاعًا عنه في مواجهة الهجمات الصهيونية المتكررة والمتواصلة، ولم يكن يمنعه مانع طوال تلك السنوات في الرباط بالأقصى إلا مرضه الأخير الذي أدى إلى وفاته فجر اليوم.

يزور الشيخ "أبو هريرات الأقصى" المسجد يوميا حاملاً على كتفه حقيبةً كان يملؤها باللحم والمعلبات والحبوب بهدف إطعام الطيور والقطط التي تسكن باحات الأقصى، عادًّا أنّ ذلك عمل مقدس بالنسبة له، وهو الذي فور وصوله بوابات المسجد الأقصى تلتف حوله القطط ويستمر في إطعامهم حتى مغيب الشمس، ثم يعود أدراجه إلى بيته في قريته عارة وعرعرة أقصى شمال فلسطين".

وفي حديثه قبل وفاته لوسائل الإعلام التي أعدّت عنه عشرات القصص قال المسن الفلسطيني يونس: "إضافة إلى حمل الحبوب والمعلبات واللحوم للقطط والطيور، أحمل الحلويات أيضًا في حقيبتي وجيوب ملابسي يوميًّا لأوزعها على كل من ألاقيه في ساحات المسجد، فأعطيه قطعة حلوى أو شوكولاتة، حتى بات الجميع يعرفني حتى وأنا قادم من بعيد".

وأضاف: "أغادر يوميًّا منزلي في بلدة عارة وعرعرة شمالي فلسطين، لأصل الساعة السابعة صباحًا إلى الأقصى، وبمجرد دخولي عبر باب حطة، تجري القطط الموجودة دائما تجاهي، وتسير معي حتى أصل باحات قبة الصخرة، فتتجمع حولي، لأقدم لها وجبة اللانشون البقري، فهنا جميع تلك القطط تعرفني جيدًا، وأنا متعلق بها تعلقا كبيرا، فهي كما أصفها مرابطات في الأقصى".


رواد الأقصى يرثونه

وسبب رحيله موجة من الحزن الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي حيث نعاه كل رواد الأقصى ومحبيه حتى الذين لم يلتقوه يومًا.

وقال مدير قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى، الباحث رضوان عمرو في رثائه عبر فيسبوك،: "وقبل عدة أسابيع صلى آخر جمعة له في الأقصى ورآني مبعدًا حزينًا خارج الأبواب، فأوصاني بالثبات وبشرني بحتمية العودة للأقصى ثم غادر مسرعًا إلى الداخل المحتل".

وعبرت المرابطة المقدسية خديجة خويص: "أبو هريرات الأقصى.. اللهمّ إنّه كان حسن السيرة كريم الخُلُق وسخيّ اليّد، فاللهمّ نسألك أن تكون ختمت له على الرّباط ، واغفر له وارحمه وأكرم نُزُله".

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.