حمصة الفوقا... صمود يعري أطماع الاحتلال بتهجير الأغوار
بظل تقاعس رسمي
لا يفكر الحاج إسماعيل أبو كباش بمغادرة حمصة أيا تكن الظروف وأيا تكن التحديات، فمغادرته وجيرانه من أهالي حمصة للمنطقة يعني زوال قرية كاملة من الخارطة وهذا لن يتم وفق أبو كباش.
ويؤكد أبو كباش الذي تتوالى عمليات الهدم على مضاربه لـ"صفا" أن ما يجري في حمصة الفوقا عملية إبادة للقرية بأكملها لأن المطلوب هو إنهاء وجود جميع التجمعات الفلسطينية التي تقف في وجه المد الاستيطاني في المنطقة.
ويرابط أبو كباش في حمصة مع أبنائه وأحفاده في العراء غير آبه بما يجري حصار لجيش الاحتلال وآلياته التي هدمت مضاربهم ثلاث مرات في الأسبوع الأخير فيما يستعدون لهدم جديد خلال ساعات أو يوم أو في أية لحظة.
ويقول أبو كباش إن السماح للاحتلال بتنفيذ مخططه في حمصة والاستسلام لذلك يعني أن كل الأغوار قد ضاعت، لقد جربنا اللجوء في السابق ولن نكرر التجربة، هذه أرضنا ولن نغادرها.
وفي تصميم كبير تحول الصمود إلى معركة "تكسير روس" بين أهالي حمصة والمتضامنين من النشطاء ضد الاستيطان وبين جيش الاحتلال الذي دخل مرحلة الاستفزاز من إصرار الأهالي على البقاء، حيث نفذ ثلاث عمليات هدم في أقل من أسبوع منها اثنتين في يومين متتالين.
وأعاد أبو كباش بناء خيمته فهدمت فأعاد بناءها فهدمت، ولكنه وهو يقف على بقايا أدوات وأثاث خيمته يستعد للبناء مرة أخرى، ويقول لن نرحل.
حال أبو كباش لا يختلف عن حال الحاج أبو عدنان السلامين فهو يعتبر أن معركة الأرض لا تقبل المساومة وإذا رحل أهالي حمصة فهذه مقدمة لترحيل الجميع ووقتها لن يبقى أي تجمع بالأغوار.
ويقول السلامين لـ"صفا": يعتبر جيش الاحتلال والمستوطنين أن البدو هم عامل الصمود الأول في إرباك المشروع الاستيطاني في الأغوار، فمضاربهم تنتشر في الأراضي والسفوح التي تشكل مطامع للمستوطنين ويعتبرون أن ترحيل البدو سيجعل الفضاء الواسع في الأغوار ملكا لهم.
ويضيف: "كثيرون لم يدركوا قيمة البدو في حماية الأغوار إلا مؤخرا، مضاربنا تحمي الأرض ويجب أن تبقى"، مؤكدا أن كل آليات الاحتلال لن تجعلهم يرحلون.
وبغضب شديد تتساءل عائشة أبو عواد وهي تحاول أن تقي أطفالها الثلاثة من البرد القارص بعد أن أصبحوا بلا مأوى لماذا يحدث ذلك؟ ألسنا بشر؟.
وتقول لـ"صفا": "نعيش أياما صعبة للغاية، نبيت في العراء، نريد أن نعيش في مساكننا آمنين، لا أحد يقف معنا نحن لوحدنا نعاني، صادروا صهاريج المياه وسياراتنا، وكانوا يداهموننا ليلا بحجة التدريبات ويطلقون الرصاص فوق رؤوسنا واليوم يريدون ترحيلنا".
ويشير مسئول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات إلى أن مخطط الاحتلال هو ترحيل أهالي حمصة البالغ عددهم نحو 70 مواطنا إلى موقع قريب من قرية عين شبلي بهدف الاستيلاء على الأراضي في المنطقة.
ويوضح أن المضارب البدوية لحمصة الفوقا تشمل نحو 66 منشأة هدمت جميعها فيما يندرج ذلك ضمن مخطط ضم الأغوار.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية صفا
اكتب تعليقك