16 أسيرًا مصابين بالسرطان في سجون الاحتلال يعانون الموت البطيء
في اليوم العالمي لمكافحته
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن 16 أسيراً في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من مرض السرطان القاتل بمختلف أنواعه، دون أن تقدم لهم إدارة السجون علاجاً مناسباً لحالتهم الصحية سوى المسكنات، الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم ويعرضهم للموت في أي لحظة.
وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان الذي يوافق الرابع من فبراير كل عام، أنَّ الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال حياتهم مهددة بالخطر، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، حيث يقدم لهم الاحتلال ما يبقيهم أحياء فقط، كي لا يتحمل مسئولية وفاتهم داخل السجون.
معاناة مضاعفة
وأشار الأشقر إلى أن مرض السرطان يعد السبب الأول في استشهاد الأسرى داخل السجون، الذين ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد حيث استشهد أسيران العام الماضي 2020 بعد معاناتهم من مرض السرطان وهم "الشهيد "كمال أبو وعر" من جنين، والأسير "سعدى الغرابلى" من مدينة غزة، وقد رفض الاحتلال إطلاق سراحهم لخطورة حالتهم المرضية.
وقال الأشقر إن الأسرى المصابين بالسرطان يعانون بشكل مضاعف، ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة مرض السرطان الخطير الذي لا يوجد له دواء شافياً في ظل استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم تقديم العلاج اللازم لهم، إضافة إلى تهديد فيروس كورونا الذي أصاب مئات الأسرى.
حالات جديدة
وقال الأشقر إنّ الظروف القاسية داخل سجون الاحتلال تعد أرضية خصبة لإصابة الأسرى بالأمراض بما فيها الخطيرة، وما بين الحين والآخر يتم اكتشاف إصابة أحد الأسرى بمرض السرطان، كان آخرهم الأسير "حسين المسالمة" من بيت لحم، حيث تبين إصابته بمرض سرطان الدم وحالته الصحية حرجة للغاية ويقبع منذ أسابيع في مستشفى سوروكا في حالة غياب عن الوعي.
كذلك الأسير "جمال إبراهيم عمرو (48 عاماً) من الخليل والمعتقل منذ عام 2004 والذي تبين إصابته بمرض السرطان في الأمعاء ووصل إلى الكلى والكبد والرئتين وبالكاد يستطيع التنفس نتيجة الإهمال الطبي المتعمد ولا يتلقى سوى المسكنات فقط، وحالته الصحة في تراجع مستمر.
بينما الأسير "عماد عبد الخالق أبو رموز" (46 عاما) من سكان مدينة الخليل، والذي تراجعت صحته بكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وعقب الكشف عليه تبين إصابته بورم سرطاني في منطقة الخصيتين، وأنه بحاجة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة لاستئصال إحدى الخصيتين، قبل أن ينتشر السرطان في أماكن أخرى من جسده، إضافة إلى ذلك أصيب بفيروس في الكبد لا تعرف ماهيته، وهو معتقل منذ 2004، ومحكوم بالسّجن لمدة 25 عاماً.
مرضى مسنون
وكشف الأشقر أن هناك أسيرين من المصابين بالسرطان مسنون تجاوزت أعمارهم 70 عاماً وهم أكبر الأسرى سناً "فؤاد حجازي الشوبكي" (82 عاماً) وهو مصاب بمرض سرطان "البروتستاتا" ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج أكثر من مرة دون فائدة، وحالته الصحية تتراجع بشكل مستمر، ورفض الاحتلال العشرات من المناشدات التي صدرت عبر جهات مختلفة لإنهاء معاناته، حيث أمضى 14 عاماً من حكمه البالغ 17 عاماً.
والأسير "موفق نايف عروق " 78 عاما" من مدينة الناصرة داخل الأراضي المحتلة عام 48، والذي تبين أنه يعاني من مرض السّرطان في الكبد والمعدة، ونقل إلى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي عدة مرات إثر تدهور ملحوظ على حالته الصحية، وهو معتقل منذ 18 عاماً، ومحكوم بالسجن لمدة 30 عاماً، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي.
مناشدة
وحذر من الخطورة الحقيقة على حياة هؤلاء الأسرى المصابين بالسرطان، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، الأمر الذي ينعكس على من تحرر منهم حيث تلاحقهم أثاره خارج السجن وأدت في كثير من الحالات إلى استشهاد الأسرى بعد التحرر، حيث كان آخرهم الأسير المحرر "محمد صلاح الدين" من القدس، والذي ارتقى بعد 3 شهور من الإفراج عنه وقد أصيب بمرض السرطان في سجون الاحتلال.
ودعا كافة المعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بإطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، وخاصة في ظل انتشار جائحة كورونا في سجون الاحتلال.
وطالب كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة سبب تزايد إصابة الأسرى بمرض السرطان داخل السجون، والعمل من أجل إطلاق سراحهم حيث يهددهم الموت في كل لحظة؛ نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك